وقال لافروف في مؤتمر صحفي بنيويورك، اليوم الجمعة، تعليقا على استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الجديدة: "من حيث المبدأ نحن نأسف لأن الولايات المتحدة، بدلا من الحوار الطبيعي بناء على القانون الدولي، تسعى لتأكيد دورها الرائد من خلال مثل هذه المناهج الداعية للمواجهة".
وأضاف لافروف أن روسيا في كل حال مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة، ومستعدة لمناقشة العقائد العسكرية أيضا، مثلما كان الأمر في وقت سابق.
وتابع لافروف قائلا: "أنا على قناعة بأن هناك كثيرا من ذوي التفكير السليم، الذين يفهمون أنه يجب الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي، ويدركون أن كافة المخاطر التي تواجهه يجب التصدي لها، وأن ذلك مستحيل بدون التعاون بين روسيا والولايات المتحدة".
لافروف: واشنطن لم تقدم أدلة على عدم التزام روسيا بالعقوبات ضد بيونغ يانغ
وتعليقا على الاتهامات الأمريكية لروسيا بأنها لا تلتزم بنظام العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، قال لافروف إن موسكو طلبت من الشركاء الأمريكيين تقديم الأدلة. وأشار إلى أن هناك لجنة خاصة بالشكاوى لدى مجلس الأمن الدولي، وعدم ورود الشكاوى يعني عدم وجود أدلة محددة.
وبخصوص تسوية قضية كوريا الشمالية النووية، أشار لافروف إلى أنه يستحيل إقناع بيونغ يانغ بضرورة التخلي عن برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات في حال فشل الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.
لافروف: الاتفاق النووي مع إيران لم يمت
وبشأن الاتفاق حول برنامج إيران النووي، أكد لافروف أن الصفقة "لم تمت"، وأن روسيا ستبذل كل الجهود من أجل الحفاظ عليها.
وقال لافروف: "لا، هي لم تمت. وحسبما أفهم، فإن الرئيس ترامب سيتخذ القرار النهائي بعد 2 أو 3 أشهر، إما أنه سيعيد هيكلة الصفقة بشكل أو بآخر، أو سينسحب منها".
وأضاف: "نحن سنبذل الآن جهودا جدية لعدم تعديل الصفقة. وهي لن تبقى في حال تعديلها، وخاصة فيما يتعلق بمطالب الولايات المتحدة التي لن تكون مقبولة بالنسبة لإيران". وأشار إلى أن الأوروبيين يدركون هذا الخطر أيضا.
وفي معرض حديثه عن إيران، أشار لافروف إلى أنه من الخطأ الحديث حول أن سبب تعثر تسوية كافة قضايا الشرق الأوسط يكمن في دور إيران، قائلا: "إيران دولة كبرى، ومن المستحيل مطالبتها بعدم التدخل في أي شأن".
وأوضح أن كل الدول الكبرى، سواء أكانت إيران أو السعودية، أو حتى غير كبيرة مثل قطر، لها مصالح، ويجب العمل على تسوية الخلافات"، مضيفا أن "عزل إيران داخل حدودها لن يؤدي إلى حل كل القضايا تلقائيا".
ودعا لافروف لبدء العمل على تسوية الخلافات بين الدول الخليجية وإيران، مؤكدا استعداد روسيا للمساهمة في هذه الجهود.
لافروف: مقترحنا حول لقاء نتنياهو وعباس في موسكو لا يزال على الطاولة
وتطرق وزير الخارجية الروسي إلى قضية التسوية في الشرق الأوسط. وقال: "اقترحنا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد لقاء في موسكو بدون شروط مسبقة. وهذا الاقتراح لا يزال قائما. وحسبما أفهم فإن الرئيس الفلسطيني على استعداد لمثل هذا اللقاء".
وتابع لافروف قائلا: "ستكون لدينا قريبا اتصالات مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، ونحن نود سماع الفرص المتوفرة للخروج من هذا الوضع الصعب".
كما انتقد لافروف القرار الأمريكي تقليص تمويل وكالة "الأونروا"، مشيرا إلى أنه "يقوض الجهود لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة. ونحن سنتشاور مع كافة البلدان المعنية، وسنرى ما يمكن نعمله".
المصدر: وكالات
أنطون زوييف