وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، في مؤتمر صحفي أعلن خلاله عن الاستراتيجية الجديدة: "المنافسة بين الدول العظمى، وليس الإرهاب، تتصدر الآن الاهتمام فيما يخص الأمن الوطني".
وأضاف: "نحن نواجه تهديدات متزايدة من قبل مختلف الدول الضالة مثل الصين وروسيا، التي تسعى لبناء عالم يتوافق مع نماذجها الاستبدادية، وتسعى لفرض الفيتو على القرارات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية لدول أخرى".
ولفت إلى أن "المنافسة الاستراتيجية الطويلة الأمد مع الصين وروسيا تعتبر الأولويات الرئيسية لوزارة الدفاع، وتتطلب مزيدا من التمويل، نظرا لدرجة المخاطر التي تمثلها اليوم على أمن الولايات المتحدة وازدهارها".
وحسب الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية، "تسعى روسيا لردع حلف الناتو، وتغيير البنية السياسية والاقتصادية في أوروبا والشرق الأوسط لصالحها"، كما اتهمت الوثيقة روسيا بـ "تقويض النظام الدولي من الداخل، من خلال استغلال فوائده وانتهاك مبادئه في الوقت ذاته".
وأعرب البنتاغون عن القلق إزاء "استخدام روسيا للتكنولوجيات لإفشال العمليات الديمقراطية في جورجيا والقرم وشرق أوكرانيا"، مشيرا إلى أن ذلك يمثل "تحديا واضحا"، نظرا لتحديث الترسانة النووية الروسية في الوقت ذاته.
وقال ماتيس كذلك إن "الأنظمة المارقة، مثل كوريا الشمالية وإيران، تواصل بإصرار أعمالها غير الشرعية وتهدد ليس فقط الاستقرار الإقليمي، بل والاستقرار العالمي".
وأشار ماتيس إلى أن الولايات المتحدة ستواصل محاربة الإرهاب. وأكد أنه "على الرغم من دحر خلافة "داعش"، تستمر التنظيمات المتطرفة العنيفة مثل "حزب الله" اللبناني و"داعش" و"القاعدة" بإظهار الكراهية، وتخرب السلام وتقتل الأبرياء حول العالم".
ووفقا للاستراتيجية الجديدة، ستقوم الولايات المتحدة بتطوير تحالفات ثابتة للحفاظ على ما تم تحقيقه في أفغانستان والعراق وسوريا، من أجل إلحاق الهزيمة بالإرهابيين لأمد طويل، وقطع قنوات دعمهم.
وستعمل هيئة الأركان المشتركة الأمريكية على ردع العدو في 3 مناطق رئيسية، هي منطقة المحيطين الهندي والهادي، وأوروبا والشرق الأوسط.
وستقوم وزارة الدفاع الأمريكية بتحديث "الثلاثي النووي" لها (الطيران الاستراتيجي والصواريخ البالستية العابرة للقارات والغواصات الحاملة للأسلحة النووية) وتطوير البنية التحتية. وستركز برامج التمويل على الدفاع الصاروخي وقدرات الردع.
كما ستكون هناك استثمارات في مجالات الفضاء والمجال السيبراني والذكاء الاصطناعي وأنظمة حيوية أخرى تحتاج إليها القوات المسلحة الأمريكية.
وتعتزم الولايات المتحدة "بناء قوة فتاكة أكثر" وتعزيز التحالفات التقليدية بالإضافة إلى إقامة شراكة مع دول أخرى.
وفي سياق متصل تناول ماتيس مسألة التمويل، مشيرا إلى أنه "لم يكن هناك عدو ألحق ضررا أكثر بالاستعداد القتالي للولايات المتحدة من سقف النفقات العسكرية".
ونشر البنتاغون النسخة المختصرة من "استراتيجية الدفاع الوطني"، التي تم رفع السرية عنها والتي تقع في 11 صفحة. وهذه الوثيقة هي الأولى من هذا القبيل منذ عام 2014، وهي تحدد أولويات وزارة الدفاع الأمريكية، ما سينعكس على النفقات العسكرية التي سيطلبها البنتاغون.
وتعكس الاستراتيجية الجديدة عزم إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب التصدي لروسيا والصين.
المصدر: وكالات
أنطون زوييف