خبراء يوضحون لـRT مبررات وصحة خروج روسيا من "حظر الأسلحة النووية" ودور واشنطن في ذلك

أخبار العالم

خبراء يوضحون لـRT مبررات وصحة خروج روسيا من
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/wch8

قال الخبير الاستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد إن النزاع الأوكراني كشف لروسيا عدم حفاظ واشنطن على الأمن العام العالمي وإدراك موسكو أن أمريكا تحشد لكييف ضدها، الأمر الذي أثار قلقها.

وأشار الخبير في تصريح لـRT، إلى أن روسيا كانت من أوائل الدول التي وقعت على المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996، وحدث ذلك عقب التصديق عليها من البرلمان الروسي ومجلس الدوما عام 2000.

وقال عبد الواحد: "وقّعت روسيا عام 2010 معاهدة شبيهة وهي منع استخدام الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية بإسم New Start، على أساس بدء التخلص من الأسلحة النووية لدى جميع الأطراف ومراقبة كل طرف للآخر في سبيل التخلص من أسلحته النووية كي يصبح العالم بدون سلاح نووي".

اتفاقية New Start

ولفت اللواء عبد الواحد لـRT إلى أنه في فبراير 2022 تخلت روسيا عن اتفاقية New Start التي وقعتها مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 2010، مشيرا إلى  اتفاقية حظر الأسلحة النووية التي أبرمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصدّق مجلس الدوما الروسي في أكتوبر الماضي على خروج روسيا من البروتوكول.

وأضاف: كل ذلك بمثابة أشياء رمزية إلى الآن ولم تدخل حيّز التنفيذ، من المفترض أن يكون هناك عدد محدّد من الدول النووية ويتفقوا على سريان الاتفاقية، موضحا أنه منذ إعلان الجمعية العامة وحتى الآن لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية على هذه الاتفاقية بالإضافة إلى الصين ترفض دخول هذه الاتفاقية الخاصة بالتجارب النووية".

واعتبر الخبير الاستراتيجي عبد الواحد أن "روسيا ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية غير جديرة بالحفاظ على الأمن العالمي الدولي، وذلك لمحاولاتها مراراً تقليم أظافر روسيا، في أماكن متعددة من العالم عبر تحالف أمريكا مع أوكرانيا ضد الجانب الروسي، ومحاولة طردها من نفوذها بمنطقة الساحل من شمال إفريقيا".  

مؤكداً أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو صراع دولي، وبدأت روسيا تشعر بقلق من محاصرة الولايات المتحدة الأمريكية لها في أماكن متعددة من العالم.

نقل الأسلحة النووية إلى بيلاروس

وتابع الخبير: خروج الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الاتفاقية ماهو إلا رمز يدشّن لعالم جديد بدون قيود تربطها بأي اتفاق، منوها بأن الحرب النووية التي لم تدخل حيز التنفيذ، ولكنها بدأت تجارب على الأسلحة الباليستية، ونقل الأسلحة النووية ونشرها في بيلاروس، تخوفا من وقوع حرب نووية، لذلك بدأت روسيا في العمل بالأسلحة النووية والتهديد باستخدامها وذلك على مرأى ومسمع الجميع، وبالتالي كان أولى لها أن تعطي الإشارة لخروجها ولها الحرية في عمل تجارب نووية وتصنيع السلاح النووي، فهي أكبر دولة في العالم تمتلك أسلحة نووية، وبالتالي يمكننا أن نتخيل هذا الخروج هو رسالة ردع إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.

من جانبه قال المحلل السياسي يسري عبيد لـRT: "أعتقد أن روسيا انتظرت طويلا حتى انتهت من انضمام الدول الأخرى التي لم تكن قد انضمت إلى هذه المعاهدة، الموقعة عام 1996، ونظرا لعدم التوازن بين التزامات الدول بحسب هذه المعاهدة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ونظراً للتطورات والتوتر والحرب الروسية الأوكرانية، والخطاب العدائي من الجانب الأمريكي تجاه روسيا ومحاولة ربما اتخاذ إجراءات عدائية من جانب حلف الناتو ضد روسيا سواء في أوكرانيا أو بعض دول شرق أوروبا، أعتقد أن الحكومة الروسية رأت أنّه لا فائدة من الاستمرار في هذه المعاهدة، طالما لم يتحقق مبدأ المساواة بين جميع دول العالم خاصة التي لديها سلاح نووي، من حيث الالتزام بهذه المعاهدة وحظر التجارب النووية".

وأضاف عبيد: اعتقد أن الرئيس الروسي رأى أنّه حان الموعد لانسحاب روسيا من هذه المعاهدة في مقابل أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تفكّر في استئناف إجراء التجارب النووية خاصة مع التوتر العالمي والوضع في أوكرانيا أو حول بحر الصين الجنوبي، وبعض المسائل الأخرى".

موسكو استشعرت نوايا واشنطن والناتو

ولفت المحلل السياسي إلى أن الجانب الروسي استشعر بنوايا الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو لاستئناف إجراء التجارب النووية، ولهذا مبدأ المساواة بين الدول يعتبر غير موجود في هذه الحالة، ونظراً لأوضاع العالم وخاصة الشرق الأوسط، معتقدا: "أن كل هذه الأمور أجبرت الجانب الروسي على الانسحاب من المعاهدة واستئناف حظر التجارب النووية مرة أخرى".

بدوره، قال اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة سابقا لـRT: "يأتي انسحاب روسيا من اتفاقية الحد من الأسلحة النووية تماشيا مع المواجهة الروسية - الأوكرانية والتي تحقق أهداف الولايات ألمتحدة الأمريكية ضد روسيا والتي تجاوزت كل  حدود  الدعم وإجبارها كل الدول الغربية على تقديم الدعم لأوكرانيا، فأصبح التوازن الدولي مفقودا ويسير في اتجاه استنزاف روسيا ".

وأضاف: "مع استمرار التعنت الأمريكي ودعمه أوكرانيا من دون حدود.. وبالتالي لم يعد الموقف الدولي مستقرا ويسير في اتجاه دعم أوكرانيا بدون تراجع ضد روسيا، ولذلك كان لزاما على روسيا عدم مراعاة الاستقرار الدولي من خلال التعاون معه، ووقف أي اتفاقيات معه والانسحاب منها".

المصدر: RT

القاهرة - ناصر حاتم

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا