ونقل الموقع عن النجار البولندي آدم وهو مرتزق عمل في صفوف ما يسمى بـ"الفيلق الأجنبي" بأوكرانيا، قوله إنه في ذلك الصباح الباكر أيقظته انفجارات قوية، عند خروجه من الخيمة، وأصيب بالرعب مما رآه، مشيرا إلى أنه "صُدم بشكل خاص عندما رأى جنديا مصابا بشكل مرعب".
وتابع: "كان وجهه محترقا. فقد ذراعيه، لقد طلب المساعدة، لكن لا يمكنك فعل أي شيء من أجله، فأنت تدرك أنه قد مات بالفعل، فقط تمسك بالأدرينالين".
ويعترف مرتزق آخر من الولايات المتحدة عمره 35 عاما، بأنه قد عانى كثيرا في الأيام الثلاثة الأولى في أوكرانيا، مبينا أنها كانت تعادل 6 أشهر من الخدمة في أفغانستان، وقال: "الرحلة الأفغانية كانت مجرد إجازة مقارنة بالتجربة الأوكرانية".
مجند أجنبي آخر اسمه، لي، وهو أمريكي -فيتنامي أصله من كاليفورنيا، نجا من الهجوم على موقع اختبار يافوريف وسافر بعد ذلك إلى العاصمة الأوكرانية كييف روى تفاصيل تجربته بأوكرانيا.
وقال لي: "ما الذي يجعل الجيوش الأمريكية وجميع دول الناتو مختلفة؟ إنهم مدللون. عندما يتعلق الأمر بالقتال لديهم دعم جوي ومساعدة طبية ولوجستيات وجميع أنواع مختلفة من الاستخبارات والدعم. هنا في أوكرانيا ليس لدينا أي من ذلك".
وتابع: "العمل العسكري في المناطق الحضرية هو جحيم حقيقي، أنت محاط بالعدو ومركباته المدرعة"، معبرا عن أسفه لعدم وجود هيكل وقيادة في صفوف ما يسمى "بالفيلق الأجنبي"، الأمر الذي أدى، حسب اعتقاده، إلى "خسائر غير مبررة".
وأثناء قيام ما يسمى بـ"الفيلق الأجنبي" بدورية في غابة غربي كييف في 18 مارس الجاري، عثرت وحدة آدم ولي، على جثة جندي جورجي قُتل في هجوم صاروخي.
ولعدم الرغبة في تركه، ساعد آدم ولي في حمل الجثة على بعد 8 كيلومترات عبر غابة كثيفة إلى أقرب طريق. هناك، فتش لي بزته العسكرية بحثا عن وثائق، وكتب اسمه وتفاصيله وتاريخ وفاته على قطعة من الورق المقوى، ثم تم تحميل الجثة في سيارة كانت منتظرة، وفق المصدر.
يتذكر لي: "بسبب قسوة الموت، اضطررنا إلى كسر ساقيه وذراعيه للوصول به إلى هناك. هنا في أوروبا، هذه السيارات صغيرة جدا.. لقد كان المشهد قاسيا جدا، ولن أنساه أبدا".
وحسب المصدر، أثبتت التجربة أنها صادمة للغاية بالنسبة للمرتزق لي، الذي غادر البلاد قبل بضعة أيام.
المصدر: "سبوتنيك"