واستطاع "حرية الشعب" الحصول على التمثيل النيابي في مجلس "الدوما" الروسي لأربعة أدوار تشريعية من أصل ستة منذ انبعاث النظام البرلماني في روسيا بعد زوال الاتحاد السوفيتي، وذلك في إطار عدد من الكتل النيابية.
وتمكن الحزب سنة 2000 من زيادة عدد أعضائه والمنتمين إليه، بعد أن اتحد مع جملة من القوى والحركات السياسية، كما انضم إلى تحالف "روسيا الأخرى"، وانخرط في حملات الاحتجاج التي نظمتها تيارات معارضة في روسيا، باتت تعرف بـ"مسيرات الرافضين".
وفي العام 2007، سحبت السلطات التراخيص الممنوحة للحزب، الذي انصهر أعضاؤه في بوتقة تحالف "من أجل روسيا بلا تعسف وفساد" والذي تحول بدوره فيما بعد إلى ما صار يعرف بحزب "حرية الشعب".
وزارة العدل الروسية، ألغت قرار تعليق التراخيص الممنوحة لحزب "حرية الشعب" ربيع 2012، تلبية لقرار صدر عن المجلس الأوروبي لحقوق الانسان طعن بإجراء تعليق نشاطه.
وبالوقوف على إيديولوجيا الحزب، والأهداف التي يتطلع إلى تحقيقها، يتبين أنه الحزب السياسي الوحيد في روسيا الذي يستقي شعاراته وأهدافه من البيانات الصادرة عن حملة "من أجل انتخابات نزيهة" التي نظمها الحزب بقيادة زعيمه ميخائيل كاسيانوف وأنصاره شتاء 2011.
أما ميثاق الحزب السياسي، فيتبنى "الدفاع عن حقوق الانسان وحرياته"، ويضع "النضال" ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقدمة أولوياته، كما يؤكد أنه "حزب المناطق والبلديات" الروسية، لا حزب المدن الكبرى والعاصمة.
ويرفع الحزب في مسيرته السياسية شعار السوق التنافسية، وحماية الملكية الخاصة، وينادي بحرية القضاء، كما يركز في استقطاب مناصريه على حماية مراكز المدن التاريخية الروسية، والدفاع عن حقوق صغار الكسبة والحقوقيين، وحماة البيئة.
برنامج حزب "حرية الشعب"، يركز على جملة من القضايا التي يعد بمعلاجتها وتسويتها إذا ما تسنى له قيادة البلاد، وينادي بكبح جماح البيروقراطية، وإجراء الإصلاحات السياسية الشاملة، وتعزيز الرقابة الشعبية ومكافحة الفساد.
ويرى الحزب أن تحقيق النمو الاقتصادي السريع، يتطلب تعزيز المنافسة في السوق، وإطلاق البنى التحتية الإضافية والمؤسسات، إضافة إلى التركيز على ما يسمى بالطاقات البشرية، ومنح المناطق والأقاليم الروسية حرية مالية كاملة مستقلة عن السلطة الفدرالية.
وفي هذه الأيام، يحضر حزب "حرية الشعب" الروسي للانتخابات البرلمانية المزمعة في البلاد في الـ18 من سبتمبر/أيلول الجاري، ويتطلع إلى تحقيق أفضل النتائج الانتخابية وجمع أكبر عدد من أصوات الناخبين، بما يعزز دوره في حياة البلاد التشريعية والسياسية والاقتصادية.
المصدر: RT