ومن أجل تخيل مدى حجم هذه النفايات حاليا، وضع الدكتور "ستيوارت غراي"، المُحاضر في كلية لندن الجامعية، تصورا يجسد تراكم هذه النفايات حول الأرض من عام 1957 حتى عام 2015.
وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 20 ألف وحدة خُردة فضائية موجودة حاليا في المدار حول الأرض، وهذا يشمل أجزاء من محركات قديمة وأقمار إصطناعية متعطلة وغيرها من النفايات التي أنتجتها البعثات الفضائية المختلفة أو التي نتجت من تصادم بعض هذه الأجسام في الفضاء.
ويوضح الفيديو الذي نشره الدكتور غراي على موقع اليوتيوب حول هذا الموضوع (حقق هذا الفيديو مليون وربعمائة ألف مشاهدة في أسبوعين منذ نشره في 20 ديسمبر) حجم النفايات التي تحيط بالأرض وكأنها ضباب كثيف يحيط بالكوكب تدريجيا.
وبدأت النفايات تحتشد حول الأرض منذ أول حطام فضائي نتج عن جسم الصاروخ الذي استخدم في اطلاق القمر الإصطناعي الروسي الأول "سبوتنيك" في عهد الاتحاد السوفييتي عام 1957، ثم تبعه الصاروخ الذي حمل أول قمر أمريكي "Explorer 1"، ثم تبع ذلك إطلاقات الفضاء المختلفة في حقبة الستينيات من القرن الماضي.
وبحلول عام 1961 شهد العالم أول بعثة فضائية مأهولة (رحلة غاغارين)، في هذا الوقت أصبح عدد المركبات الفضائية التي تحيط بالأرض 200، وبدأت الحطام الفضائية في الانتشار بكثافة مع أول خطوة بشرية على سطح القمر عام 1969(رحلة آرمسترونغ ورفاقه).
ومع إنشاء المحطة الفضائية الدولية في عام 1998، بلغ عدد المركبات الفضائية( الأقمار والمسابير) التي تحيط بكوكب الأرض في مدار ثابت 9000 مركبة.
ويوضح الفيديو أن النفايات الفضائية تتنوع أحجامها وأشكالها بطريقة متباينة، وهي تتزايد بمعدل ينذر بالخطر، كما أنها يمكن أن تمثل تهديدا حقيقيا في المستقبل بالنسبة لرواد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية.
ولتوضيح مدى خطورة هذه النفايات يقول العلماء إن أشياء صغيرة مثل بقعة طلاء، على سبيل المثال، يمكن أن تصبح خطرة جدا بمجرد أن تبلغ سرعتها المدارية 34 ألف كلم/ساعة، وفي حال اصطدامها بهذه السرعة بجدران المحطة الفضائية الدولية، يمكنها أن تحدث فيها حفرة، مما يؤدي لأضرار جسيمة في جسم المحطة.
وتأخذ وكالات الفضاء هذه التهديدات على محمل الجد، كما تقوم "ناسا" برصد أي جسم غريب يقترب من المحطة يزيد طوله عن 10 سم.
المصدر: ديلي ميل