عملية "إن أميناس" – فوز أم انهيار؟

أخبار العالم العربي

عملية
انسخ الرابطhttps://rtarabic.com/news/605595/

إنتهت عملية الإفراج عن الرهائن في مجمع الغاز "إن أميناس" بنتائج مأساوية. وقد عثرت فرق القوات الخاصة على العشرات من القتلى في صفوف الرهائن وفي نفس الوقت تم إنقاذ المئات من العاملين. فهل يمكن اعتبار هذه العملية ناجحة؟

إنتهت عملية الإفراج عن الرهائن في مجمع الغاز "إن أميناس" بنتائج مأساوية. وقد عثرت فرق القوات الخاصة على 81 قتيلا بينهم 48 على الأقل من الرهائن. وفي نفس الوقت حسب أقوال وزير الداخلية الجزائري أنقذ 685 عاملا جزائريا و107 من أصل 132 عاملا أجنبيا. فهل يمكن اعتبار هذه العملية ناجحة؟

أهداف الإرهابيين
من بداية أزمة الرهائن أصبح واضحا أنه لا يمكن حلها إلا بالقوة. لماذا؟ لم يطالب الإرهابيون بدفع الفدية ولم يخططوا إطلاقا للإفراج عن الرهائن بأي حال من الأحوال، بل وكانوا يستغلون الرهائن لتحقيق أهداف سياسية فقط وخططوا لتفجير مصنع الغاز والانسحاب الى مالي وحاولوا استخدام الرهائن كدرع بشرية. 
وكان واضحا منذ البداية من يقف وراء شن الهجوم على إن أمياس وعلى اختطاف الرهائن. وقال مختار بلمختارفي تسجيل مصور بثه موقع "صحراء ميديا" الموريتاني، وعرف فيه بنفسه لأول مرة، بأنه من "تنظيم القاعدة الأم"، وذلك بعد أشهر من انشقاقه عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وطالب بلمختار في التسجيل بوقف العملية العسكرية في مالي، حيث قال: "نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم خصوصا إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد". كما طالب بلمختار بمبادلة الرهائن بكل من عمر عبد الرحمن وعافية صديقي المسجونين في الولايات المتحدة الأمريكية.

لا مفاوضات مع "القاعدة"
فور الإختطاف قال وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قبيلية إن السلطات لن تتفاوض مع الإرهابيين ولن تتنازل للعصابات، وإن لديهم الخيار- إما أن يستسلموا أو يموتوا. ولم تجر السلطات أية مفاوضات مع الإرهابيين، وقامت بالعملية العسكرية ضدهم. وأيد المجتمع الدولي بشكل عام هذه العملية العسكرية ضد الإرهابيين كما أيدها زعماء الدول التي كان مواطنوها في أيدي المختطفين بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واعترفوا انه لم يكن هناك بديل عن العملية العسكرية. وكانت اليابان الدولة الوحيدة التي طالبت بوقف العملية من أجل إنقاذ حياة الرهائن. وكانت الدول الغربية متضامنة مع السطات الجزائرية فيما يخص مطالب الإرهابيين واعترفت كما اعترفت الجزائر بأنها مطالب مستحيلة ولم توافق على تنفيذها أصلا. وكان على الميزان في "إن أميناس" رهان غالي الثمن وهو حياة مئات الناس وسلامة مجمع الغاز الذى تعرض لخطر التفجير وسمعة فرنسا التي تنفذ عملية واسعة النطاق تحت رعاية الأمم المتحدة. 

فوز أم إنهيار
أثارت نتائج هذة العملية جدلا بين الخبراء فيما إذا كانت ناجحة أم لا. وحسب أقوال المصادر في جهات الأمن الجزائرية نفذ هذه العملية عناصر مدربون من القوات الخاصة الذين قد شاركوا مرارا في مثل هذه العمليات، لإنقاذ مئات الناس الأبرياء. ولم يتمكن الإرهابيون من إخافة العالم. وفي الوقت نفسه يرى بعض الخبراء ان هدف هذه العملية كان يكمن ليس في إنقاذ الرهائن، بل وفي القضاء على الإرهابيين. وفي هذا الصدد يظن الخبير الروسي في مكافحة الإرهاب سيرغي غونتشاروف وهو مقاتل سابق في جماعة "ألفا" الروسية لمكافحة الإرهاب أنه لا يمكن إعتبار هذه العملية ناجحة. وبرأيه نفذت القوات الجزائرية عملية عسكرية عادية وليست خاصة شاركت فيها الدبابات والمروحيات ولم تسع القوات الجزائرية إلى تحرير الرهائن. وفي الوقت نفسه يعترف الخبير أن القوات الجزائرية تصرفت بشكل عاجل وفي ظروف أوضاع متغيرة بسرعة وكانت أمامها مهمة صعبة للغاية. 
وليس في العالم معايير ثابتة تتيح تقييم نجاح أو فشل عملية مكافحة الأرهاب. ويجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف المحددة في كل عملية على حدة. ويعتبر الخبراء الاسرائيليون عملية مكافحة الإرهاب ناجحة إذا كانت الخسائر من الرهائن أقل من 25 في المئة. ومن وجهة النظر هذه يمكن اعتبار عملية "إن أميناس" – فوزا للأمن الجزائري.

بقلم: أندريه مورتازين

المواضيع المنشورة في منتدى روسيا اليوم لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر إدارتي موقع وقناة "روسيا اليوم".

المزيد من مقالات أندريه مورتازين على مدونة روسيا اليوم

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا