مباشر

"غرفة مليئة بالمسلمين".. كابوس زوجة زعيم سحقت قواته على أبواب مصر

تابعوا RT على
ثقل مصر وقوتها يظهران في كل مرة، في أصعب وأحلك فترات التاريخ. تأكد ذلك مجددا في 13 أبريل 1250، بهزيمة الحملة الصليبية السابعة، وأسر لويس التاسع، ملك فرنسا.  

معركة فارسكور بمحافظة دمياط، تعد آخر معركة كبرى ضد الحملة الصليبية السابعة، وبها انتهت الحملات الصليبية على أرض الكنانة.

نشب القتال في 6 أبريل بين القوات الصليبية بقيادة الملك لويس التاسع الذي عرف لاحقا بالقديس لويس، والقوات المصرية بقيادة سلطان مصر والشام الجديد، تروان شاه الأيوبي، وانتهت بهزيمة ساحقة للصليبيين، هي التالية بعد هزيمتهم قبل أقل من شهرين في المنصورة.

منذ عام 1244 بدأ لويس التاسع الاستعداد لإرسال حملة صليبية كبرى إلى بلاد الشام، وكان مدفوعا في ذلك بالتعصب الديني مضافا إليه مرضه الشديد ورغبته في أن تعيد الحملة الصليبية بأعجوبة صحته إليه، علاوة على الطموح في أن يدخل التاريخ كأقوى ملك في أوروبا في تلك الحقبة.

اكتملت استعدادات الحملة الصليبية السابعة الضخمة. انطلقت قوات يقدر عددها بنحو 10000 شخص في 25 أغسطس 1248 إلى قبرص ومكثت هناك ثمانية أشهر لإعادة التنظيم وتنسيق الإمدادات، واستكمال التعزيزات من المقاتلين الذين قدموا من مختلف أنحاء أوروبا ومن عكا وطرابلس وأنطاكية التي كانت تحت سيطرتهم.

تجهزت تماما قوات الحملة الصليبية بحول فصل الصيف، وأرسل قائدها، الملك الفرنسي لويس التاسع، رسالة متغطرسة إلى سلطان مصر، يبلغه فيها بأنه لا ينوي فقط انتزاع القدس مجددا، بل وغزو مصر والشام.

وقت بدء الحملة، كان على رأس الدولة الأيوبية السلطان الصالح أيوب، وكان على فراش الموت.

معركة فارسكور:

وصل توران شاه، سلطان مصر الجديد إلى المنصورة في 27 فبراير  1250، وتولى قيادة القوات المصرية.

نقل المصريون سفنهم برا وأنزلوها في مياه نهر النيل خلف سفن الأعداء، وقطعوا بذلك عنهم خطوط الإمدادات، وأحكموا الطوق حول قوات الملك لويس التاسع.

شن المصريون هجمات ساحقة على الصليبيين، واستخدموا في القتال النيران اليونانية "النفط"، ودمروا واستولوا على العديد من سفنهم ومراكب إمداداتهم.

وهو في ذلك الوضع اليائس، عرض لويس التاسع تسليم دمياط مقابل القدس وبعض مدن سواحل الشام، إلا أن المصريين رفضوا "طلبات" الملك المحاصر.

لم يكن أمام الصليبيين وقائدهم إلا محاولة الفرار تحت جنح الظلام في 5 أبريل 1250.

أخلوا معسكراتهم وتراجعوا في اتجاه دمياط، وأنستهم حالة الذعر التي أصيبوا بها، أن يدمروا الجسر العائم الذي قاموا بتركيبه على القناة، فتبعهم المصريون إلى مدينة فارسكور، وقتلوا منهم الآلاف وأسروا أعدادا كبيرة بما في ذلك لويس التاسع ومن بقي من النبلاء على قيد الحياة.

هزيمة لويس التاسع وحملته الصليبية أصابت فرنسا بالصدمة، إلى درجة أن الصليبيين في أوروبا روجوا لمعلومات كاذبة، ادعوا فيها أن الملك لويس التاسع هزم سلطان مصر في معركة "عظيمة" وأن القاهرة سقطت بين يديه.

لم يساوم الملك الفرنسي كثيرا على حريته، ودفع فدية قدرها 400000 دينار، وأطلق سراحه بعد أن تعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى.

الملك المهزوم توجه إلى عكا في 8 مايو 1250 صحبة 1200 أسير حرب بما في ذلك أسرى كانوا سقطوا في معارك سابقة، في حين تم إعدام عدد آخر من المقاتلين الصليبيين الذين وقعوا في الأسر.

أما مارغريت بروفانس، فما أن تلقت أنباء وقوع زوجها الملك لويس التاسع في الأسر، حتى بدأت الكوابيس تلاحقها في صحوها ومنامها.

كانت في حالة شديدة من الذعر والهلع إلى درجة أنها كلما همت بالنوم، يُخيل إليها أن غرفتها كانت مليئة بالمسلمين، فتصرخ طالبة النجدة.

بعد عقد من الزمن، قام المصريون بنفس الدور في عام 1260، وأوقعوا بالمغول بقيادة كتبغا، أول هزيمة تاريخية ساحقة في معركة عين جالوت. وكان ذلك بعد سلسلة طويلة من هزائم واجتياحات دموية عصفت بالعالم الإسلامي.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا