مباشر

نبذة عن العلاقات الروسية - اليمنية

تابعوا RT على
ربما لا يعرف الكثيرون بأن اول معاهدة للصداقة والتجارة بين موسكو وصنعاء وقعت في عام 1928 ، بينما اقيمت العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1955.
وقعت اول معاهدة للصداقة والتجارة بين الاتحاد السوفيتي واليمن في عام 1928 ، بينما اقيمت العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1955. ايد الاتحاد السوفيتي بنشاط الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وقدم لهما المساعدات بدون مقابل. زار علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية (ومن ثم الجمهورية اليمنية) موسكو اربع مرات ، مرتان قبل تفكك الاتحاد السوفيتي في عامي 1981 و1984 ومرتان لاحقا في روسيا الحديثة في عامي 2002 و2004 . وتعتبر زيارته اليها في فبراير/شباط عام 2009 الزيارة الخامسة واليوبيلية.  ترتكز العلاقات بين الدولتين على قاعدة قانونية واسعة ممثلة بمعاهدتي الصداقة والتعاون مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية(عام 1979) والجمهورية العربية اليمنية (عام 1984) وغيرهما من الوثائق الثنائية. تشكلت الجمهورية اليمنية في مايو/ايار عام 1990 بنتيجة الاتحاد الطوعي بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وأكدت رسميا  سريان مفعول كلتا المعاهدتين وجميع الاتفاقيات المعقودة مع الاتحاد السوفيتي. اعلنت الجمهورية اليمنية في 30 ديسمبر/كانون الاول عام 1991 رسميا اعترافها  بروسيا الاتحادية بصفتها الوريثة الشرعية للأتحاد السوفيتي السابق، وبضمن ذلك الاعتراف بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية السارية المفعول. تم في ديسمبر/كانون الاول عام 1991 في اثناء الزيارة الرسمية للرئيس علي عبدالله صالح الى موسكو التوقيع على اعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون بين روسيا واليمن، واتفاقية التعاون بين الحكومتين في مجال العلوم والثقافة والتعليم والرياضة والسياحة، والاتفاقية بين الحكومتين حول تشجيع الاستثمارات وحمايتها بصورة متبادلة. يدور بين البلدين حوار نشيط في المجال السياسي، وزار موسكو وزير الخارجية ووزير دفاع اليمن. وفي عام 2005 زار صنعاء سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي . كما يتطور التعاون بين برلماني البلدين. في مايو/أيار عام 2004 تم الاتفاق على اجراء تعاون أوثق حول قضايا مكافحة الارهاب،  ولا سيما في اطار هيئة الامم المتحدة ولجنة مكافحة الارهاب التابعة لمجلس الامن الدولي ، وكذلك في اطار المحافل الدولية والاقليمية الأخرى. وتبحث امكانية عقد اتفاقية ثنائية حول التعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي. في نوفبمر/تشرين الثاني عام 2004  منحت اللجنة الدولية الخاصة بجائزة "اندريه بيرفوزفاني " الدولية جائزتها للرئيس علي عبدالله صالح  تقديرا لخدماته في تعزيز الصداقة بين شعبي روسيا واليمن. وجرت المراسم الاحتفالية لتسليمه الجائزة وكذلك وسام الشرف لأندريه بيرفوزفاني في صنعاء في 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 . إلتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم  2 أبريل/نيسان في موسكو عام 2013 نظيره اليمني عبد ربه منصور هادي لدى زيارته الى روسيا وتعهد بتقديم مساعدات متعددة الجوانب لليمن. واقترح بوتين على هادي تقديم مساعدات لليمن الذي تربطه علاقات صداقة طويلة الأمد مع روسيا.  من جانبه اشاد الرئيس اليمني بالدور الذي تلعبه روسيا في حياة اليمن المعاصرة، معيدا الى الأذهان أن البلدين يحتفلان هذا العام باليوبيل الـ85 لإقامة العلاقات الثنائية.    وقال الرئيس الروسي إن الطرفين يسعيان إلى تعزيز التعاون في الاتجاهات ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن المقصود بالدرجة الأولى التعاون في المجال العسكري- التقني.  التعاون العسكري – التقني تحولت اليمن في الاعوام الاخيرة الى زبون دائم لشراء مختلف اصناف الاسلحة الروسية.  وانفقت صنعاء منذ عام 1998 مبلغ ملياري دولار لشراء الاسلحة. علما ان حصة السلاح الروسي منها تعادل النصف. وزودت روسيا اليمن  بالمقاتلات المتطورة ميغ " 29 س م ت" والمروحيات "مي – 17 " والعربات القتالية للمشاة " ب م ب – 2 " وغير ذلك من المعدات  العسكرية. وتضمنت العقود حول توريد المقاتلات والمروحيات مواصلة المشتريات.ومنذ عدة اعوام قدمت الى الرئيس اليمني المروحية  "مي – 171 " من طراز VIP . علما ان المصانع الحربية الروسية مستعدة لأعداد برامج تحديث واصلاح الاسلحة المصدرة الى الجيش اليمني سابقا، وكذلك تقديم ارساليات كبيرة من قطع الغيار والمعدات. وفي مارس/آذار عام 2007 جرت مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس علي عبدالله صالح طلب فيها الاخير تقديم ارساليات عاجلة من المعدات الحربية الى اليمن بأسعار تسهيلية بسبب العمليات القتالية الجارية في محافظة صعدة. وجاء في مذكرة صدرت يوم 3 أبريل/نيسان عام 2013 عشية لقاء رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن اليمن مهتم بشراء المدرعات الروسية ووسائل الدفاع الجوي والأسلحة الخفيفة. وتقول المذكرة إن اقتناء الأسلحة الخفيفة والذخائر من وزارة الدفاع الروسية، بالإضافة إلى محركات ناقلات الأفراد المدرعة التي سبق أن استوردت من روسيا، يكتسب أهمية بالنسبة لليمنيين في الوقت الحاضر. وجاء في المذكرة أيضا أن صنعاء مهتمة بشراء ناقلات الأفراد المدرعة "بي تي أر- 80 آ" ووسائل الدفاع الجوي وتطوير المدرعات من طراز "بي أر تي – 60 بي بي" و"بي أر دي أم – 2" الموجودة في حوزة الجيش اليمني، وتحديث المروحيات القتالية ومروحيات النقل والصيانة الفنية للمقاتلات "ميغ – 29" وإصلاح طائرات الشحن"إيل – 76" و" آن – 26" على أيدي الخبراء الروس. وجاء في المذكرة أيضا أن اليمن تعتبر جهة مستوردة تقليدية للمنتجات العسكرية الروسية. لكن حجم التعاون العسكري التقني يعتبر متواضعا إلى درجة ما. يذكر أن قيمة جميع الصادرات العسكرية الروسية إلى اليمن على مدى سنوات التعاون معها بلغت 9 مليارات دولار. التعاون الاقتصادي والتجاري تتطور العلاقات الاقتصادية والتجارية مع اليمن منذ عام 1956. لكن في الاعوام الاخيرة التي سبقت  توحيد شطري البلدين وصل التعاون مع اليمن الشمالي الى الصفر عمليا. وبلغ الحجم الاجمالي للألتزامات السوفيتية المنفذة في فترة الستينيات والسبعينيات بصورة رئيسية حوالي 6 بالمائة من المساعدات الاقتصادية الخارجية التي تلقتها الجمهورية العربية اليمنية. وبلغت حصة السلع الواردة من الاتحاد السوفيتي في استيرادات  الجمهورية على أساس تجاري أقل من 1 بالمائة. وبدأ التعاون مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في عام 1969 . وشيد بمعونة الاتحاد السوفيتي عدد كبير من المنشآت الصناعية والاجتماعية في البلاد.  وبلغت حصة الاتحاد السوفيتي من القروض الاجنبية التي حصل عليها اليمن الجنوبي لأغراض التنمية الاقتصادية ما يربو على 50 بالمائة. في فبراير/شباط عام 1991 وقع الاتحاد السوفيتي والجمهورية اليمنية اتفاقية تجارية تنص على تشكيل لجنة حكومية مشتركة حول التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي – التقني، وكذلك البروتوكول حول الممثلية التجارية في صنعاء الذي حل محل الاتفاقيتين بهذا الشأن المعقودتين مع الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. في عام 1996 وقع بروتوكول التعاون بين اتحاد الغرف التجارية والصناعية في اليمن والغرفة التجارية والصناعية في روسيا ، وفي عام 2005 وقع يفغيني بريماكوف رئيس الغرفة التجارية والصناعية الروسية في اثناء زيارته الى صنعاء اتفاقيتين حول التعاون بين الغرف التجارية والصناعية في البلدين، وحول تأسيس مجلس الاعمال الروسي – اليمني. وفي الوقت الحاضر يجري تنفيذ الاتفاقات الواردة في المذكرة  الخاصة بالمباحثات حول قضايا تنمية التجارة والتعاون الاقتصادي والتقني الموقعة في 11 ديسمبر/كانون الاول  عام 2002 بموسكو. وفي ديسمبر /كانون الاول عام 2007 عقد في صنعاء  منتدى الاعمال الروسي – اليمني. بلغ حجم التبادل السلعي بين البلدين في عام 2007 حوالي 9ر178 مليون دولار ( 8ر94 مليون في عام 2006).  علما ان صادرات اليمن الى روسيا قليلة وتعادل ما قيمته 1ر0 مليون دولار. اما مجموعة سلع التصدير الروسية التقليدية لليمن فهي الحبوب (7ر59 بالمائة) والسيارات والماكينات والمعدات ومنها وسائل النقل ومنتجات الصناعة الحربية (0ر28 بالمائة) وكذلك اجهزة الرقابة والقياس والاجهزة المنزلية والمعدات الطبية(8ر10 بالمائة). توجد في اليمن ممثليات عديدة  لبعض الشركات الروسية مثل " تكنوبروم اكسبورت" و" روس ابورون اكسبورت" و" تكنوستروي اكسبورت" ومؤسسة "زدراف اكسبورت" الاتحادية الحكومية وشركة صناعة الطائرات " ميغ". وتعتبر شركة " تيخنو بروم اكسبورت" من انشط الاطراف في التعاون الاقتصادي المدني بين البلدين. ويرتبط كثير من العقود  المبرمة والجاري تنفيذها بصيانة واصلاح محطة " الحصوة " الكهرحرارية في عدن. ويعمل الخبراء الروس من شركة " تكنو ستروي اكسبورت" في مصنع الاسمنت في باجيل. وفي عام 2007 انجزت الشركة توريد المعدات وقطع الغيار الى المصنع بمبلغ 830 ألف دولار.  ويعمل في اليمن عن طريق الشركة 127 شخصا من ذوي المهن الطبية. كما يعمل هناك عن طريق "زدراف اكسبورت" اكثر من 260 طبيبا. وفي ديسمبر/كانون الاول عام 2006 وقعت شركة " تكنوستروي اكسبورت" عقدا جديدا مع  وزارة الصحة اليمنية حول تمديد اتفاقية التعاون لفترة 3 أعوام أخرى. كما يلاحظ الاتجاه بأستبدال الاطباء الروس برعايا البلدان الأخرى في رابطة الدول المستقلة. انتجت شركة " تكستيلماش " الروسية وتولت تشغيل 40 ماكينة نسيج من اجل معمل النسيج في صنعاء. وحسب الوثائق الملحقة بالمحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي جرت في موسكو في أبريل/نيسان عام 2013  فان التبادل التجاري بين البلدين في عام 2012 بلغ 234.1 مليون دولار، مسجلا ارتفاعا بلغ 43% بالمقارنة بعام 2011. وبلغت قيمة الصادرات الروسية الى اليمن 233.8 مليون دولار. وجاء في الوثائق أن الجانبين الروسي واليمني يدرسان آفاق مشاركة الشركات الروسية في تنفيذ مشاريع كبرى في مجال توليد الطاقة الكهربائية وقطاع النفط والبنية التحتية والصناعة في اليمن. شطب ديون اليمن عقد  في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1997 اجتماع نادي باريس لبحث اعادة جدولة الديون الخارجية لليمن ووقعت خلاله وثيقة حول اطفاء الديون اليمنية الى روسيا الاتحادية وفق شروط تسهيلية بالنسبة الى صنعاء.  وبموجب الاتفاقية الحكومية الروسية – اليمنية الموقعة بموسكو في ديسمبر /كانون الاول عام 1999 تم شطب نسبة حوالي 80 بالمائة من ديون اليمن البالغة 4ر6 مليار دولار.  ويجري في المواعيد المقررة تسديد وخدمة ديون اليمن. التعاون الانساني تم في الاتحاد السوفيتي (ومن ثم في روسيا ) في جميع اعوام التعاون الثنائي اعداد حوالي 50 ألف خبير يمني من ذوي التعليم العالي في مختلف الاختصاصات. ومنحت وزارة التعليم والعلوم الروسية الى الجانب اليمني في عام 2007 سبعين منحة دراسية في المقرر الدراسي الكامل وكذلك اشكال التأهيل  بعد التخرج ، وأكثرها في الاختصاصات التقنية والطبية. وفي الوقت الحاضر يدرس في المعاهد العالية الروسية 305 طلاب وطلاب دراسات عليا يمنيين. ويقوم معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بحفريات اثرية في الاراضي اليمنية. في عام 1999 وقعت اتفاقية تعاون بين وكالة ايتار – تاس ووكالة الانباء اليمنية  "سبأ" . في ابريل/نيسان عام 1997 تأسست في اليمن رابطة الصداقة اليمنية – الروسية. وفي أغسطس/آب عام 2003 عقد بموسكو المؤتمر التأسيسي لجمعية الصداقة الروسية – اليمنية. ويبلغ عدد الخبراء الروس العاملين في اليمن عن طريق المؤسسات الحكومية 281 شخصا ( ومع عدد افراد اسرهم 417 شخصا) ويتراوح العدد الاجمالي للجالية الروسية في حدود ألف شخص ( هذه الارقام قبل تأزم الأوضاع هناك ) . في ديسمبر/كانون الاول عام 2008 نقلت طائرات وزارة الطوارئ الروسية الى مطار سيئون في جنوب اليمن حمولة من مواد الاغاثة الى اهالي  محافظة حضرموت اليمنية.  وقد ارسلت محطات متنقلة لتوليد الكهرباء وخيام  واغطية ومواد غذائية الى ابناء هذه المحافظة التي تضررت بسبب الفيضانات الشديدة مما اسفر عن سقوط ضحايا بشرية ووقوع دمار شديد. وتقبل المسؤولون اليمنيون بأمتنان هذه المساعدة التي قدمت بأمر الحكومة الروسية ووصفوها بانها تشكل اسهاما في تعزيز علاقات الصداقة التقليدية بين البلدين.  منذ مطلع عام 2011 صارت الجمهورية اليمنية - شانها شأن بعض الدول العربية الأخرى- تعيش أزمة سياسية داخلية تحولت فيما بعد إلى حرب أهلية حقيقية ، ما إدى إلى تقليص حجم التعاون بين البلدين في شتى المجالات.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا