وحدد باحثو كلية الطب بجامعة ماريلاند (UMSOM) البروتينات الأكثر سمية التي يصنعها SARS-COV-2، الفيروس المسبب لـ"كوفيد-19"، ثم استخدموا العقار المضاد للسرطان المعتمد من قِبل إدارة الأغذية والدواء (FDA) لتخفيف الآثار الضارة للبروتين الفيروسي.
وفي تجاربهم على ذباب الفاكهة وخطوط الخلايا البشرية، اكتشف الفريق العملية الخلوية التي يخطفها الفيروس، وألقى الضوء على الأدوية المرشحة الجديدة المحتملة التي يمكن اختبارها لعلاج مرضى "كوفيد-19" الحاد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور جا تسايون هان، الأستاذ المساعد في الطب ومدير مركز النمذجة الدقيقة للأمراض في UMSOM: "يشير عملنا إلى أن هناك طريقة لمنع SARS-COV-2 من إصابة أنسجة الجسم وإحداث أضرار جسيمة".
وقبل الوباء، كان الدكتور هان يستخدم ذباب الفاكهة كنموذج لدراسة فيروسات أخرى، مثل فيروس نقص المناعة البشرية وزيكا. ويقول إن مجموعته البحثية غيرت مسارها في فبراير 2020 لدراسة SARS-COV-2 عندما كان من الواضح أن الوباء سيؤثر بشكل كبير على الولايات المتحدة.
ويصيب SARS-COV-2 الخلايا ويختطفها لصنع بروتينات من كل جين من الجينات الـ 27 للفيروس.
وأدخل فريق الدكتور هان كلا من 27 جينا من جينات SARS-CoV-2 في الخلايا البشرية وفحصوا سميتها. كما قاموا بإنشاء 12 سلالة لذبابة الفاكهة للتعبير عن بروتينات SARS-CoV-2 التي من المحتمل أن تسبب سمية بناء على هيكلها ووظائفها المتوقعة.
ووجد الباحثون أن البروتين الفيروسي، المعروف باسم Orf6، كان أكثر البروتينات سمية، حيث يقتل نحو نصف الخلايا البشرية. وأثبت بروتينان آخران، Nsp6 وOrf7a، أيضا أنهما سامان، ما يؤدي إلى مقتل نحو 30إلى 40% من الخلايا البشرية.
وكان ذباب الفاكهة الذي صنع أيا من هذه البروتينات الفيروسية الثلاثة السامة في أجسامهم، أقل احتمالا للبقاء على قيد الحياة حتى سن البلوغ. فيما كان لدى ذباب الفاكهة الذي عاش، مشاكل مثل وجود عدد أقل من الفروع في رئتيه أو عدد أقل من مصانع الطاقة المولدة للطاقة في خلايا عضلاته.
وركز الباحثون على البروتين الفيروسي الأكثر سمية فقط، حتى يتمكنوا من معرفة ما هي الخلية التي يعالجها الفيروس أثناء الإصابة. ووجد فريق الدكتور هان أن بروتين Orf6 السام للفيروس يلتصق ببروتينات بشرية متعددة تقوم بوظيفة نقل المواد من نواة الخلية، المكان في الخلية الذي يحتوي على الجينوم، أو التعليمات للحياة.
واكتشفوا بعد ذلك أن أحد هذه البروتينات البشرية المتحركة، الذي يستهدفه الفيروس، يتم حظره بواسطة عقار السرطان "سيلينكسور" (Selinexor).
واختبر الباحثون مادة السيلينيكسور على الخلايا البشرية وذبابة الفاكهة التي تصنع البروتين الفيروسي السام لمعرفة ما إذا كان الدواء يمكن أن يساعد في عكس الضرر.
و"سيلينكسور"، مثل العديد من أدوية السرطان، هو نفسه سام. ومع ذلك، بعد حساب آثاره السامة، أدى الدواء إلى تحسين بقاء الخلايا البشرية بنحو 12%، ومنع الموت المبكر في حوالي 15% من الذباب الذي يصنع البروتين الفيروسي السام. كما استعاد العقار الفروع في الرئتين ومولدات الطاقة في خلايا العضلات.
ويشار إلى أن "سيلينكسور" حاصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج بعض أنواع سرطان الدم.
ويقول الدكتور هان: "يوجد أكثر من 1000 دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء في التجارب السريرية لاختبارها كعلاجات لكوفيد-19، ولحسن الحظ، يتم بالفعل إجراء اختبار تجريبي لسيلينكسور، العقار المستخدم في دراستنا. وإذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فستكون بياناتنا قد أوضحت الآلية الكامنة وراء سبب عمل الدواء".
المصدر: ميديكال إكسبريس