وتشير مجلة Radiology التي تصدرها الجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية (RSNA) ، إلى أنه على الرغم من أن الفيروس التاجي المستجد يؤثر بصورة أساسية في الرئتين، إلا أنه يؤثر في العيون أيضا، مسببا التهاب الملتحمة واعتلال الشبكية ومشكلات أخرى، يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
ومن أجل معرفة المزيد عن تأثير الفيروس في العيون، قرر خبراء الجمعية الفرنسية لطب الأشعة العصبية (SFNR) ، دراسة حالة 129 مريضا يعانون من الشكل الحاد لمرض "كوفيد-19"، الذين خضعوا جميعا للتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ.
وظهر من نتائج هذه العملية وجود تشوهات في مقلة العين لدى تسعة منهم، على شكل عقدة واحدة أو عدة عقد في الجانب الخلفي للعين المسؤول عن الرؤية المركزية. ولدى ثمانية منهم، وجدت هذه العقد في كلتا العينين.
ويقول الدكتور أوغستين ليكلير، كبير الباحثين من جامعة باريس وأخصائي الأشعة العصبية في مستشفى مؤسسة Adolphe de Rothschild في باريس، "هذه أول مرة، نحصل على مثل هذه النتائج باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي".
ويشير الدكتور ليكلير، إلى أن مشكلات العين الخطيرة يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد في المستشفى، لأن وحدات العناية المركزة تهتم بالحالات الأكثر خطورة والتي تهدد الحياة.
ووفقا للباحثين يجب إجراء مسح لعيون جميع المرضى المصابين بالشكل الحاد لمرض "كوفيد-19"، باستخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي عالية الدقة، من أجل اكتشاف العقد. كما يمكن استخدام طريقة تنظير قاع العين لكشف التغيرات الحاصلة في الشبكية وقاع العين والعصب البصري.
ويقول الدكتور ليكلير، "ندعو إلى إخضاع جميع المرضى المصابين بالحالة الشديدة من "كوفيد-19" الذين في قسم العناية المركزة إلى الفحوص اللازمة. ويجب أن يتلقوا علاجا خاصا ووسائل لحماية عيونهم".
ويشير الباحثون، إلى أن آلية تكوّن هذه العقد لم تدرس بصورة مفصلة، على الرغم من أنها على الأرجح مرتبطة بالالتهاب الذي يسببه الفيروس التاجي المستجد. أو قد تكون ناتجة عن عدم كفاية تصريف أوردة العين في المرضى الذين تم تنبيبهم أو المرضى في وحدات العناية المركزة الذين يقضون فترات طويلة من الوقت مستلقين على بطونهم.
ويضيف الباحثون، وهناك عوامل أخرى يمكن أن تسبب هذه المضاعفات، هي الأمراض المزمنة، فقد تبين أن من بين تسعة مرضى الذين اكتشفت العقد في عيونهم: اثنان يعانيان من السكري، وستة من السمنة واثنان من ارتفاع ضغط الدم.
المصدر: نوفوستي