وفُقدت الطائرة الماليزية في 8 مارس 2014، وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 مسافرا. وخلص التحقيق الرسمي إلى أن الطائرة اختُطفت على الأرجح، وانتهى المطاف بها في قاع جنوب المحيط الهندي غرب بيرث، أستراليا.
وتتبع الخبراء مسارها باستخدام مجموعة من الطرق، بما في ذلك مراقبة الحركة الجوية المدنية والرادار العسكري والاتصالات بين "ساتكوم" الطائرة، والقمر الصناعي التابع لشركة الاتصالات البريطانية Inmarsat.
وأشارت بيانات التبادلات بين MH370 والقمر الصناعي 3F1، إلى أن الطائرة تتبعت قوسا يمتد فوق المحيط الهندي.
وفي كتابه عام 2015 "الطائرة التي لم تكن هناك"، اقترح خبير الطيران جيف وايز، أن الخاطفين سمحوا بترك تلك الأدلة، حتى يتسنى للمحققين تتبعها.
ومع ذلك، كانوا حريصين أيضا على عدم التعرف بسهولة على أساليبهم، على أنها عملية اختطاف في ذلك الوقت، ما يعني أنه بحلول الوقت الذي يدرك فيه أي شخص أن هناك أمرا مريبا، يكون الأوان قد فات.
وكتب السيد وايز: "يبدو الأمر كما لو أن شخصا أراد أن نراه، ولكن ليس في الوقت الحقيقي".
وعلى سبيل المثال، خطط الجناة لتوقيت عملية الاختطاف بعناية فائقة. وانتظروا حتى دخلت الطائرة المنكوبة في المنطقة الميتة بين اثنين من مراقبي الحركة الجوية، أحدهما في كوالالمبور والآخر في مدينة Ho Chi Minh بفيتنام.
وعندما تنطلق طائرة مدنية في رحلة جوية، يتعين عليها التبديل بين الوحدات الأرضية أثناء حركتها فوقها، ما يعني أنه لا يوجد أحد على اليابسة مسؤول عما يحصل لبضع دقائق في كل مرة.
وفي تمام الساعة 01:19 UTC (بالتوقيت العالمي)، قال رادار "لومبور" (Lumpur Radar): "ماليزيا 3، 7، 0، اتصل بـ Ho Chi Minh 1، 2، 0، 9decimal. ليلة سعيدة". وأجاب الطيار: "ليلة سعيدة، ماليزيا 3، 7، 0".
وبعد ذلك، كان من المفترض الاتصال بمراقبي الحركة الجوية في مدينة Ho Chi Minh، ولكن بدلا من ذلك، غيّرت الطائرة مسارها 180 درجة وبدأت الطيران في اتجاه مختلف تماما".
ومع ذلك، نظرا لأن الطائرة كانت تحلق فوق منطقة ضعيفة الإشارة أحيانا، افترض نظام الكمبيوتر أنها ما تزال تحلق في الاتجاه نفسه، وأن مراقبي الحركة الجوية ما زالوا يرون رمز الطائرة على شاشاتهم، وهي تحلق في الاتجاه الصحيح. واستغرق الأمر بعضا من الوقت قبل أن يبدأ مراقبو الحركة الجوية في مدينة Ho Chi Minh، بالقلق من عدم سماع شيء عن الطائرة، وبدأوا في الاتصال بمحطات أخرى لمعرفة ما إذا كانوا يعرفون شيئا.
وتتمثل الفكرة الثانية التي أراد الخاطفون أن تُرى حقا، ولكن ليس في الوقت الفعلي، هي أنهم طاروا بعد ذلك على طول الحدود بين مناطق الرادار العسكرية. وهذا يعني أن كل دولة تعتقد أن الأخرى مسؤولة عن الطائرة.
وأخيرا، فإن جهاز الإرسال الخاص بالطائرة هو الذي يوفر أفضل دليل على أن الخاطفين أرادوا ترك أثر خلفهم.
وعندما بدأت الطائرة في التحول عن مسارها، أُوقف جهاز الإرسال، ولكن بمجرد وصوله إلى البحر المفتوح، تم تشغيله مرة أخرى. وهذا يعني أنه على مدار الساعات القليلة القادمة، كان "ساتكوم" الطائرة يتواصل مع القمر الصناعي 3F1، لتغذية بيانات Inmarsat التي سيتم استخدامها لاحقا لتتبع مسار MH370.
ومع ذلك، فإن هذه البيانات تتطلب تقنيات رياضية معقدة للغاية، اخترعت لغرض العثور على MH370، ما يعني أنه لن تكون هناك القدرة الكافية للعثور على الطائرة في الوقت الحقيقي، إلا بعد وقوعها.
وقال السيد وايز إن الخاطفين قاموا بتغذية معلومات وهمية في جهاز الإرسال والاستقبال، بحيث تكون بيانات Inmarsat غير صحيحة.
المصدر: إكسبريس