مباشر

الولايات المتحدة تضرب موعدا لـ"ربيع" إيراني دام!

تابعوا RT على
مع سريان مفعول الحزمة الثانية للعقوبات الأمريكية ضد إيران، ما هو السيناريو الذي وضعته واشنطن في هجومها الجديد على طهران الذي دشنه ترامب بالتنصل من الاتفاق النووي؟

يبدو أن الولايات المتحدة في هذه المرة قررت بالفعل "خنق" إيران لا مضايقتها اقتصاديا أو الإمساك بتلابيبها فقط، في محاولة يراد بها على الأرجح تعميق الأزمة الاقتصادية الداخلية، بقطع شريان النفط الذي يغذي الخزانة العامة، وبالتالي ضرب الريال الإيراني "المتدهور" بقوة، وسكب المزيد من "الزيت" على "شرارات" الاحتجاجات الكامنة في الشارع الإيراني من "ضيق المعيشة".

والولايات المتحدة تعي أنها أمام مهمة معقدة وشديدة الصعوبة، ولعلها توخت في السيناريو الذي وضعته أن تضبط "إيقاع" عقوباتها الجديدة على إيران بحيث تحقق كامل أهدافها من دون أن تتسبب في مضاعفات اقتصادية سلبية، أو تمنح خصومها الدوليين فرصة لجني فوائد من "خطتها" لتجفيف الإيرادات الإيرانية، ولهذا السبب ربما "جادت" واشنطن على 8 دول باستثنائها مؤقتا من الالتزام بهده العقوبات.

هذا الاستثناء المؤقت بمهلة ستة أشهر، يتيح للولايات المتحدة أن تخنق إيران في هدوء وصمت، وأن تستعرض ذلك بطريقة هوليودية متشفية تحمل بصمة ترامب الخاصة، لكن دون أن تتيح لإيران الهرب بوسيلة أو أخرى مما أعد لها، إذ أن هذا "السيناريو" منحها هامشا يجعلها تتوهم أن حبل العقوبات لا يزال بعيدا.

صناع القرار في الولايات المتحدة عقدوا "حبلهم" هذه المرة بطريقة لا تؤثر سلبا على إمدادات النفط العالمية، مع ضمان استمرار تقلص صادرات النفط الخام الإيراني بشدة، وصولا إلى نقطة الصفر.

ولا يعني هذا المستوى بالضرورة الوقف الكامل للصادرات النفطية الإيرانية، بل "تأجيج" الوضع الداخلي ونقله إلى ساحة الصراع، وتكبيل الحرس الثوري اقتصاديا، وجعل المشاريع العسكرية الإيرانية الداخلية والخارجية أكثر كلفة بأضعاف، ما سينتج عنه شلل يصيب أكبر مؤسسات النفوذ في إيران، وقد يشعل هذا "التجفيف" الاقتصادي نار الاحتجاجات الشعبية في الشوارع الإيرانية ويهز النظام تمهيدا لتفتيته داخليا فيما يشبه "الربيع" الذي حول أكثر من دولة في الشرق الأوسط إلى أنقاض.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا