وقال أردوغان، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة خلال تجمع نصرة القدس في إسطنبول: "القدس ليست مجرد مدينة، بل رمز وامتحان وقبلة، فإذا لم نستطع حماية قبلتنا الأولى فلا يمكننا النظر بثقة إلى مستقبل قبلتنا الأخيرة مكة".
وتابع الرئيس التركي، حسب ما نقلته وكالة "الأناضول" الرسمية: "ليس العالم الإسلامي فقط من فشل في امتحان القدس بل الإنسانية جمعاء".
واتهم أردوغان الأمم المتحدة التي صمتت، حسب قوله، "حيال احتلال القدس في 1967"، بالمشاركة في "هذا الظلم من خلال بقائها متفرجة على كافة ممارسات إسرائيل المجحفة والفاقدة للضمير".
واعتبر أردوغان أن إسرائيل ومنذ العام 1947 "تفعل ما يحلو لها" في فلسطين، وتواصل اليوم ذلك دون هوادة، مشددا على أنه "لا يمكننا تجاهل هذه الحقائق".
وحمل أردوغان أتباع الديانة الإسلامية أيضا المسؤولية عن هذا الوضع، حيث قال: "سأتحدث بصراحة، إن المسلمين بقدر ما هم أشداء على بعضهم في صراعاتهم الداخلية، لا يتحلون بالشجاعة أمام خصومهم".
وأضاف الرئيس التركي موضحا: "تم التطاول على حرمة القدس الشريف مرة أخرى بقرار الولايات المتحدة الأخير، ويدنس الصهاينة المتطرفون بأحذيتهم المسجد الأقصى بشكل مكثف، والحرم الإبراهيمي لا يزال تحت الاحتلال، ونحن المسلمون لا نفعل شيئا سوى الإدانة".
وشدد أردوغان، في تعليقه على التطورات الأخيرة للأوضاع في فلسطين، على أن "اللغة الوحيدة التي يفهمها الظالم عديم الأخلاق هي القوة"، وبين: "لذا في حال اتحد العالم وجميع المسلمين ضد هذا الظلم لن تتمكن إسرائيل من مواصلة ما تقوم به".
وخاطب الرئيس التركي في كلمته أيضا شعبي كل من إسرائيل والولايات المتحدة، ودعا الشعب الإسرائيلي "للتصدي لحكومته التي تقوده نحو الكارثة"، كما دعا "الشعب الأمريكي لرفع صوته ضد أخطاء إدارته".
ولفت إلى أن تركيا دولة حددت موقفها من مسألة القدس وفلسطين من خلال العمل عبر القنوات الدبلوماسية والخطوات الفعلية على الأرض، معتبرا أن استهداف إسرائيل للدولة التركية ورئيسها "يظهر مدى صحة موقفها" تجاه التطورات في الساحة الفلسطينية.
رفعت سليمان