وكشف زيلينسكي، في مقابلة هاتفية مع موقع "أكسيوس"، عن استعداده لعرض خطة السلام للاستفتاء الشعبي، بشرط موافقة روسيا على وقف إطلاق نار فعلي يستمر لمدة 60 يوما على الأقل كحد أدنى، لترتيب وإجراء التصويت.
وعلى الرغم من تأكيد زيلينسكي على إحراز "تقدم كبير" في المحادثات، أشار إلى أن الخطة المطروحة لا تزال تتطلب "تنازلات إقليمية مؤلمة" من أوكرانيا في شرق البلاد.
وأوضح أنه لا يزال يسعى لتحسين تلك الشروط، وأنه سيحتاج إلى طلب موافقة الشعب الأوكراني عبر الاستفتاء إذا لم يتمكن الطرفان من الوصول إلى موقف "قوي" بشأن قضية الأراضي. ويرى الجانب الأمريكي أن استعداد زيلينسكي لإجراء استفتاء وعدم استبعاده التنازلات الإقليمية يمثل "خطوة كبيرة إلى الأمام".
كما حذر زيلينسكي من أن إجراء مثل هذا الاستفتاء في دولة ممزقة بالحرب سيواجه "تعقيدات سياسية ولوجستية وأمنية كبيرة"، مؤكدا بشكل متكرر على الحاجة لوقف إطلاق نار يحترم فعليا ولمدة كافية. وذكر أنه "من الأفضل عدم إجراء استفتاء بدلا من إجراء استفتاء لا يتمكن الناس فيه من الحضور والتصويت" بسبب المخاوف الأمنية، مما قد يجعل النتيجة غير شرعية.
من جهته، أفاد مسؤول أمريكي كبير لـ"أكسيوس" أن الروس يفهمون الحاجة لوقف إطلاق نار إذا دعا زيلينسكي لاستفتاء، لكنهم يفضلون جدولا زمنيا أقصر من 60 يوما.
وأعرب زيلينسكي عن عدم وضوح الموقف الروسي تجاه خطة ترامب من الأساس، قائلا: "لدي بعض المعلومات الاستخبارية.. لكنني في هذه المرحلة أريد أن أصدق فقط كلمات القادة".
وبخصوص الاتفاقيات الثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، قال إن معظم جوانبها قد تم تحديدها وتدوينها في خمس وثائق، مع إمكانية إضافة وثيقة سادسة. وأكد جاهزية وثائق الضمانات الأمنية رغم وجود بعض "الأمور الفنية" التي تحتاج مزيدا من النقاش، أبرزها مدة الاتفاقية، حيث اقترحت واشنطن 15 عاما قابلة للتجديد، بينما يرى زيلينسكي الحاجة لفترة أطول.
في التفاصيل، قال زيلينسكي إنه إذا تطلبت الخطة النهائية قرارا "صعبا للغاية" بشأن الأراضي، فإن الطريق الأمثل هو طرح "خطة النقاط العشرين بأكملها للاستفتاء". وقارن العملية باستفتاء "بريكست" في المملكة المتحدة من حيث التعقيد وحملات التوعية المكثفة، لكن مع جدول زمني أقصر وفي ظروف حرب.
وأشار إلى أن مبعوثي ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، كانا مستعدين لزيارة أوكرانيا لشرح فوائد الصفقة، مقترحا أن يقوم ترامب نفسه بزيارة مماثلة. ولكنه حذر من أن أي حملة استفتائية وسط هجمات روسية مستمرة ستفشل، لأنه "بعد كل الحديث عن الضمانات الأمنية والفوائد الاقتصادية، سيرى الناس الصواريخ".
وأفاد مسؤول أوكراني بأنه من المتوقع أن يجري زيلينسكي وترامب ومجموعة من القادة الأوروبيين مكالمة جماعية يوم السبت لتنسيق المواقف. ويعول زيلينسكي على اجتماع يوم الأحد لاستخدام كل التقدم الذي أحرزه الفريقان لوضع إطار عمل شامل لإنهاء الحرب يتضمن "جدولا زمنيا"، قائلا: "أعتقد أننا الآن في المستوى التالي.. نريد إنهاء الأمر في أسرع وقت ممكن. لهذا أعتمد على هذا الاجتماع".
المصدر: أكسيوس