وفي التفاصيل، ذكر الموقع الإخباري والتحليلي "كلاش ريبورت" (Clash Report)، أن حلف "الناتو" يقاطع شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية بسبب الاشتباه في تورطها في قضايا رشوة، وهو ما دخل حيز التنفيذ في 31 يوليو 2025.
واتُخذ القرار في ختام تحقيق متعدد الجنسيات داخل ذراع المشتريات التابعة للحلف، وهي وكالة دعم ومشتريات الناتو (NSPA)، التي تدير مشتريات الدفاع لجميع الدول الأعضاء البالغ عددها 32 دولة. ووفقا لتقارير إعلامية منسقة في أوروبا، رأى المحققون أن شركات دفاع دفعت رشاوى بملايين اليورو لمسؤولين سابقين وحاليين في وكالة NSPA مقابل الوصول إلى معلومات سرية حول المناقصات.
وأشار "الناتو" إلى أن الإجراء اتُخذ بسبب "اتهامات خطيرة تشير إلى أن إلبيت ربما كانت متورطة في ممارسات إجرامية، بما في ذلك مخالفات في منح العقود". ويمنع هذا التعليق إلبيت من المشاركة في المنافسات على العقود الجديدة ويجمد التعاون المرتبط بالتحقيق، حيث كانت إلبيت تزود الناتو بالذخيرة وأنظمة الدفاع الصاروخي لأكثر من عقد.
وحسب التقرير، حدد التحقيق مستشارا إيطالياً يدعى إلياهو أ. كوسيط رئيسي بين إلبيت ومسؤولي المشتريات في "الناتو"، وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية للاشتباه في عضويته في منظمة إجرامية ورشوة. كما أشارت السلطات في بلجيكا إلى غاي م.، وهو مسؤول دفاعي سابق عمل في NSPA، باعتباره المشتبه به الرئيسي في البلاد، بدعوى تلقيه رشاوى بقيمة مليوني يورو تقريبا. بالإضافة إلى ذلك، اعتقلت السلطات في هولندا في مايو هانز دي ي. (Hans de J.)، وهو مسؤول مشتريات عسكرية كبير سابق، للاشتباه في تلقيه رشاوى.
ورد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، على الفضيحة المتصاعدة بالقول إنه "يجب قلب كل حجر" أثناء التحقيق.
ومع ذلك، فإن التعليق ينطبق فقط على وكالة المشتريات المركزية التابعة لحلف الناتو، ولا تزال الدول الأعضاء الفردية في الحلف مخولة بالتعاقد مع "إلبيت" مباشرة.
وذكر التقرير، أن "الناتو" يواصل الحصول على منتجات إلبيت بموجب العقود الموقعة، لكن التجميد الحالي يتعلق بمنع مشاركة الشركة في المناقصات الجديدة.
من جهتها، قالت الشركة إنها لا تستطيع التعليق على التقارير لأنه ليس لديها "أي علم بالاتهامات". وتجدر الإشارة إلى أن شركة إلبيت سيستمز وقعت مؤخراً صفقات أسلحة مع اليونان.
وجاء في تصريح الشركة: "إلبيت سيستمز لا تعلم جميع التفاصيل المنشورة في المقال. حسب علمنا، هناك تحقيق واسع النطاق يتعلق بعدد من الشركات التي عمل فيها المستشار المذكور في المقال. تعتقد الشركة أنه لم يقع أي عيب في سلوكها في أي مشروع مع NSPA. من المهم بالنسبة لنا أن نوضح أن هذا يتعلق بهيئة المشتريات [NSPA] وليس بالدول الأعضاء في الناتو أو بأي إجراء ضد دولة محددة. لدى إلبيط القليل جدا من إجراءات المناقصات وأنشطة الأعمال التجارية، إن وُجدت، مع NSPA، وهذه تسير كالمعتاد. عرضت الشركة المساعدة وستتعاون بشكل كامل قدر الإمكان إذا لزم الأمر".
وحسب "معاريف"، فإن "الناتو" هو عميل دولي كبير لـ "إلبيت سيستمز"، فيما تساءلت الصحيفة عن إمكانية انهيار أسهم الشركة في البورصة بسبب هذا الإجراء.
المصدر: "معاريف"