وأشار نصر الله، الذي يصف نفسه بوسط اليمين ويتقدم للمرة الثالثة لخوض الانتخابات الرئاسية، إلى أن تأييد ترامب المفاجئ الأسبوع الماضي للمرشح المحافظ نصري عصفورة قلب موازين المنافسة الانتخابية.
وصرح نصر الله أثناء وجوده بفندق في وسط العاصمة تيغوسيغالبا اليوم الجمعة: "تأييد ترامب آذاني لأنني كنت أتقدم بهامش كبير"، رافضا في الوقت ذاته وصف ترامب له بأنه "شيوعي حدي".
وأظهرت النتائج المحدثة الصادرة عن السلطة الانتخابية الخميس تأخر نصر الله بنسبة ضئيلة، حيث حصل على 39.38% من الأصوات مقابل 40.27% لأصفور، وذلك بعد فرز حوالي 87% من الأصوات.
ويمكن لهذا الفارق الضئيل أن يتغير بسهولة، خاصة أن نحو 17% من الأصوات بها "تناقضات" وتحتاج للمراجعة وفقا للسلطة الانتخابية.
كما وجه نصر الله انتقادات لقيام ترامب بالعفو عن الرئيس الهندوراسي السابق خوان أورلاندو هيرنانديز عشية الانتخابات، والذي كان يقضي عقوبة 45 عاما في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وأضاف نصر الله: "يستحق هيرنانديز العقاب في هندوراس، ولا أعرف المدة، لكن النظام القضائي الهندوراسي يجب أن يحاسبه".
يذكر أن حزب عصفورة الوطني المحافظ قد بنى شراكة وثيقة مع واشنطن خلال فترة حكم هيرنانديز من 2014 إلى 2022، والذي اعتقل بعد مغادرته المنصب بفترة وجيزة. وقد أعلن ترامب صراحة عن هدفه ببناء تحالف من الحلفاء المحافظين في المنطقة، يمتد من ناييب بوكيلي في السلفادور إلى خافيير ميلاي في الأرجنتين.
في سياق متصل، وفي ظل الاضطرابات في فرز أصوات انتخابات الأحد والاتهامات بالتزوير، اتهم نصر الله منافسيه بالتخطيط لسرقة الانتخابات. وأوضح أن شكوكه في التلاعب تصاعدت فجر الخميس عندما توقف موقع الانتخابات فجأة، وعند عودته "انقلبت النتائج بالكامل" وفقد تقدمه الضيق ليتحول إلى تأخر طفيف.
ولفت نصر الله إلى أن "ذلك يشير إلى تغيير في الخوارزميات لم يكن يجب أن يحدث"، معترفا في الوقت نفسه بعدم امتلاكه أدلة على المخالفات.
يذكر أن انتخابات 2017 الرئاسية شابتها اتهامات بالتزوير وادعاءات واسعة بالتلاعب في النتائج ووقوع مخالفات.
ودعت السلطات الانتخابية الهندوراسية هذا الأسبوع إلى الهدوء أثناء معالجة التعقيدات في نظام العد السريع والمشكلات التقنية التي أثرت على البوابة الإلكترونية المخصصة لعرض النتائج لحظيا، إضافة إلى أعمال الصيانة غير المعلنة للنظام.
وكان ترامب قد وجه الاثنين، مع تقدم أصفور في العد، اتهامات غير مدعومة بأدلة بإمكانية حدوث تزوير، محذراً من عواقب تغيير النتائج.
من جهتها، لم توثق منظمة الدول الأمريكية أي تلاعب حتى الآن، فيما أرجع خبراء آخرون تأخر العد إلى عوامل تتعلق بعدم الكفاءة وليس التزوير.
وأشار إيريك أولسون، المستشار السياسي في مؤسسة سياتل الدولية والخبير في الشؤون الهندوراسية، إلى أن النظام الانتخابي الحالي يمثل نتيجة للصراعات الداخلية المستمرة، معتبراً أن مثل هذه العمليات "ليست مثالية لكنها تتكرر باستمرار في هندوراس".
المصدر: رويترز