ووصفت أوساط إسرائيلية غوفمان بأوصاف قاسية وغير مسبوقة، وشككت في صلاحيته القيادية لرئاسة جهاز الاستخبارات الأهم في إسرائيل.
ووفق تقارير إعلامية، فإن غوفمان الذي يوصف بأنه "شخص جاد لدرجة مرعبة، عديم الحس الفكاهي، لا يكاد يبتسم" ينظر إليه في دوائر داخل الموساد بوصفه "شخصا متسرعا، لا يفكر جيدا قبل التصرف"، وقد سبق له أن تورط في قضية حساسة خلال توليه منصبا كبيرا في القيادة الشمالية، حين أطلق يد مخبر قاصر (17 عاما) دون تفويض رسمي، ما أدى إلى اعتقال الشاب لنحو سنة ونصف بتهمة التجسس، قبل أن يكشف لاحقا أن غوفمان نفسه أوكله بالمهمة.
وقد أطلق عليه منتقدوه وصف "وغد"، مشيرين إلى أسلوبه "العدواني والمخادع"، فيما شكك خبراء في أهليته لقيادة جهاز يعمل على المستوى الدولي، بالنظر إلى أنه "لا يتحدث الإنجليزية على الإطلاق"، ما سيجبره، بحسب مصادر، على التنقل مع مترجم في لقاءاته الخارجية، وهو أمر يعد غير مسبوق لرئيس الموساد.
وأشار ضابط سابق في "أمان" (شعبة الاستخبارات العسكرية) إلى أن "غوفمان ليس لديه أي خبرة في عالمي الاستخبارات أو العمليات السرية. لم يكن يوما رئيس شعبة عمليات في الموساد، ولا حتى قائدا في مجال المخابرات. تعيينه يأتي فقط لأنه رجل الـ(نعم) لنتنياهو، وليس بسبب ملكاته" في العمل.
ويعتقد أن قرار تعيين غوفمان، وهو ضابط مدرعات بخلفية بحتة عسكرية، يندرج في سياق حملة نتنياهو الأوسع لاستبدال قيادات الأجهزة الأمنية بأشخاص "ملوحين بالولاء السياسي له"، بعد أن سبق وأن عين دافيد زيني رئيسا للشاباك، وهو أيضا من خارج المؤسسة الأمنية التقليدية.
ورغم أن المقربين من غوفمان يشيدون بـ"تفكيره خارج الصندوق" و"شجاعته وولائه المطلق"، فإن معارضيه يحذرون من أن هذا التعيين سيؤدي إلى "موجة استقالات واسعة داخل الموساد"، خاصة من كبار الضباط الذين يرون أن الولاء السياسي يجب ألا يتفوق على الخبرة المهنية في منصب بهذا الحساسية.
ويبرز منتقدوه أن نتنياهو اختار غوفمان رغم وجود مرشحين مؤهلين ترشحهم رئيس الموساد المنتهية ولايته، دافيد بارنيع، مشيرين إلى أن السبب الوحيد لاختيار غوفمان هو "قربه الشخصي غير المسبوق من نتنياهو"، إذ كان "الشخص الأقرب أمنيا إليه خلال الحرب"، حتى أكثر من رئيس الأركان أو وزير الدفاع.
وفي الوقت الذي وصف فيه البعض غوفمان بأنه "الوغد الذكي الذي لا يفلت منه سر"، قال آخرون إن "إتقانه للخداع والتمويه لا يعوّض عن غياب الخبرة واللغة والقدرة على التواصل في الساحة الدولية".
ورغم أن رئيس الأركان، إيال زامير، رحب رسميا بالتعيين ووصف غوفمان بأنه "ضابط شجاع ومحترف"، فإن العديد من الضباط القدامى في الموساد و"أمان" لا يشاركونه هذا التفاؤل، ويعتبرون تعيين غوفمان "كارثة مهنية" قد تضعف الجهاز في لحظة حاسمة من تاريخ الأمن الإسرائيلي.
ويفترض أن يتسلم غوفمان منصبه رسميا في يونيو 2026، خلفا لبارنيع، بعد أن وافقت اللجنة الاستشارية للتعيينات على قرار نتنياهو، برئاسة القاضي السابق أشر غرونس.
المصدر: يديعوت أحرنوت