وكان يُفترض أن يختتم المؤتمر المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية أعماله مساء الجمعة، ولكن في ظل عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، تم تمديد المفاوضات ليومين إضافيين.
وتركزت النقاشات على تعديلات طفيفة للنقاط الخلافية الرئيسية الثلاث التي تشمل مستوى الطموح إلى خفض استهلاك الوقود الأحفوري، وحجم المساعدات المالية المستحقة على الدول المتقدمة، والخلافات بشأن ضرائب الكربون على تجاوز الحدود.
كما حذر الاتحاد الأوروبي من أن المؤتمر قد ينتهي دون التوصل إلى اتفاق، خاصة بعد أن أغفلت المسودة التي طرحتها الرئاسة البرازيلية ذكر "مصادر الطاقة الأحفورية" أو "خارطة الطريق" التي أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دعمه لها.
وبعد مفاوضات استمرت ليلا، أعربت وزيرة التحول البيئي الفرنسية مونيك باربو عن قلقها بقولها إن الأمور "لا تحرز أي تقدم حتى الآن".
وهددت 36 دولة من بينها دول غنية واقتصادات ناشئة ودول جزرية صغيرة، في رسالة إلى البرازيل برفض أي اتفاق لا يتضمن خطة للتخلي عن النفط والفحم والغاز.
لكن عضوا في وفد الاتحاد الأوروبي كشف أن الحلف الأوروبي الذي يضم 27 دولة أصبح "معزولا" ويصور على أنه "الطرف الشرير" في المحادثات، مشيرا إلى أن بعض دول الاتحاد تدرس الانسحاب بينما تخشى دول أخرى تحميلها المسؤولية في حال انهيار المحادثات.
واتهمت باربو السعودية وروسيا الغنيتين بالنفط، إلى جانب الهند المنتجة للفحم و"العديد" من الدول الناشئة الأخرى، برفض صيغة تتعلق بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
ورد المبعوث الخاص لجنوب آسيا في المحادثات أرونابا غوش بالقول إن افتراض "أن أحد الطرفين يكترث بالأرض، بينما الطرف الآخر، لعدم رضاه عن الصيغة، لا يكترث بها، يلحق ضرراً بالغاً بروح المفاوضات".
وتضغط الدول النامية على الاتحاد الأوروبي والاقتصادات المتقدمة الأخرى للتعهد بدفع مزيد من الأموال لمساعدتها على التكيف مع آثار تغير المناخ، والمضي قدما نحو مستقبل منخفض الكربون.
كما تريد الصين والهند ودول حليفة أخرى من مؤتمر "كوب 30" اتخاذ قرار ضد "الحواجز" التجارية في انتقاد واضح لآلية الاتحاد الأوروبي في تعديل الكربون على الحدود التي ستُطبق بالكامل العام المقبل.
وعلق رئيس مؤتمر "كوب 30" الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو بالقول إن الذين يشككون في أن التعاون هو أفضل سبيل للمضي قدما في مكافحة تغير المناخ "سيسعدون جدا لعدم تمكننا من التوصل إلى اتفاق فيما بيننا".
وشابت أعمال المؤتمر السنوي فوضى متعددة، من إغلاق متظاهرين من السكان الأصليين للمدخل الأسبوع الماضي، إلى تعطل المفاوضات بسبب حريق اندلع داخل مقر الاجتماع الخميس، مما يضع ضغطا إضافيا على المفاوضين للتوصل إلى حلول وسط في الساعات المقبلة.
المصدر: وكالات