تفاصيل صادمة عن أشهر جاسوس إسرائيلي في أمريكا.. اعتقله الـFBI وشارك في محاولة اغتيال عرفات

إقرأ المزيد

اجتماع في القدس يثير قلق الـCIA

وحسب صحيفة "معاريف" العبرية، قبل 40 عاما بالضبط، اعتقل جوناثان بولارد في واشنطن بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وقد أثار الكشف عنه أزمة غير مسبوقة في علاقات إسرائيل مع حليفتها. ولا تزال شرارات تلك النار تتطاير بين تل أبيب وواشنطن. وحتى اليوم، يجد يهود الولايات المتحدة صعوبة في تنظيف "قضية بولارد" من جلودهم.

حكم على بولارد بالسجن المؤبد دون الحق في العفو. وهو حكم لم يفرض قط على جاسوس لدولة صديقة. قبل عشر سنوات، وبعد 30 عاماً في السجن، أطلق سراحه لكن منع من مغادرة نيويورك. وفي الشهر المقبل، يكمل خمس سنوات على هجرته إلى إسرائيل.

ووفق "معاريف" التي أجرت مقابلة معه، يفضل بولارد البقاء في الخارج عادة. بناءً على نصيحة الشاباك، لا يصلي في مكان ثابت لتجنب الكشف عن مساره. لديه مسدسه يحمي زوجته الثالثة، ريفكا، وأطفالها السبعة، ونفسه. وأوضح قائلا: "السلطة الفلسطينية مستعدة لدفع مليون دولار لمن يقتلني، لأنني شاركت في عملية للقضاء على عرفات". حيث أنه ساعد في ضربات سلاح الجو على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، بسبب المعلومات التي نقلها. ولفتت "معاريف" إلى أن  بولارد ضعيف في اللغة العبرية لكنه ملمّ بـ "الإسرائيلية".

عن حياته:

جوناثان ج. بولارد (71 عاما) ولد في غالفستون، تكساس. كان الطفل اليهودي الوحيد في فصله، نصحه والده: "إذا سار الكثيرون ضدك، اضرب أحدهم بقوة لدرجة أن الباقين لن يعودوا إليك". وسلحّه بسكين كبيرة. كان جوناثان في الحادية عشرة من عمره. يقول: "تعلمت أن أكون قاسيا، يقظا، ومستعداً لمواجهة الأسوأ".

ولدى سؤاله عما إذا صرح بأنه يريد الانضمام إلى الموساد عندما كان شاب، رد بولارد: "هذه كذبة. هناك الكثير من القصص. صحيح أنني أردت الهجرة والتجنيد في الجيش الإسرائيلي، لكن والدي قال: 'انتظر، احصل على تدريب عسكري هنا لتتمكن من إفادة إسرائيل'. وعندما تنتظر، تعيش حياة وفجأة يصبح المنفى وطنا".

وعن سبب رفض جهاز المخابرات الأمريكية (CIA) له؟ أجاب بولارد: "في كاليفورنيا عام 1970، كان الجميع يدخنون الماريعوانا، وأنا وأصدقائي في الكلية أيضا. اعترفت بذلك، لم يكن لدي ما أخفيه. وقال لي رجل البوليغراف (كاشف الكذب): لو أتيت قبل عام، لم تكن لتواجه مشكلة، لكن المدير الجديد صارم للغاية بشأن المخدرات والكحول".

دخول عالم التجسس

في عام 1979، انضم إلى جناح الاستخبارات البحرية. في الاستمارات الرسمية، رسم خطاً في خانة "الديانة". لم يعلم أحد أنه يهودي. بعد عامين، التقى آن هندرسون. تزوجا قبل ثلاثة أشهر من اعتقاله. في العمل، اطلع بشكل متزايد على المواد الخام. انضم إلى فريق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وإسرائيل. لكن وزير الدفاع الأمريكي حينها كاسبر واينبرغر، حسب زعمه، أمر الأمريكيين بتقييد أيديهم: "لا تعطوهم شيئا، وما تعطونه يجب ألا يكون كاملاً". لقد صُدم وذهب للتحقق مما يحدث.

كان السبب هو الغضب. الولايات المتحدة، التي كانت تدعم العراق ضد إيران، غضبت من قيام إسرائيل بقصف مفاعل صدام. ردا على تدميره، قطعت حصة إسرائيل من المعلومات الاستخباراتية. بدأ الإسرائيليون في فريق تبادل المعلومات الاستخباراتية يضغطون على بولارد. اتهموه بأنه يعلم لكنه يكذب عليهم. حاولوا إغراءه: "سنعطيك صورة لمنشأة سوفيتية في سوريا، وستعطينا معلومات فنية عما يمكن فعله بها"، واضطر مرة أخرى للادعاء بالاعتذار (Sorry) بأنه لا يعرف. أخيرا قرر أن يسأل قائده عما يحدث بحق الجحيم، وفق ما ورد في مقابلة "معاريف".

واستقبله القائد، وأمامه منفضة سجائر كُتب عليها: "أوشفيتز"، وهو الرجل الذي قتلت عائلة والدته في الهولوكوست. سأل بولارد عن ماهية المنشأة التي يتحدث عنها الإسرائيليون، فأجابه: "دع اليهود يخسرون بعض الطائرات وسيفهمون بأنفسهم كيف تعمل تلك المنشأة".

وأشار جوناثان بولارد بأنه خرج بعد هذا اللقاء "بشعور أنه يكذب على أبناء شعبه. ولم يعد يحتمل ذلك".

وعقب ذلك، أوضح بولارد أنه تواصل مع المخابرات الإسرائيلية عبر وسطاء. دون ذكرهم. كان لقاؤه الأول في فندق "هيلتون واشنطن". وواجهه العقيد (حسب رتبته آنذاك) أفيام سيلاع. كان سيلاع، وهو طيار وأحد المخططين لتدمير مفاعل العراق، في إجازة دراسية في الولايات المتحدة.. قال لسيلاع إنه مطلع على معلومات تتعلق بأمن إسرائيل لكنه لن يتجسس ضد الأمريكيين. أرسل الطيار الرسالة إلى إسرائيل. تقرر أن يتولى مكتب العلاقات العلمية (LAKAM)، المسؤول عن جمع المعلومات في الدول الصديقة، تشغيله.

إقرأ المزيد

رقم 1000 منذ بداية الحرب.. طائرة أمريكية تحط بمطار بن غوريون الإسرائيلي محملة بمعدات عسكرية (فيديو)

التقى به مدير الـ لاكَم، رافي إيتان، لأول مرة في باريس. طلب أسماء الجواسيس الأمريكيين في إسرائيل. أجاب بولارد بأنه لا يستطيع الإفصاح عنها. قرر إيتان أن يُطلق عليه اسم "داني كوهين". اعترض بولارد: "لماذا هذا الاسم بالذات؟" فرد إيتان: "كان لدينا إيلي كوهين في دمشق، والآن سيكون لدينا داني كوهين في واشنطن".

بولارد: "هذا قدر سيئ". إيتان: "لا تخف، سننقذك، نحن نعرف ما سيحدث لك إذا قُبض عليك. من المحتمل أنك لن تعيش". بولارد: "حسناً". إيتان: "سننقذك، هذه كلمتي".

وبدأ جوناثان بولارد في إمدادهم بالمعلومات بغزارة. كان مشغلوه، أفيام سيلاع ثم يوسي ياغور، مرتاحين جدا. استأجر الـ "لاكَم" شقة مع آلة تصوير بالقرب من السفارة لتصوير الوثائق التي كان يرسلها. إليكم قصة تشهد على جودة مواده: وصل إلى إسرائيل تقرير يفيد بأن "العراق أقام في سامراء منشأة، كانت الأكبر في ذلك الوقت، لإنتاج الغازات اللازمة للحرب الكيميائية. طُلب من بولارد التحقق. وللغرض نفسه، وصل فريق من إسرائيل". بعد محادثاته، قال الفريق إن الأمريكيين أعطوا كلمة شرف بأنه لا يوجد شيء، وأنها مجرد إشاعة. يقول بولارد: "أما أنا، فكانت لدي في المنزل، على أرضية غرفة النوم، جميع صور منشأة سامراء". بعد أن عرضها على الإسرائيليين، قال أحدهم: "أحيانا يكون من الأفضل التفاوض مع أعداء موثوقين بدلا من حلفاء غير موثوقين".

الاعتقال والخيانة

بدأ خريف عام 1985 يلقي بظلاله على جوناثان بولارد. لاحظ زملاؤه أنه يتعامل مع وثائق لا علاقة لها باهتماماته. قال لـ رافي إيتان في زيارته الأخيرة لإسرائيل: "أشعر أن الجدران تنغلق عليّ". رد "الرئيس": "إيلي كوهين قال لنا نفس الشيء في آخر مرة كان هنا، وسأقول لك بالضبط ما قلناه له: عليك أن تعود لمهمة واحدة فقط، لتقديم المزيد من المعلومات الحيوية لوجود إسرائيل. وهذا هو السؤال الوحيد الذي يجب أن تسأله لنفسك قبل أن تغادر الغرفة: هل أمن إسرائيل أهم بالنسبة لك من حياتك؟"

طلب بولارد المزيد من التفاصيل حول "المعلومات الحيوية" ليتمكن من اتخاذ قرار. أوضح إيتان احتمال أن يوجه السوريون ضربة خاطفة لإسرائيل في الجولان، زاعما: "نريد منعهم أو استباقهم، لكن يجب أن نعرف متى سيحدث ذلك. المعدات التي ينتظرونها وستسمح لهم بالهجوم ستصل من السوفييت عبر البحر الأسود. لا نعرف بالضبط إلى أين ستتجه. يمكن أن تتجه يمينا (غربا) إلى ليبيا أو يسارا (شرقا) إلى سوريا. إذا وصلت إلى سوريا، يجب أن ندمرها". حسم بولارد الأمر: "حسنا، سأعود".

وقبل يوم واحد من اعتقاله، كان جالساً في مكتبه في واشنطن. كان الوقت متأخرا من الليل وشيء ما داخله همس: "انظر إلى الأعلى، إلى السقف". كان المكتب فارغا، فأحضر سلما، وصعد، ودفع بلاطة من السقف الزخرفي، وكشف عن كاميرا موجهة إلى مكتبه. يقول: "بدأت أجراس الإنذار تدق في رأسي، أردت أن أختفي لكنني قلت لنفسي: 'انتظر، ليس بحوزتك المعلومات التي أُمرت بإحضارها'".

إقرأ المزيد

في قلب دمشق.. مدوّن إسرائيلي يصور موقع إعدام الجاسوس إيلي كوهين (فيديو)

قبل ثلاثة أيام من القبض عليه، ذهب إلى شقة الاجتماعات، لكن لم يفتح له أحد. استُدعي للاستجواب في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وأخبر محققيه أنه تجسس لصالح باكستان. أرادوا معرفة بمن كان على اتصال هناك، فأخرج أسماء وصورا أعدها مسبقا. حذّر، عن طريق زوجته آن، يهوديت وأفيام سيلاع بمغادرة البلاد. وفي الليلة نفسها، اتصل بخط آمن: "أخبرتهم أنني جاسوس باكستاني، وتأكدت من أن إسرائيل ليست متورطة، ولم أعطهم أي شيء، واجتزت اختبار البوليغراف وأنا مستعد للمغادرة". أجاب الجانب الآخر: "لا توجد خطة هروب، رافي لم يقم بإعداد أي خطة على الإطلاق".

هل شعرت بأنهم تخلوا عنك؟، رد بولارد: "قلبي سقط". ماذا عرضوا عليك؟ "أن آتي إلى السفارة في اليوم التالي. قلت إن هذا جنوني فأجابوا: 'هذه تعليماتك، غدا في السفارة'".

وفي 21 نوفمبر 1985، الساعة 10 صباحا. تلقى جوناثان الإجابة على سؤال رافي إيتان. خرج من المنزل مع آن. هي مريضة وهو يقودها لتلقي العلاج. مروحية تحلق فوقهم، وخلفهم سيارات مكتب التحقيقات الفيدرالي. بعد أن تنتهي آن، يواصلان السفر. يعتقد الموكب الذي يتبعهما أنهما في طريقهما إلى السفارة الباكستانية. وهي تقع في اتجاه السفارة الإسرائيلية: "في اللحظة الأخيرة فقط انعطفت نحو السفارة الإسرائيلية. كانت هناك سيارة تنتظر خارج المجمع. أومضت بالأضواء ودخلت عبر البوابة المفتوحة. نظرت في مرآة الرؤية الخلفية ورأيت البوابة تُغلق ورائي. توقفت سيارات مكتب التحقيقات الفيدرالي وصرخوا في وجهي: 'عد إلى هنا'. نزلت بسيارتي إلى موقف السيارات وخرج من السفارة أشخاص استقبلوها ببهجة. صرخوا: 'أهلاً بكما'، 'عدتما إلى المنزل'. ثم خرج شخص من المبنى، نادى رئيس الأمن، وعاد إلي".

الحارس: "جوناثان، تلقيت تعليمات من إسرائيل بضرورة خروجك من فناء السفارة والعودة عبر البوابة الرئيسية".

جوناثان: "أنت ورجالك ترون مئات العملاء على الطريق الرئيسي، أنتم تعرفون ما ينتظرني هناك. من الأفضل أن تطلقوا النار عليّ الآن، خذوا آن، إنهم لا يهتمون بها. يمكنكم القول إنني كنت إرهابيا وأطلقوا النار عليّ. أنا أعرف ما سيفعلونه بي ولا أريد أن أمر بذلك".

الحارس: "لا يُسمح لنا بفعل ذلك. علينا إطاعة الأوامر".

جوناثان: "الأوامر جنونية، لم آتِ إلى هنا لولا أنكم أمرتموني، لقد أمرتني القدس بالمجيء إلى هنا والآن تقولون لي أن أغادر؟ أنتم تعلمون أنني لن أتحدث وسوف يؤذونني بشدة. لا أريد أن أمر بذلك. فقط أطلقوا النار عليّ".

الحارس: "لا يمكنني فعل ذلك، عليك المغادرة والعودة عبر البوابة الرئيسية".

جوناثان: "إذاً خذوها هي على الأقل (آن – م.ح)".

الحارس: "لا يمكنني فعل ذلك".

قبل لحظة من تشغيل بولارد للسيارة، أمسك الحارس ببابها وسأل: "ما هو تقريرك الأخير؟ يساراً أم يميناً؟" جوناثان أجاب: "يميناً (أي أن الشحنة السوفيتية ستصل إلى ليبيا، وليس إلى سوريا - م.ح)"، حسب زعمه.

الحارس: "حسناً، بالتوفيق".

جوناثان: "أجبت عليه، لأنني كنت جنديا جيدا، وكان من الجنون من جانبه أن يقول لي 'بالتوفيق'. لقد عرف ما ينتظرني".

كان عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي مهذبين للغاية. قاموا بتثبيته بحذر على غطاء محرك السيارة وقيدوه. لم يلمسوا آن: "نظرت إلى الوراء نحو المبنى، رأيت علمي يرفرف تحت سماء نوفمبر الباردة، ورأيت أن جميع الستائر أُغلقت فجأة باستثناء واحدة، ثم أُغلقت هي الأخرى أيضا. هذا كل شيء. السفارة أغمضت عينيها، وعبرت السامباتيون".

وعن شعوره: "شعرت بالغضب في الغالب. كيف يمكن لدولة أن تفعل شيئا كهذا لوكيل يهودي؟ كانت هذه بداية فهمي لماهية إسرائيل. قلت لنفسي: 'دولة قادرة على فعل هذا بوكيلها - قادرة على كل شيء".

التحقيق والعقوبة

ماذا أرادوا منه في التحقيقات؟: "أسماء أعضاء فريقي. كيف يخططون لمغادرة البلاد، رفضت أن أقول. أرادوا مني التوقيع على وثيقة من شأنها أن تورط القادة اليهود في الولايات المتحدة. قلت 'لا' على هذا أيضاً. أدركت أنهم حتى لو وقعت على الوثيقة، لن يسمحوا لي بالعيش خوفا من أن أكشف عما حدث لي".

لكن محققيه لم يستسلموا. بينما كان مقيداً بكرسي في وزارة العدل، فتحوا أمامه صندوقا: "ها هي كل الأوراق التي أعطيتهم إياها". كانت هذه الوثائق التي سلمها لمشغليه وإسرائيل أعادتها للأمريكيين. ضغط عليه ممثل النيابة العامة في واشنطن قائلاً: "أنت لا تدين لهم بشيء، تحدث معنا"، لكنه رفض مرة أخرى. هددوا بالتوجه في المحاكمة نحو عقوبة الإعدام، فأجاب: "امضوا في ذلك (Go for it)". قبل إخراجه من الغرفة، تمكن من أن يواجه محققيه: "هل تعتقدون أن لديكم كل شيء؟ لن تحصلوا على أي شيء مني أبداً".

حاولوا انتزاع المعلومات منه ولم يكن ذلك بالكلام فقط. في إحدى المرات، استُجوب ورأسه مغطى بكيس أسود وكان عاريا تماما. لكن الضربات لم تسفر عن شيء: "صرخ في وجه أحدهم الذي انقض على كاحله وقام بلفه بعنف حتى كسره: "والدتي ضربتني أقوى من ذلك". "أصابعي، قدماي، كاحلاي، لقد حطموا كل شيء. لمدة ستة أسابيع، تعرضت للاغتصاب يوماً بعد يوم".

إقرأ المزيد

لائحة اتهام تكشف تفاصيل عن مهمات نفذها جندي إسرائيلي "لصالح إيران"

أدت حادثة بولارد إلى هزّ إسرائيل الرسمية. وتم حشد أفضل الألاعيب السياسية لتهدئة الأمريكيين ودفن القضية. تنصّل قادة حكومة الوحدة، بيريز وشامير ورابين، من العميل. ألقوا باللوم على بولارد والمسؤولية على رافي إيتان. ووعدوا بإخبار الأمريكيين بالحقيقة كاملة. استغرق الأمر 14 عاماً حتى تعترف إسرائيل بأن جوناثان بولارد كان عميلا إسرائيلياً وأن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية تجاهه.

بدأت محاكمة بولارد بعد وقت قصير من اعتقاله. وبعد حوالي عام ونصف، وافق على صفقة إقرار بالذنب. أقر بالذنب وأُدين بتهمة واحدة هي نقل معلومات إلى دولة حليفة دون نية الإضرار بالولايات المتحدة. طلبت النيابة 20 عاما في السجن، ولكن قبل أيام قليلة من صدور الحكم، انقلب عالمه رأسا على عقب. أرسل واينبرغر مذكرة سرية إلى المحكمة. وذكر بالتفصيل في 46 صفحة الأضرار التي تسبب فيها بولارد للأمن القومي.

وحُكم على بولارد بالسجن المؤبد مع توصية بعدم العفو عنه. وحُكم على آن بالسجن خمس سنوات. بسبب اعتلال صحتها، أُفرج عنها مبكرا. بعد ذلك بوقت قصير، طلقها بولارد، لأنها لم تزره في السجن.

في 27 يوليو 2015، بعد ضغط شديد في إسرائيل والعالم، قررت لجنة الإفراج المشروط الأمريكية إطلاق سراحه في نوفمبر، بمناسبة مرور 30 عاما على اعتقاله. قبل يوم واحد، استُدعي إلى مكتب مدير السجن.

كانت قيوده – باستثناء الإلكتروني – غير مرئية لكنها قلصت تحركه. سُمح له بالتحرك لمدة خمس سنوات في منطقة واحدة فقط من نيويورك، ومُنِع من مغادرة منزله ليلا، وخضعت أجهزة الكمبيوتر الخاصة به في المنزل والعمل لمراقبة مستمرة. غضب، وشعر بخيبة أمل لا نهاية لها،

 في نهاية الولاية الأولى للرئيس ترامب، رفضت وزارة العدل تمديد قيود الإفراج المشروط الخاصة به، وانتقل إلى إسرائيل، التي منحته الجنسية في أثناء وجوده في السجن.

في ذلك الوقت، اعتُبر عدم اعتراض وزارة العدل بمثابة بادرة من ترامب تجاه نتنياهو. كما عفا ترامب عن أفيام سيلا، وهو ضابط سابق في سلاح الجو الإسرائيلي قام بتجنيد بولارد والتعامل معه، على الرغم من أن سيلا لم يُسلم للولايات المتحدة.

عاد جوناثان بولارد إلى إسرائيل في 30 ديسمبر 2020 وزوجته التي كان يعرفها عندما كان مراهقا وتوزجها خلال تواجده في السجن، إستر إلى إسرائيل في 30 ديسمبر 2020، واستقبلا شخصيا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

نتيجة لقضية بولارد، حُل مكتب اللاكَم (LAKAM). تحمل رافي إيتان مسؤولية الفشل واضطر إلى مغادرة الأجهزة الأمنية. 

المصدر: "معاريف"

إقرأ المزيد

موقع Walla العبري يكشف عن المرشح لرئاسة الموساد

قام موقع Walla الإخباري الإسرائيلي، اليوم الخميس، نقلا عن مصادر أمنية، بالكشف عن اسم المرشح الأبرز لتولي منصب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد".

الموساد يقول إنه كشف هوية المسؤول الإيراني البارز الذي روّج لهجمات ضد إسرائيليين حول العالم (صورة)

نشر الموساد اليوم الأحد "هوية رئيس الفيلق 11,000" في قوة القدس الإيرانية والذي أُنشئت بإمرته آلية "ترويج وتنفيذ هجمات ضد إسرائيليين ويهود داخل إسرائيل وخارجها"، حسب الإعلام العبري.

"جاسوسات الحب".. "تايمز" تتحدث عن "ساحرات" روسيات وصينيات يخطفن القلوب وأسرار التكنولوجيا الأمريكية!

زعمت صحيفة "تايمز" أن روسيا والصين قد تستخدمان نساء جذابات للتجسس على علماء وخبراء تكنولوجيا أمريكيين للوصول إلى أسرار حساسة عبر إقامة علاقات وحتى الزواج وإنجاب الأطفال.

"خطة خداع مصرية أربكت المخابرات الإسرائيلية".. الجزء الثاني من ملاك الكذب الخطير

واصلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشف فضيحة فشل جهاز الموساد بسبب رجل المخابرات المصرية الراحل أشرف مروان في خطة الخداع الاستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر 1973.

تركيا وإسرائيل.. حرب استخبارات خفية

كشفت معلومات رسمية تركية أنّ السلطات الأمنية في البلاد ألقت خلال السنوات الثلاث الماضية القبض على ست خلايا تجسّس كبيرة تعمل لمصلحة الموساد الإسرائيلي، في مختلف المدن التركية..