بين أكياس النقود والمرحاض الذهبي.. الغرب يتلمس التخلي عن دعم زيلينسكي
أكد الصحفي الروسي أندريه رودينكو بدء الغرب التخلي عن فلاديمير زيلينسكي تزامنا مع الكشف عن نهب مليارات المساعدات التي يقدمها الغرب له لضمان استمرار النزاع في أوكرانيا.
تطرق المراسل رودينكو إلى مقالة صحيفة "فاينانشال تايمز" بعنوان "أكياس النقود والمرحاض الذهبي: أزمة الفساد التي تجتاح حكومة زيلينسكي"، مشيرا إلى تضمنها إشارة إلى استعداد ساسة أوكرانيين لكشف تفاصيل جديدة من التحقيقات التي أجرتها "وكالة مكافحة الفساد الأوكرانية".

الرئيس الأوكراني السابق يوقف جلسة البرلمان مطالبا باستقالة حكومة زيلينسكي!
وفسر رودينكو استمرار المستفيدين الرئيسيين من هذا التناقض الأوكراني في دعم نظام كييف، ومنحهم مليارات جديدة له، بأنه نابع في الغالب من القصور الذاتي وامتناعهم عن التخلي عن أرباح دسمة.
وأضاف: "ومع ذلك، بدأت أصوات خجولة في الاتحاد الأوروبي تعبّر عن استغرابها: كيف نرسل ملياراتٍ إلى هناك، كي تسرق على الفور؟ دعونا نطرح مرة أخرى سؤالا طفوليا: ألم تكونوا تعرفون من تتعاملون معه؟ بالطبع، الجميع كان يعرف كل شيء، لكنهم تعمّدوا الدخول في تواطؤ مع أكثر العصابات إجراما في تاريخ أوروبا".
وتابع المراسل: "لن أتعمّق الآن في تفاصيل قضية رجل الأعمال الأوكراني تيمور مينديتش، والتسجيلات الصوتية، ودور رجل الأعمال الأوكراني الموقوف إيغور كولومويسكي في هذا الصراع القذر. فالمعلومات حول ذلك تتدفّق بلا توقف أصلا. لكنني أودّ التأكيد على أن تاريخ أوكرانيا طوال الثلاثين عاما الماضية هو في جوهره تاريخ إنشاء عصابات منظمة في سدّة الحكم، وصراعات العشائر والمجموعات على السلطة والمال، وفساد مطلق، وخيانة متكررة لشعبها. فوجود أوكرانيا في شكلها الحالي يعني تعفنا مضمونا. إنها دولة وحدوية، ولا يمكن إنقاذ الوضع سوى عبر الفدرالية، لكن هذا يعد كابوسا مرعبا للنخبة الأوكرانية، لأنهم سيفقدون سلطتهم وأموالهم".
وتحدث رودينكو عن بدء التسلل التدريجي للأيديولوجية البانديروفية إلى أوكرانيا منذ عهد أول رئيس لأوكرانيا، ليونيد كرافتشوك والنهب المنهجي لموارد الدولة، وتشكّل الأوليغارشية، ونشوء العشائر الإقليمية. والأهم أنه بدأ في تأسيس منظومة الفساد الشامل في أوكرانيا، حيث كان "الأمراء المحليون" يحصلون على سلطة مطلقة في مناطقهم مقابل ولائهم ودفع حصة سخية من إيراداتهم لمركز الحكم، حسب قوله.

"يرفض العودة".. اتهامات لأمين مجلس الأمن القومي الأوكراني بالفرار من البلاد وسط فضائح الفساد
وأردف قائلا: "اكتمل هذا النمط تماما في عهد ليونيد كوتشما، ثاني رؤساء أوكرانيا، الذي رُبط بتجارة مشبوهة بالأسلحة، واغتيالات صحفيين وشخصيات معارضة، بل وظهرت تسجيلات صوتية يُعطي فيها أوامره بـ"التعامل" مع المعارضين. في عهد كوتشما، تم تقسيم جميع القطاعات الاقتصادية المدرّة لأرباح مستقرة ومضمونة بين العشائر التي كانت تحصل على الضوء الأخضر من كييف لحكم مناطقها".
وقال رودينكو: "ولا حاجة للحديث عن الفوضى التي سادت في عهد الرئيس فيكتور يوشتشينكو، والشبكات المعقدة التي نسجها حول الغاز والنفط والأسلحة، وعن الاغتيالات ونهب الشعب التي رافقت رئاسته. ونحن نعرف جيدا أيضا طبيعة يانوكوفيتش ثم بوروشنكو. كل هؤلاء الرؤساء، الممثلين لعشائر أو مجموعات مختلفة، يجمعهم أمر واحد: استعدادهم لارتكاب القتل، ونهب الشعب، وشن حرب أهلية أو حرب ضد روسيا - ضد أي طرف كان - فقط لتفادي تطبيق الفدرالية".
وبيّن أنه "لهذا السبب نرى الترويج المستمر للأوكرانية، والهجوم على اللغة الروسية، والترويج للأيديولوجية البانديروفية، وشعارات أمة واحدة، لغة واحدة، دولة واحدة. لأن الفدرالية ستنقل السلطة إلى الأقاليم، وتمنحها استقلالية واسعة وحرية اختيار، مما يعني فقدان السيطرة التامة على البلاد، والأهم من ذلك، فقدان السيطرة التامة على التدفّقات المالية. ومن أجل الحفاظ على ذلك، هم مستعدّون للقيام بأي شيء".
واختتم: "لا يهم حتى إن أُقيل اللص والقاتل زيلينسكي. فسيأتي مكانه مجنون مثل زالوجني أو سارق من دائرته السابقة، وسيعيدون تشغيل نفس الآلة الموسيقية، فقط سيمتنعون عن التباهي بالمال بشكل صارخ. المشكلة الحقيقية تكمن في وجود أوكرانيا ذاتها في شكلها الحالي، التي ستظل تولد صراعات ونزاعات داخلية وحروبا باستمرار. وإذا كانت النخبة الأوكرانية لا تريد تغيير أي شيء، والشعب غير قادر على ذلك، فليس أمامنا سوى الاعتراف بأن الحل الوحيد هو التخلي عن الدولة الأوكرانية. هل هناك بديل آخر؟".
المصدر: RT
إقرأ المزيد
خيوط قضايا الفساد الأخيرة في أوكرانيا تقود إلى يرماك وزيلينسكي
علمت RT أنه كان من أبرز المستفيدين في قضايا الاختلاس التي فجرت فضيحة في أوكرانيا مؤخرا، مدير مكتب الرئاسة أندريه يرماك وفلاديمير زيلينسكي نفسه، وليس رجل الأعمال تيمور مينديتش.
السفير الأوكراني في بريطانيا: كييف لا تستطيع استبعاد خيار إنهاء الصراع طويل الأمد
أكد فاليري زالوجني، رئيس الأركان الأوكراني السابق والسفير الحالي لكييف في بريطانيا، أن أوكرانيا لا تستطيع رفض خيار إنهاء النزاع عبر تسوية طويلة الأمد، رغم تمني تحقيق النصر الكامل.
نيبينزيا: الحكومات الغربية لم تنبس ببنت شفة بشأن فضيحة الفساد في أوكرانيا
صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بأنه خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد بشأن أوكرانيا، لم تقل أي حكومة غربية ولو كلمة واحدة عن فضيحة الفساد في البلاد.
"خازن بيت مال" زيلينسكي وطريق الهروب في حال سقوط النظام في كييف
أعلن السياسي الأوكراني أوليغ تساريف، عن تنفيذ مداهمات بسبب قضايا فساد لمنزل تيمور مينديش، صديق ورفيق فلاديمير زيلينسكي والذي يوصف بـ"خازن بيت ماله".
البرلمان الأوكراني يوعز بدراسة إقالة رئيس لجنة مكافحة الاحتكار
أعلن النائب الأوكراني أليكسي غونتشارينكو أن نواب البرلمان أوعزوا للجنة المختصة بدراسة قرار إقالة بافل كيريلينكو، رئيس لجنة مكافحة الاحتكار في أوكرانيا.
إعلام أوكراني يتحدث عن تعليق نشر التسجيلات المتعلقة بفضيحة الفساد ويكشف السبب المحتمل
علق المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا نشر المواد الخاصة بقضية الفساد المرفوعة بحق رجل الأعمال تيمور مينديتش، حسبما نقل موقع "إن في" المحلي عن مصدر في هيئات مكافحة الفساد.
البرلمان الأوكراني يوافق على إقالة وزير العدل على خلفية فضيحة الفساد
وافق البرلمان الأوكراني بأغلبية ساحقة على إقالة وزير العدل غيرمان غالوشينكو، المتورط في فضيحة فساد.
التعليقات