هل يسقط دافعو الضرائب ممداني من عمدة نيويورك؟ (فيديو)

وقال عباس خلال حديثه في برنامج "قصارى القول" مع سلام مسافر عبر قناة RT عربية: "اللحظة التي انتخب فيها زهير ممداني مهمة أكثر من هويته، وهو اختصرها في جملة قالها في خطابه عندما ذكر دونالد ترامب دون توصيفه بالرئيس: "أعلم أنك تسمعني الآن، ارفع الصوت"، في رسالة تؤكد أن مدينة نيويورك بناها المهاجرون، ومن الآن سيحكمها مهاجر مسلم".

وأضاف "الولايات المتحدة الآن تعيش لحظة يمينية شديدة التطرف، عنوانها معاداة الهجرة والمهاجرين وشيطنتهم، علماً أن هذا البلد بناه المهاجرون ومنه نشأت فكرة التنوع، ولذلك ركز ممداني في حملته الانتخابية على عدة نقاط، منها ملف المهاجرين مع تحول دائرة الهجرة إلى مؤسسة قمعية عسكرية تتولى اعتقال المهاجرين من بيوتهم".

وتابع "لم يؤكد ممداني على هويته في الحملة الانتخابية، بل شدد على قيم التسامح والمساواة والعدالة الاجتماعية في وقت تهمل فيه الدولة الفقراء من أجل إثراء الأغنياء، وممداني كان ضد سلوك الأثرياء لا هم أنفسهم، ولذلك هنالك تعاطف كبير في نيويورك وخارجها مع رسالته، في وقت يصنف من رافضيه في صندوق وخانة الشيوعية، علماً أنه ليس كذلك، بل ينتمي إلى اليسار داخل الحزب الديمقراطي منذ زمن طويل".

وأضاف عباس: "هؤلاء نفسهم أطلقوا عليه اسم رجل ذي خطابات شعبوية، لكن من يتأمل برنامجه والأرقام التي يقدمها سيلاحظ أن أسلوبه ليس كذلك، فالشعبوية عادة ما تستثمر في غضب الناس من أجل إسقاط المؤسسات وتقليل قيمتها دون وجود أجندة حقيقية، والعمدة الجديد يسعى إلى إصلاح المؤسسات وفق نموذج إسكندنافي للرأسمالية المؤنسنة التي لا تهتم بالربح كمعيار أساسي".

واستطرد "تكمن أهمية ما يقوم به ممداني في الذهاب إلى أقصى يسار الحزب الديمقراطي، وذلك مخاطرة ومغامرة، وسنرى إذا ما سينجح في لحظة يعود فيها الحزب إلى جذوره التاريخية أي التركيز على العمال والعائلات الفقيرة والضعفاء وليس على رجال الأعمال".
وأوضح أن "الخطر الأكبر على برنامجه، يكمن في اعتماده على ضرائب تأتي من 1% فقط من عدد السكان، وهم الأثرياء. إذا شعر هؤلاء بالخوف ورحلوا وغادروا نيويورك، أعتقد أنه سيكون في موقف صعب".