تعمّ المدن الهندية أجواء البهجة مع انطلاق الاحتفالات الواسعة بعيد ديوالي أو "مهرجان الأضواء"، أحد أكثر الأعياد الهندية تألقا وأهمية، والذي يرمز إلى انتصار النور على الظلام والخير على الشر.
يصادف الاحتفال هذا العام يومي 20 و21 أكتوبر، لكن الشوارع الهندية اكتست بالألوان والزينة المبهرة منذ أيام، حيث بدأ الناس يتبادلون الهدايا ويشعلون الشموع البنغالية ويطلقون الألعاب النارية التي تضيء السماء بألوانها البراقة.
أصل التسمية
يرتبط اسم ديوالي بالكلمة السنسكريتية "ديبافالي"، وتعني "صفّا من الأضواء".
الانتشار الجغرافي
لا يقتصر الاحتفال على الهند فحسب، إذ يُعدّ عطلة رسمية في عشر دول آسيوية أخرى من بينها نيبال، ماليزيا، سنغافورة، وموريشيوس، ما يعكس مدى انتشاره الثقافي والديني في المنطقة.
المدة والجذور التاريخية
يستمر ديوالي خمسة أيام، تتخللها طقوس وعادات ضاربة في القدم. ويذكر المؤرخون أن أقدم الإشارات إلى العيد وردت في النصوص السنسكريتية القديمة مثل «سكاندا بورانا»، وأن تاريخه يمتد لأكثر من 2500 عام.
الأساطير والدلالات الدينية
يُرتبط ديوالي بعدد من الأساطير الهندوسية المهمة. ووفقا لملحمة «رامايانا»، يُحتفل به في ذكرى عودة الملك راما إلى مدينته أيوديا بعد 14 عاما من المنفى وانتصاره على الشيطان رافانا، حيث أضاء السكان طريقه بآلاف المصابيح الزيتية.
كما تروي أسطورة أخرى انتصار الإله كريشنا على الشيطان ناراكاسورا، بينما تُكرَّم الإلهة لاكشمي، رمز الثراء والازدهار، إذ يُعتقد أنها تزور في هذا اليوم البيوت الأكثر نظافة وإشراقا.
التباين الإقليمي في الطقوس
تختلف مظاهر العبادة من منطقة إلى أخرى. ففي غرب البنغال تُكرَّم الإلهة كالي، بينما يركّز جنوب الهند على انتصارات كريشنا، ويؤدي سكان شمال البلاد صلوات البوجا المخصصة لراما، الذي يُعد رمزاً للفضيلة والعدالة لدى مئات الملايين من الهندوس.
تنوع الاحتفالات
تتنوع طقوس الاحتفال من ولاية إلى أخرى. ففي كيرالا الجنوبية يكتفي الناس بإضاءة الشموع، بينما تتحول مدن الشمال والغرب إلى ساحات للألعاب النارية والمفرقعات. وتشمل العادات تنظيف المنازل بعناية، ورسم تصاميم رانغولي الملونة عند المداخل، وتبادل الحلويات والهدايا.
وتبلغ الاحتفالات ذروتها بإشعال مصابيح "ديا" الطينية، التي ترمز إلى اتحاد الجسد والعقل والروح — إذ يمثل الطين الجسد الفاني، والزيت العقل والمعرفة، واللهب الروح الأبدية المنتصرة على الجهل.
أبعاد دينية واقتصادية متعددة
يمتاز ديوالي بكونه عيدا مشتركا بين الهندوس والجاينيين والسيخ والبوذيين، ما يجعله رمزا للوحدة الدينية في بلد متعدد الأعراق والمعتقدات.
أما في الأوساط التجارية، فيمثل العيد بداية السنة المالية الجديدة، ويترافق مع تقليد شعبي في شمال الهند يتمثل في ألعاب القمار ليلة المهرجان، إذ يُعتقد أنها تجلب الحظ والازدهار للعام القادم.
المصدر:RG.ru