وطالت حملة الاعتقالات متظاهرون شاركوا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين نظمتها حركة "دافعوا عن هيئات المحلفين" (Defend Our Juries) في ميدان ترافالغار، دعما لحركة Palestine Action التي حظرتها الحكومة البريطانية في يوليوالماضي.
وقالت شرطة لندن (المتروبوليتان) في بيان، إن 488 شخصا تم توقيفهم لدعم منظمة Palestine Action، مشيرة إلى أن أعمار الموقوفين تراوحت بين 18 و89 عاما، فيما أُوقف آخرون بتهم تتعلق بالإخلال بالنظام العام.
ورغم دعوات رسمية لتأجيل المظاهرات عقب هجوم على كنيس يهودي في مانشستر يوم الخميس، خرج المتظاهرون إلى الشوارع رافعين شعارات مناهضة لـ"الإبادة في غزة"، ومنددين بحظر الحكومة البريطانية لحركة Palestine Action التي تعرف بحملاتها ضد الشركات المتورطة في توريد الأسلحة لإسرائيل.
وخلال الوقفة الصامتة في ميدان ترافالغار، قرأ المحتجون أسماء أطفال فلسطينيين قتلوا في العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما نشرت الشرطة أكثر من 1500 عنصر أمن لتفريق التجمع. وشهدت التظاهرة لحظات توتر بعد أن اعتقلت الشرطة عددا من المشاركين، بينهم قس مسيحية كانت تحمل لافتة كتب عليها: "أعارض الإبادة.. وأدعم فلسطين".
وقالت الناشطة زوي كوهين، وهي إحدى المشاركات اليهوديات في المظاهرة، إن "الحزن على ضحايا الهجوم في مانشستر لا يتعارض مع الحزن على الفلسطينيين الذين يُقتلون ويجَوّعون في غزة"، مؤكدة أن إلغاء الوقفة "كان سيعني ترك الخوف ينتصر".
وانتقدت منظمة العفو الدولية في بريطانيا (Amnesty UK) الاعتقالات، ووصفتها بأنها "انتهاك لالتزامات المملكة المتحدة في مجال حقوق الإنسان"، مؤكدة أن "الجلوس السلمي ورفع لافتات لا ينبغي أن يكون جريمة".
وفي مدينة مانشستر، خرجت تظاهرة مماثلة قرب كاتدرائية مانشستر بدعوة من "أصدقاء فلسطين في مانشستر"، شارك فيها نحو مئة شخص لإحياء ذكرى مرور عامين على الإبادة الجماعية في غزة.
ومنذ أن صنفت الحكومة البريطانية Palestine Action كـ"منظمة إرهابية"، أصبحت العضوية في الحركة أو دعمها جريمة جنائية يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاما.
ومنذ صدور قرار الحظر، شهدت بريطانيا موجة احتجاجات واسعة ضد القرار، وسط اتهامات للسلطات بـ"قمع التضامن مع فلسطين" واستخدام قوانين الإرهاب لتجريم النشاط السياسي السلمي.
وتم حظر هذه الحركة بعد أن تسلل ناشطون إلى قاعدة بريز نورتون، أكبر قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، في أوكسفوردشاير، وألحقوا الضرر بطائرتي إيرباص فوياجر للتزود بالوقود. ويؤكد الناشطون أن الدافع وراء تصرفهم هذا كان رحلات سلاح الجو الملكي اليومية من بريز نورتون إلى قاعدة أكروتيري في قبرص، التي ووفقا لهم كانت تستخدم في العمليات العسكرية في غزة.
المصدر: BBC