ورغم تأكيد الشرطة أن الوفيات ناجمة عن أسباب طبيعية، أمراض مزمنة أو حالات انتحار، ازدهرت نظريات المؤامرة بين أنصار الحزب مع اقتراب موعد الاقتراع.
وأوضحت سلطات الشرطة في عدد من المقاطعات أنه لا توجد أي مؤشرات على وجود شبهة جنائية في أي من الحالات المبلّغ عنها. كما أكدت وزارة الداخلية في الولاية أن مرشحين من أحزاب أخرى، مثل حزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي، توفوا أيضا بعد تسجيل ترشحهم، وفق ما أفادت مجلة دير شبيغل الألمانية.
ورغم هذه التوضيحات، أثارت وفاة أربعة مرشحين أساسيين ومرشحَين من قوائم الاحتياط حالة من القلق على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى وقود لنظريات المؤامرة التي ربطها البعض بما وصفوه بـ"تصفية سياسية".
وفي لقاء مع بودكاست "Berlin Playbook" على منصة "بوليتيكو"، قال نائب رئيس الحزب في الولاية، كاي غوتشالك: "لا يوجد حتى الآن ما يدعو للاعتقاد بأن هذه الوفيات ليست مجرد مصادفة"، وأضاف: "نريد إجراء تحقيق في الحالات، دون الانجرار مباشرة إلى فخ نظريات المؤامرة. الثقة جيدة، لكن السيطرة أفضل".
ورغم دعوات التهدئة، أسهمت شخصيات بارزة في الحزب في تغذية الشكوك. وشاركت الرئيسة المشاركة للحزب، أليس فايدل، منشورا على منصة "إكس" تضمن تصريحا للخبير الاقتصادي ستيفان هومبورغ، قال فيه إن عدد الوفيات "شبه مستحيل إحصائياً".
وأشار غوتشالك إلى ما وصفه بـ"الضغوط النفسية الهائلة" التي يتعرض لها مرشحو الحزب، مؤكداً أن بعضهم يواجه مقاطعة من الأصدقاء أو تهديدات من جماعات يسارية مثل "أنتيفا"، وأن الزوجات أحيانا تضغطن على أزواجهن لثنيهم عن الترشح باسم الحزب.
وأدت هذه الوفيات إلى إلغاء بطاقات اقتراع بريدية في بعض المناطق. ففي مدينة باد ليبسبرينغه، أعلنت السلطات وفاة المرشح ستيفان بيريندس، ما أدى إلى إلغاء أصوات 133 ناخبا. وبحسب قانون الانتخابات المحلية، إذا توفي مرشح قبل موعد الاقتراع، يجب إعادة طباعة بطاقات الاقتراع وقد يطلب من الناخبين المبكرين الإدلاء بأصوات جديدة.
وتعد ولاية شمال الراين-وستفاليا أكبر ولايات ألمانيا من حيث عدد السكان، إذ يعيش فيها نحو 18 مليون نسمة، ويقدر عدد المرشحين للانتخابات المحلية بأكثر من 20 ألفاً. وفي الانتخابات الاتحادية الأخيرة في 23 فبراير، حل حزب البديل من أجل ألمانيا في المرتبة الثانية بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات. وتشير استطلاعات حديثة إلى أن الحزب قد يكون اليوم في صدارة المشهد الحزبي الألماني، ما يثير قلق الأحزاب التقليدية وعلى رأسها الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU).
وبعد الإعلان عن وفاة سبعة أعضاء من حزب البديل، أدلت رئيسة الحزب أليس فايدل بتصريحات علنية للمرة الأولى. وفي مقابلة، تحدثت عن "تحقيق داخلي" وحذرت في الوقت نفسه من التكهنات.
وأكدت فايدل أن الاتهام بنظرية المؤامرة يُطرح بسرعة بمجرد الإشارة إلى تكرار الحالات حتى لو كان مجرد احتمال إحصائي، ولهذا السبب قالت إنها تتصرف في تصريحاتها "بحذر شديد جداً".
وبحسب فايدل، فقد تم الاتصال مباشرة بعائلات المتوفين للحصول على مزيد من المعلومات حول الظروف، وتشير المعطيات الحالية إلى أن من بين الحالات كان هناك انتحار، كما توجد دلائل على وجود أمراض سابقة لدى بعض الأشخاص المتوفين.
ومن جانب مجلس إدارة ولاية شمال الراين-وستفاليا، تم الإشارة إلى أنه لا يفترض حاليا وجود "تدخل خارجي"، وحتى الآن لا توجد دلائل على ذلك.
وفي الوقت نفسه، اعترفت رئيسة الحزب بأن عدد الوفيات السبعة في فترة قصيرة يجب النظر إليه "بدقة كبيرة بالطبع"، ومع ذلك لم يتم إصدار تقييم نهائي بعد.
المصدر: RT + وكالات