ويواجه زيلينسكي وضعا لا يحسد عليه في المسار الدبلوماسي والعسكري، حيث تتقدم القوات الروسية بوتيرة متزايدة على خط الجبهة، والمشاكل الداخلية في القوات الأوكرانية ازدادت حدتها مؤخرا، وفي السياق السياسي فإن قمة ألاسكا المصيرية يوم الجمعة قد تحدد مصيره.
وحاول زيلينسكي التقليل من المكاسب الروسية الأخيرة وأجرى اتصالات مع قادة أوروبا وخارجها لتفادي أي نتائج غير مواتية في قمة ألاسكا. وبعد سلسلة من المكالمات غير المجدية خلال الأشهر الستة الماضية، كان ترامب متلهفا لمقابلة بوتين وجها لوجه لمعرفة مدى استعداده للسلام، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو يوم الثلاثاء: "يشعر الرئيس أنه يجب أن ينظر إلى هذا الرجل (بوتين) عبر الطاولة.. وقال أريد النظر في عينيه. أعتقد أننا سنعرف في بداية الاجتماع ما إذا كانت هناك فرصة للنجاح أم لا".
في غضون ذلك، يزداد قلق زيلينسكي والقادة الأوروبيين من أن يوافق ترامب على مطالب بوتين الصارمة عندما ينظر في عينيه. وقال مسؤول أوكراني: "حتى الآن، لا أحد يعرف ما يريد ترامب تحقيقه من بوتين يوم الجمعة. لا نعرف مدى تأثيرنا على ترامب، لكن علينا الاستمرار في المحاولة".
وشهدت الأيام الأخيرة تطورات محيرة للمسؤولين الأوكرانيين. وكان ترامب على وشك الإعلان عن عقوبات قاسية على روسيا الجمعة الماضية، لكنه أعلن بدلا من ذلك أنه سيرحب ببوتين على الأراضي الأمريكية.
في غضون ذلك، حققت القوات الروسية أحد أسرع تقدماتها خلال الـ48 ساعة الماضية. وادعى زيلينسكي الثلاثاء أن التقدم محدود وتكتيكي، يهدف إلى تشكيل التصورات قبل قمة ترامب-بوتين. وقال: "سيعالج الجيش هذا الأمر".
وتظهر استطلاعات الرأي أن الشعب الأوكراني، الذي كان يريد القتال حتى النصر، يبحث الآن عن فرص السلام. وجد استطلاع "غالوب" أن 69% يريدون صفقة "في أقرب وقت ممكن"، بينما وجد معهد كييف للدراسات الاجتماعية تزايدا في الانفتاح - وإن لم يكن أغلبية - على الشروط التي اقترحتها إدارة ترامب سابقا.
وبحسب "أكسيوس"، بينما لم يوقف ترامب إرسال الأسلحة لأوكرانيا، فإنه يعرضها الآن للبيع على دول "الناتو" بدلا من إرسالها مباشرة لكييف مما يزيد من غموض مستقبل الشحنات. ويجادل المسؤولون الأمريكيون بأنه إذا بدا خطاب ترامب مؤيدا لروسيا أحيانا، فذلك لأنه يعتقد أن هذا النوع من الرسائل العامة سيساعده في تحقيق صفقة.
وأضاف مسؤول أمريكي أنه حتى لو فشلت الجهود الدبلوماسية، فسيواصل ترامب بيع الأسلحة لدول الناتو لأوكرانيا. وقال: "ربما لا يستطيع ترامب تحقيق ذلك، لكنه سيبذل قصارى جهده".
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أمس الثلاثاء للتحضير للقمة، وأكد الجانبان التزامهما بضمان نجاح اللقاء.
المصدر: RT + وكالات