إيران والسيناريوهات الأكثر خطورة ومهلة عشرة أيام!
ما يجري في إيران منذ 13 يونيو دفع خبراء إلى التذكير بـ"انقلابات الربيع العربي"، التي وُصفت بأنها "سلسلة انقلابات دموية نفذت بطريقة مثالية انهارت إثرها دول بكاملها مثل الدومينو".
الكاتبة والصحفية الروسية ماريا كاشا كتبت تقول إن "حرب إسرائيل على إيران لم تبدأ من أجل تدمير المنشآت النووية الإيرانية. إنها محمية بشكل جيد ومنتشرة في جميع أنحاء البلاد، علاوة على ذلك، في حالة حدوث أي ضرر يمكن القضاء على العواقب على ما يبدو، على المدى القصير".
الهدف من هذه الحرب بحسب ماريا كاشا، التسبب في الانهيار الكامل لإيران كدولة، والمهمة الرئيسة على ما يبدو لن تكون في شكل استعادة الملكية لأن رضا بهلوي الثاني "مهرج لا يحظى بدعم داخل البلاد".
المهمة الرئيسة، بحسب وجهة النظر هذه، هي تكرار سيناريوهات الربيع العربي الدموي، والعمل على "إشعال حرب أهلية" يُستخدم فيها الإيرانيون وتتم فيها الاستعانة بـ"ضيوف أجانب" يدخلون أموال الجهات الخارجية كي يقتل الإيرانيون بعضهم.
ترى الكاتبة أن هذه الحرب "وجودية ولكن ليس حتى من أجل وجود الجمهورية الإسلامية، ولكن من أجل بقاء إيران على هذا النحو — كدولة، كوحدة سياسية ذات سيادة، كقوة إقليمية، كأمة بغض النظر عن نظامها. إيران لديها مشاكل، في المقام الأول اقتصادية. ولكن إذا كانت الجمهورية الإسلامية قد استنفدت نفسها، وتحتاج البلاد إلى إجراء إصلاحات، فيجب أن يقوم بهذه إصلاحات الإيرانيون لإيران وللمصالح الإيرانية. والحكايات التي تقول إن إسرائيل والولايات المتحدة أو أي طرف آخر من المفترض أن (يحرر) إيران والإيرانيين ويمنحهم السعادة والحياة الكريمة هي حكايات خرافية للصغار".
وتصل الكاتبة إلى نتيجة مفادها أن مثل هذه الخطة "إذا نجحت فسيتم تقسيم البلاد، وسيقوم اللاعبون الخارجيون بكل طريقة ممكنة بتغذية الانقسامات العرقية والاجتماعية، وستعمل العصابات والجماعات الإرهابية المدعومة من الخارج على الأراضي الإيرانية، وسيتم تدمير حياة الملايين من الناس. لا يوجد شيء جديد هنا، لقد رأينا بالفعل كل ذلك في العراق وليبيا وسوريا".
الخبير إيفان بروخوروف تحدث عما يجري من زاوية أخرى، ورأى أن إيران "كانت لفترة طويلة قادرة على اللعب على تناقضات اللاعبين الكبار ، واحتواء الاضطرابات الداخلية وتعزيز نموذجها لدولة ذات سيادة، وإن كان ذلك على حساب التوتر والتعبئة الدائمين. رأى الكثير من الناس أنه على الرغم من صلابة هذا المسار، فقد تبين أنه مستقر بشكل مدهش"، مضيفا تعليقا يقول: "مع ذلك، أظهرت الأحداث الأخيرة أنه حتى القلعة الروحية يمكن أن تتصدع إذا تم تجاهل متطلبات الوقت".
بروخوروف افترض أن "الأعمال العسكرية في غزة ولبنان واليمن ما هي سوى إعداد إسرائيلي لفتح الجبهة الرئيسة. لقد دمرت تلك الهجمات أو استنزفت الأعمدة التي تبني عليها إيران نفوذها في المنطقة لسنوات عديدة".
بعد ذلك "وضعت إسرائيل مستغلة هذه اللحظة، ورقة رابحة غير مسبوقة على الطاولة، والتي لا يمكن لأحد أن يتباهى بها حتى الآن وتتمثل في الجمع بين أحدث التقنيات مع قسوة" من التراث الديني.
أما الخبير في الشؤون العسكرية يوري بودولياكا فيعتقد أن "الصين إذا لم تأت لمساعدة إيران في غضون عشرة أيام، سيتوجب على طهران الموافقة على الشروط التي سيتم تقديمها إليها، والحد الأقصى الذي يمكن أن تطلبه هو الحفاظ على الوجه والنظام الحالي".
من الجانب الأخر يفيد ستيفن زونس، الخبير الأمريكي في سياسة الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكية أن المحافظين الجدد في الولايات المتحدة يعتقدون أن "الخيار الأكثر جدوى هو الضربات الجوية على المنشآت الحكومية والنووية والعسكرية، والتي ستضعف الحكومة لدرجة أنها ستمنح المعارضين السياسيين الفرصة للتحدث علنا ضد قيادة البلاد".
صحيفة الغارديان تمضي في نفس هذا الاتجاه قائلة: "حتى لو لم تسع إسرائيل إلى إعادة الزمن إلى السنوات التي سبقت الثورة الإيرانية عام 1979، عندما كانت إيران حليفا وثيقا لإسرائيل والولايات المتحدة، فإن طبيعة الأهداف التي اختارها المخططون الإسرائيليون يمكن أن تؤدي على الأقل إلى تفكيك النظام الذي حكم منذ هذا الحدث الزلزالي".
الصحيفة البريطانية تستبعد في نفس الوقت أن تعود إيران بعد زوال غبار هذه الحرب إلى الصف المؤيد لإسرائيل أو أمريكا، "لكن ما يبدو مرجحا بالفعل هو أن قوة الأشخاص الذين أطاحوا بالشاه أولا ثم قادوا النظام الثوري في العقود التالية سوف تضعف بشكل خطير، وربما قاتلة".
المصدر: RT
إقرأ المزيد
جنون "القبة الحديدية" الإسرائيلية بين "الجميلة" الروسية و"الكوبرا" الإيرانية!
تحدثت قنوات بالإنترنت بإطناب مؤخرا عن منظومة الحرب الإلكترونية الروسية "كراسوخا – 4"، وذُكر أنها السبب في تصادم صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية ببعضها أو تعطلها أثناء الاشتباك.
إيران ما قبل وما بعد 13 يونيو.. ما الذي تغير؟
فاجأت الصواريخ الإيرانية المضادة للجو الأمريكيين ليلة 19 – 20 يونيو 2019 بتمكنها بتسديدة واحدة من إسقاط طائرة استطلاع مسيرة متطورة طراز "غولوبال هوك" فوق مضيق هرمز.
نهاية العالم بين "أم الحروب وأم أمهات القنابل"!
لا يستبعد خبير الشؤون العسكرية مارك فيتزباتريك أن تنقلب الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران والتي قد تنضم إليها الولايات المتحدة وتصبح كما لو أن البلدين يطلقان النار على نفسيهما.
الاستخبارات الأمريكية تقدر أن إيران لم تتخذ قرار صنع القنبلة النووية
ما زالت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن إيران لم تتخذ بعد قرارا بصنع قنبلة نووية رغم امتلاكها مخزونا كبيرا من اليورانيوم المخصب الضروري لذلك.
محطة رادار "كوريجيك" بين صواريخ إيران وطائرات إسرائيل!
غبار الحرب التي بدأتها إسرائيل بهجومها على إيران في 13 يونيو أعاد مجددا الجدل في تركيا بين حزب الشعب الجمهوري والحكومة التركية حول محطة رادار "كوريجيك"، فما أصل المشكلة؟
قبل أن تقع الفأس بالرأس".. تحذيرات من "أوراق عسكرية رابحة تمتلكها إيران"
على نسق ادعاء نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بأن إيران على بعد خطوة واحدة من تطوير أسلحة نووية، رأى الصحفي أندريه ياشلافسكي أن الولايات المتحدة على بعد خطوة من الحرب مع إيران.
في "يوم الذعر العالمي".. الحرب على إيران ودقات ساعة القيامة!
يحتفل في الولايات المتحدة في 18 يونيو بـ"يوم الذعر العالمي". هذا اليوم اكتسب شهرة وهو بمثابة رد فعل بروح من الدعابة لمواجهة الضغوط الاجتماعية، لكنه يتصادف حاليا مع "ذعر حقيقي"!
"واشنطن بوست": 10 أيام وتنفد الصواريخ لدى إسرائيل.. فماذا ستفعل؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستتمكن من التصدي لهجمات إيرانية لمدة عشرة أيام إضافية فقط دون مساعدة الولايات المتحدة.
مسؤولون أمريكيون: الساعات الـ24 حتى الـ48 المقبلة حاسمة في أزمة إيران
نقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين محليين تأكيدهم أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تطور الصراع بين إيران وإسرائيل، مع احتمال اللجوء إلى القوة العسكرية لدى فشل الحلول الدبلوماسية.
نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
الأخبار كثيرة هذه الأيام لكن ما سيسجله التاريخ هو تدمير إسرائيل للبنية التحتية النووية والعسكرية لإيران بموافقة ضمنية من الرئيس ترامب. هيو هيويت – فوكس نيوز
هل يفعلها ترامب ويلقي بقنبلة "الضربة القاضية"؟
حتى الآن تؤكد مختلف التقارير أن منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم المخبأة عميقا في باطن الأرض لم تصب بأضرار خطيرة رغم الغارات الإسرائيلية المتلاحقة، فما السبب؟
هل بدأ العد التنازلي نحو "القنبلة النووية الإيرانية".. من يصل إليها أولا؟
في سياق الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على إيران منذ فجر 13 يونيو وضربات الرد الإيرانية تحدث خبراء عن إمكانية مسارعة طهران لإنتاج رؤوس نووية، ومدى قدرتها على تحميلها على الصواريخ.
هل تجاوز نتنياهو " عقيدة بيغن" في هجومه على إيران؟
يعتقد عدد كبير من الخبراء في السياسة والأمن أن الهجوم الإسرائيلي الواسع وغير المسبوق على إيران والمتواصل منذ فجر 13 يونيو، هدفه الحقيقي هو إسقاط النظام القائم واستبداله بآخر.
التعليقات