تفاصيل مجهولة عن حادثة الفرقاطة الأمريكية "ستارك" ومصير الطيار العراقي المهاجم
أحاط الغموض لسنوات طويلة جوانب من حادثة قصف طائرة حربية عراقية فرقاطة أمريكية في الخليج في 17 مايو 1987، ما أدى إلى تدمير قسم منها ومقتل 37 بحارا وإصابة 21 آخرين.
أغلب المعلومات تذكر أن العملية نفذتها طائرة عراقية من طراز ميراج "إف -1 كيو إي" خلال الحرب العراقية الإيرانية في فترة حرب ناقلات النفط، باستخدام صاروخين فرنسيين مضادين للسفن من طراز "إكزوسيت"، وأن طائرة إنذار مبكر سعودية من طراز "أواكس" رصدت اقترابها وأبلغت الفرقاطة الأمريكية بتحركاتها.
الطائرة العراقية المهاجمة حلقت على ارتفاع منخفض وأطلقت الصاروخ الأول من مسافة 35 كيلو مترا، ثم أطلقت بعد ذلك صاروخا ثانيا من مسافة 24 كيلو مترا.
صاروخ "إكزوسيت" الأول أصاب جانب الفرقاطة "سترك" وعلق داخل الهيكل ولم ينفجر، وأصاب الصاروخ الثاني السفينة الأمريكية في نفس المكان تقريبا، وانفجر قرب مقصورة لكبار الضباط وقتل على الفور 35 شخصا من أفراد الطاقم، واندلع حريق بالسفينة.
بعد ساعة من الهجوم، وصلت إلى مكان الحادث المدمرتان الأمريكيتان "واديل" و"كونينغهام"، وقامتا بإخلاء الجرحى وتقديم الإسعافات إليهم، ثم جرتا الفرقاطة الأمريكية المعطوبة إلى ميناء المنامة.
القصة الشائعة ركزت على أن الفرقاطة الأمريكية تعرضت للقصف بصاروخ فرنسي مضاد لسفن مرتين، وأن الطائرة الوحيدة في سلاح الجو العراقي وقتها القادرة على ذلك هي الميراج "إف – 1"، إلا أن شكوكا دارت حول هذا الأمر لأن الفرقاطة كانت رصدت إشارات ردار "سيرانوفي" الذي في العادة يركب على مقاتلات تحمل صاروخا واحدا فقط من طراز "إكزوسيت"، ما دفع إلى الاعتقاد بأن طائرة ثانية شاركت في الهجوم.
تبين لاحقا من مصادر عراقية أن الطائرة التي نفذت الهجوم من طراز "فالكون 50"، وهي طائرة فرنسية الصنع خاصة برجال الأعمال تم تحويلها إلى طائرة حربية قادرة على حمل صاروخين مضادين للسفن طراز "إكزوسيت".
الطائرة المعدلة أطلق عليها رسميا اسم "اليرموك"، فيما أطلق عليها الطيارون اسم "سوزانا".
مصير الطيار العراقي الذي نفذ الهجوم:
الرواية الرسمية العراقية ذكرت أن الطيار أخطأ واعتقد أنها ناقلة نفط إيرانية نظرا لأنها كانت تبحر قرب منطقة الحظر التي فرضها العراق.
الطيار العراقي الذي نفذ المهمة هو المقدم طارق عبد اللطيف السعدون، وهو صاحب خبرة طويلة في قيادة طائرات "ميغ – 23"، إلا أنه تدرب لاحقا على قيادة طائرة "فالكون 50" المعدلة.
مسؤولون أمريكيون وقتها صرحوا بأن قائد الطائرة الحربية العراقية لم يتصرف بأوامر من حكومته، وزعموا أنه أعدم، فيما نُقل عن ضابط في سلاح الجو العراقي نفيه لهذا الأمر.
علاوة على ذلك، قيل إن العراق رفض طلبا أمريكيا لمقابلة هذا الطيار وسماع روايته عن الحادثة. في نفس الوقت اعتذرت بغداد وقتها عن الحادث، ودفعت تعويضات إجمالية بقيمة 400 مليون دولار.
في أوقات لاحقة، ذكرت مصادر عراقية أن المقدم طيار طارق عبد اللطيف السعدون اغتيل من قبل مجهولين أطلقوا عليه 7 رصاصات أثناء توجهه من قاعدته الجوية إلى بيته. حدث ذلك في 3 يونيو 1987، أي بعد الهجوم على ستارك بسبعة عشر يوما.
غلين بريندل، قائد الفرقاطة الأمريكية "ستارك"، اتهم بتجاهل التحذيرات، وعدم تشغيل نظام المدفعية المضادة للطائرات "فولكان فالانكس" في الوقت المناسب، وعدم اتخاذ إجراءات لإسقاط الصاروخين اللذين أطلقا على السفينة. لجنة تحقيق خاصة اوصت بمحاكمة قائد القطعة البحرية الأمريكية، لكن تم الاكتفاء بتنحيته عن القيادة وتوبيخه كتابيا، وانتهى عمله في البحرية الأمريكية بتقاعده في عام 1990.
الأمريكيون في ذاك الحين تقبلوا الاعتذار العراقي، وألقوا بالمسؤولية عن الحادث على إيران. الرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريغان صرّح متحدثا عن الجيش العراقي بقوله: "نحن لم نعتبرهم أعداء على الإطلاق والشرير في هذه القصة هو إيران".
المصدر: RT
إقرأ المزيد
"النجمة المظلمة".. قفزة في عالم الطيران (صور)
دفع تصميم القاذفة الاستراتيجية "دي سي بي" الخبراء إلى إطلاق عدة أسماء مهيبة عليها منها "النجمة المظلمة" و"القيامة السوداء" و"ما وراء الحدود"، ووصفها بانها مقاتلة من "حرب النجوم".
العملية العسكرية التي "ضربت كل المنطق"
تعد معركة "باغراتيون" واحدة من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، يكفي للدلالة على ذلك أن أكثر من مليوني ونصف المليون جندي وضابط شارك فيها من الجانبين.
سجالات "حرب الظل" بين إيران وإسرائيل!
غرقت السفينة "أي أر أي إس خرج"، وكانت تعد أكبر سفينة في القوات البحرية الإيرانية في خليج عمان في 2 يونيو 2021 بالقرب من ميناء "جاسك" بعد حريق استمرت جهود إطفائه 20 ساعة.
السحل بالأفيال.. السر وراء جحافل روما التي لا تقهر
فرض الانضباط في روما القديمة بالحديد والنار، وكان الموت ينتظر كل من تصدر عنه بادرة تمرد أو وهن، وعدت الأساليب العقابية الرهيبة أحد أسس القدرات القتالية العالية للجحافل الرومانية.
"هبوط الساحة الحمراء".. أسرار مغامرة جوية أطاحت بقيادات الدفاع الجوي السوفيتي
تظهر العديد من الصدف الغريبة في رحلة الألماني ماتياس روست، بطائرته الخفيفة "سيسنا 172 سكاي هوك" انطلاقا من فنلندا وانتهاء بالهبوط قرب الساحة الحمراء في موسكو في 28 مايو 1987.
السفينة التي لم تختفِ.. كيف ظلّت "بسمارك" محفوظة تحت ضغط المحيط؟
بعد ملاحقة طويلة وهجمات بريطانية محمومة بالطوربيدات من البحر والجو، غرقت البارجة الألمانية "بسمارك" في 27 مايو 1941 قبالة سواحل إيرلندا وهوت إلى القاع على عمق حوالي 5 كليو مترات.
"الفارس الروسي".. الطائرة التي سبقت عصرها بمئة عام
ارتفعت في سماء مدينة سان بطرسبورغ في 26 مايو 1913 طائرة "الفارس الروسي"، الأكثر ثقلا في العالم والأولى المزودة بأربعة محركات، وكان ذلك بداية ظهور الطيران بعيد المدى.
تايلاند بين الأصفر والأحمر وكلب برتبة مارشال!
شهدت تايلاند الجنة السياحية الآسيوية في 22 مايو 2014 الانقلاب العسكري الثاني عشر منذ أن تحولت إلى ملكية دستورية، حينها أطيح برئيسة وزراء كان شقيقها تعرض لنفس المصير في عام 2006.
اصطدام بـ"غواصة مجهولة" في أعماق المحيط
رصدت الغواصات السوفيتية على مدى عقود الكثير من الظواهر الغريبة في بحار ومحيطات العالم، ورويت وقائع عن لقاءات مع أجسام مجهولة في الجو وفي الماء، وذات مرة حدث اصطدام خطير معها.
حريم السلطان واللعنة القاتلة!
تمتلئ حادثة مقتل السلطان العثماني الصغير عثمان الثاني بطريقة بشعة في 20 مايو 1622 بالكثير من المؤامرات وسطوة حريم السلطان ونفوذ الإنكشارية.
عندما أخرج باول المارد من "الأنبوب" لقتل صدام وتدمير العراق
مرت 22 عاما على بداية الغزو البري الأمريكي للعراق في 20 مارس 2003 والذي انتهى باحتلاله وتدمير مقدراته وقلبه رأسا على عقب من دون أي مبرر عدا "أنبوب اختبار" كولن باول.
بغداد بين المغول ولعنة الدم الملكي!
تعرضت بغداد بعد سقوطها في يد المغول في 13 فبراير 1258 إلى دمار هائل إلى درجة أن آثاره ومضاعفاته كانت ملحوظة بعد مرور قرن تقريبا حين زارها الرحالة ابن بطوطة.
نكبات العراق بين "ثعلب الصحراء" و"الذيل الذي يهز الكلب"!
بطريقة منفردة ومن دون سند قانوني، أطلقت الولايات المتحدة في 16 ديسمبر 1998 حملة قصف واسعة على أهداف في العراق استمرت 4 أيام. عملية القصف أطلق عليها اسم "ثعلب الصحراء".
في ذكرى اعتقال الأمريكيين لصدام حسين.. "اعيدوا العراق كما كان وسأسامحكم"!
بعد مطاردة لعدة شهور، وإغراءات بـ 25 مليون دولار، تمكن الأمريكيون في 13 ديسمبر 2003 من القبض على صدام حسين بالقرب من مسقط رأسه تكريت. الحدث اكتمل بإعدامه في 30 ديسمبر 2006.
"أم المجازر" على أرض عربية.. قتل عمد عقوبته خفض راتب
بعد مرور حوالي 19 عاما على المذبحة التي نفذها جنود مشاة لبحرية الأمريكية في مدينة حديثة العراقية في 19 نوفمبر 2005، نُشرت صورها في الوقت الذي تلاشى فيه التأثير.
التعليقات