ويرى المراقبون أن نتائج هذه الانتخابات تتمتع بقيمة مهمة على الجغرافيا السياسية الإقليمية، نظرا للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به رومانيا على الجناح الشرقي لحلف الناتو، وهي (رومانيا) تشارك بشكل مكثف في دعم نظام كييف في مختلف المجالات. وقامت سلطات رومانيا بتزويد نظام كييف بمختلف الأسلحة والمعدات العسكرية بما في ذلك منظومة الدفاع الجوي باتريوت، وهي تضمن عبور حوالي 30 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عبر ميناء كونستانزا.
ويشار إلى أن سيميون طالما انتقد القيادة الروسية في مناسبات كثيرة، وأعرب عن اعتقاده بأن العقوبات الدولية ضد روسيا "غير كافية". ورغم أنه يعتبر روسيا الحالية تشكل التهديد لبعض الدول الأوروبية، وخاصة رومانيا ودول البلطيق وبولندا، إلا أنه يرى أنها لا تشكل تهديدا كبيرا للناتو لأن الخطر الوحيد على جناحه الشرقي يكمن في الانهيار المحتمل للحلف نفسه. وشدد سيميون على معارضته الشديدة لمساعدة أوكرانيا عسكريا، مؤكدا أنه لا يجوز أن تشارك رومانيا في أي حرب. وأكد أنه لا ينوي سحب البلاد من الاتحاد الأوروبي، لكنه ينوي تحقيق الانضمام الكامل إلى منطقة شنغين والدخول إلى مجموعة فيسيغراد. ويعتبر سيميون من الموالين للرئيس الأمريكي، وبعد فوز ترامب بمنصب الرئاسة، تحدث سيميون عن ضرورة المفاوضات للتسوية في أوكرانيا.
ومن المعروف أنه تم منع سيميون من دخول كل من أوكرانيا ومولدوفا. وتتهمه السلطات الأوكرانية بـ "القيام بأنشطة معادية لأوكرانيا" و"الترويج لضم أراض أوكرانية ذات أكثرية رومانية إلى رومانيا.
وجاء في المركز الثاني عمدة العاصمة بوخارست نيكوسور دان، بعد حصوله على 20.99% من الأصوات، وهو يؤيد الالتزام التام بالناتو والاتحاد الأوروبي، ويرى أن "دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا له أهمية حاسمة لأمن رومانيا". ويدعم هذا المرشح قيام رومانيا بتزويد نظام كييف بمنظومة باتريوت، ويدعو إلى تسهيل عبور الحبوب الأوكرانية. ويدعو عمدة بوخارست إلى تعزيز العقوبات ضد روسيا وزيادة الإنفاق الدفاعي في رومانيا من 2.5٪ إلى 3.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، وهو يعتبر رومانيا لاعبا رئيسيا على الجناح الشرقي للناتو.
المصدر: نوفوستي