في يوم الأحد 23 يناير 2022، خلال عظته الأسبوعية بساحة القديس بطرس، أعلن البابا فرنسيس عن يوم عالمي "للصلاة من أجل السلام" في 26 يناير للحيلولة دون تفاقم أزمة أوكرانيا، وقال حينها إن التوترات تهدد أمن أوروبا وتنذر بتداعيات خطيرة.
وفي 24 فبراير 2022، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا لنزع سلاح أوكرانيا والقضاء على النازية وحماية سكان دونباس من القصف والقتل والعنف الذي مارسته القوات المسلحة الأوكرانية ضد مواطنيها الذين رفضوا انقلاب عام 2014، وأعلنوا استقلالهم من جانب واحد.
في 10 مارس 2023، صرح البابا فرنسيس بأن روسيا "لا تتحمل وحدها مسؤولية الحرب في أوكرانيا"، واعتبر أن مصالح ما أسماها "الإمبراطوريات" العديدة هي من يحرك هذه الحرب. وأعرب البابا حينها عن استعداده للسفر إلى موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل الدعوة إلى السلام، وتابع: "إن الصراع تأجّج إثر مصالح استعمارية وليس بسبب النزعة الإمبراطورية الروسية فحسب، بل بسبب نزعة إمبراطوريات أخرى".
وفي يونيو 2023، وصل مبعوث بابا الفاتيكان لشؤون أوكرانيا الكاردينال ماتيو دزوبي، لإجراء محادثات بشأن التسوية في أوكرانيا، وأعرب الكرملين من جانبه على لسان المتحدث الرسمي دميتري بيسكوف عن تقدير روسيا لمساعي الفاتيكان في المساعدة على حل الأزمة الأوكرانية.
وأعرب البابا فرنسيس عن أمله في أن تنضم الولايات المتحدة وأوروبا إلى المفاوضات، وطرح شخصه كضامن لاتفاقيات السلام المستقبلية، ووعد بأن يضع توقيعه على الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها بين روسيا وأوكرانيا، مقترحا أن يتم توقيع هذه الاتفاقيات قرب قبر القديس بطرس أو عند مدفن رفات الرسول بولس، وهو ما رأى أنه "سيعطي الاتفاقيات طابعا موثوقا طويل الأمد".
وفي 10 مارس 2024 أدلى البابا بتصريح، خلال مقابلة سجلها مع شبكة RSI السويسرية، جاء فيه أن "على أوكرانيا التحلي بشجاعة الراية البيضاء، والتفاوض على إنهاء الحرب".
في يوليو 2023، ناشد البابا فرنسيس موسكو استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية بموجب الاتفاق الذي تم بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركيا والأمم المتحدة. وذلك بعد تقاعس الغرب عن استيفاء شروط الاتفاق الخاص بتصدير الحبوب الروسية جنبا إلى جنب مع الحبوب الأوكرانية.
وفي فبراير الماضي، نقل رئيس الاتحاد العالمي لقدامى المؤمنين ليونيد سيفاستيانوف عن البابا فرنسيس قوله إن "على أوروبا المشاركة في المفاوضات حول أوكرانيا، ولكي يحدث هذا، يجب ألا تفرض أوروبا عقوبات جديدة على روسيا، بل تبدأ برفع العقوبات الحالية"، وتابع البابا بأنه يتعين كذلك على المحكمة الجنائية الدولية أن "تسحب مذكرة الاعتقال" بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي 9 مارس الماضي دعا البابا فرنسيس مجددا، خلال تواجده في المستشفى بروما، إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وأعرب عن أمله أن يعمل الجميع من أجل أن يتحقق السلام أيضا في فلسطين وإسرائيل ولبنان وميانمار والسودان.
وفي آخر عظاته المنشورة، يوم أمس 20 أبريل، قال البابا فرنسيس في رسالته التقليدية بمناسبة عيد الفصح، إنه لا يمكن تحقيق السلام من دون نزع السلاح، والرغبة في الدفاع عن النفس لا يمكن أن تتحول إلى سباق تسلح. وتابع: "خلال الصراعات الوحشية التي تؤثر على المدنيين وتترافق مع تدمير المدارس والمستشفيات والهجمات على العاملين في المجال الإنساني، يجب ألا ننسى أن المصاب ليس العدو، بل البشر بقلوبهم وأرواحهم وكرامتهم الإنسانية".
المصدر: RT