وأشار الوزير خلال مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" إلى أن روسيا لا يمكنها تسليم المناطق ذات الأغلبية الناطقة بالروسية لإدارة نظام كييف، أو طرد سكانها كما يقترحون حاليا طرد الفلسطينيين من قطاع غزة".
وتساءل لافروف: "هل يريد زيلينسكي وأنصاره، بإصرارهم على حدود 1991، طرد السكان أو إخضاعهم مجددا لحكمهم النازي، وإعادتهم إلى وضع تطمس فيه اللغة والثقافة والتاريخ وكل ما قدمته روسيا لهذه المناطق؟ إنهم يحتاجون الأرض فقط للمساومة عليها بأعلى سعر. هؤلاء تجار بلا مبادئ".
وأضاف: "لقد باعوا حتى الآن شيئا لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأسعار مضاربة. لم يتبق لهم ما يعرضونه على الأمريكيين"، وأوضح لافروف أن موقف روسيا "لا يتعلق بالأرض بل بحقوق الناس الذين يعيشون عليها"، مؤكدا أن "هذا هو سبب تقديرنا وتثميننا لهذه الأراضي".
جاءت تصريحات لافروف تعليقا على اتفاقية المئة عام التي وقعتها كييف مع لندن في 16 يناير 2024، والتي تتيح لبريطانيا حسب تقارير "استخراج الثروات المعدنية الأوكرانية وتقديم مساعدات عسكرية سنوية بقيمة 3.6 مليار دولار والاستثمار في الصناعات العسكرية بما فيها الطائرات المسيرة والمدفعية وإنشاء أساطيل بحرية مشتركة وتبادل التكنولوجيا".
كما انتقد لافروف تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي قالت إن بروكسل تنوي "تسليم كل آخر رصاصة" لنظام كييف، معلقا: "هذه الرصاصة الأخيرة كان ينبغي أن توجه إلى زيلينسكي نفسه".
وأضاف: "أطرح هذا السؤال في مناسبات مختلفة، وقبل أيام قليلة سألته في أنطاليا: متى ستدركون حتمية الحفاظ على أوكرانيا داخل حدودها المختزلة؟ كيف يتصورون نظام أوكرانيا المجزئة هذه؟ وهل ستجبرهم على إلغاء القوانين التي تحظر اللغة الروسية في كل مكان؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل في أي مكان".
وأشار لافروف إلى أن "إسرائيل، حتى في أحلك فترات احتلالها للأراضي الفلسطينية وحشية، لم تحظر اللغة العربية قط، ولا تزال كذلك. بينما في أوكرانيا يتم القضاء على كل ما هو روسي".
وأضاف: "بدلا من لجم هذا الكائن – كما يصف زيلينسكي الروس–، تعلن فون دير لاين بغطرسة أنها ستمنحهم (نظام كييف) آخر خيط وآخر سلاح وآخر رصاصة، ستعطيهم كل شيء ليهزموا الروس، لأن زيلينسكي بجيشه يدافع عن القيم الأوروبية! وهذا لا يثير اشمئزاز أحد في أوروبا".
يذكر أن فون دير لاين كانت قد أكدت سابقا عزم الاتحاد الأوروبي على تعزيز التسلح الجماعي ودعم الصناعة الحربية الأوكرانية كطريق لتحقيق "السلام عبر القوة".
المصدر: كوميرسانت