"عربات النار".. سلاح الكوريين السري!
كان الكوريون على مدى قرون يتخوفون من جيرانهم اليابانيين ويعتبرونهم أعداء خطرين. هذه المشاعر ناجمة عن تعرض أراضيهم للغزو ما أن تقوى اليابان وتتوسع في الجوار.
في نهاية القرن السادس عشر، تهيأت مثل هذه الظروف وغزا اليابانيون شبه الجزيرة الكورية مرتين. الغزو الأول جرى عامي "1592- 1593"، والثاني عامي "1597 – 1598".
في تلك الحقبة تمكن حاكم اليابان تويوتومي هيديوشي من توحيد البلد بعد صراع دام طويل، ولم تتوقف خططه عند هذا الحد، حيث وجه نظره إلى أراضي الصين الشاسعة.
استعدادا لغزو الصين، طلب هيديوشي من سلالة جوسون الحاكمة في كوريا وقتها المساعدة والسماح لقواته بعبور الأراضي الكورية. بعد مشاورات طويلة قرر حاكم كوريا وانغ سونجو رفض الطلب خوفا من الدمار الذي سيحمله اليابانيون معهم، ورد الحاكم الياباني بحشد قوات مدربة في عام 1592 وبدأ في غزو شبه الجزيرة الكورية.
عزف حكام كوريا عن التحالف مع اليابانيين ضد الصينيين بسبب خشيتهم أيضا من انتقام عدو قوي مثل إمبراطورية مينغ الصينية. ليس لكوريا أي دفاع طبيعي ضد الصينيين، في حين أن اليابان محمية من البحر.
خلال الغزو الأول، توغلت القوات اليابانية المدربة والمجهزة بشكل جيد في أرجاء كوريا، واستولت على العديد من المدن واقامت فيها إداراتها الخاصة. كان الغزو ناجحا في بدايته، إلا أن الكوريين أبدوا مقاومة شديدة وتصدوا للغزاة بقوة.
لجأ حاكم كوريا إلى الصينيين طالبا المساعدة ضد اليابانيين، لكن ما تلقاه لم يكن كافيا لقلب مجرى الحرب. حقق الكوريون في البداية نجاحات في البحر فقط بمنعهم وصول التعزيزات اليابانية.
في تلك الأثناء، جرت معركة مشهودة حول قلعة هاينغجو وتقع بالقرب من سيئول. نجح الكوريون في الاحتفاظ بسيطرتهم عليها على الرغم من احتلال اليابانيين لكامل المدينة.
أراد القائد الميداني الياباني كاتو كيوماسا انتزاع هذه القلعة من الكوريين والقضاء على القوة المتحصنة فيها، فشن على رأس قوة تتكون من 30000 جندي هجوما قويا عليها.
كان يدافع عن هذه القلعة الجبلية الواقعة في منطقة شاهقة، 2300 مقاتل كوري تحت قيادة الجنرال كوون يول. استعد هذا الجنرال مع قواته القليلة لصد قوة تفوقهم بأكثر من عشرة أضعاف، وأعد للمهاجمين مفاجأة لا تسرهم.
الجنرال الياباني كاتو كيوماسا اعتقادا منه بأن مقاتلي بلاده لا يُقهرون، ولمعرفته بضآلة عدد المدافعين عن القلعة، أمر قواته بمهاجمة المنحدرات الشديدة حول قلعة هاينغجو بشكل مباشر ومن دون تخطيط مسبق.
بالمقابل، استعد الجنرال الكوري كوون يول للمعركة بسلاح جديد وقتها يتمثل في 40 من "عربات النار". كانت هذه العربة أول قاذفة صواريخ متعددة في العالم وكانت قادرة على إطلاق 100 صاروخ أو 200 سهم في وقت واحد.
اندفعت القوات اليابانية في الهجوم بتشكيلات متقاربة، فيما انطلقت عربات النار تحصد المهاجمين وتلحق بهم خسائر فادحة. شن اليابانيون تسع هجمات لاحتلال القلعة، إلا انهم أصيبوا بخسائر كبيرة ولم يتمكنوا إلا من دفع الكوريين إلى خط الدفاع الثاني.
بعد ذلك، توقف الهجوم الياباني ولم يتمكن جنودهم من التقدم أكثر. مع تواصل مقاومة الكوريين العنيفة وغير المتوقعة، أمر الجنرال الياباني بحرق جثث القتلى اليابانيين، وسحب قواته. تقدر خسائر اليابانيين في هذه المعركة بأكثر من 10 آلاف قتيل، في حين كانت خسائر الكوريين البشرية طفيفة للغاية.
انتهى ذلك الغزو الياباني لكوريا بالفشل، ثم تبعه غزو ثان في عام 1597 أكثر قوة وتدميرا، إلا أنه هو الآخر فشل أمام مقاومة الكوريين القوية والشاملة.
منذ ذلك الوقت فصاعدا، أصبح الكوريون ينظرون إلى اليابانيين بريبة ويعتبرونهم أعداء محتملين. لم يُسمح لهم بإقامة سفارات على الأرض الكورية، وحدد نشاطهم التجاري في منطقة واحدة فقط.
هذا الموقف المعادي لليابانيين ترسخ بعد أن ضمت اليابان كوريا إليها في عام 1910 وبقيت تحت سيطرتها حتى عام 1945. نظرا لعنف تلك الحقبة الدموية، لا تزال هذه الصورة السلبية عالقة في اذهان الكوريين حتى الآن.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
هرع لحماية الملكة فكشف شخصيتها للقتلة!
حاك المبعوث الياباني إلى كوريا، ميورا غورو، مؤامرة لاغتيال ملكة كوريا ميونغسونغ التي كانت تؤيد التحالف مع روسيا لمواجهة الخطر الياباني. السيوف خرجت من أغمادها صباح 8 أكتوبر 1874.
وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
لم تواجه الأذرع الأمريكية الطويلة التي تمتد إلى مختلف أنحاء الأرض بحزم وقوة بعد الاتحاد السوفيتي إلا من قبل كوريا الشمالية التي لم تتردد في الدخول في مواجهات معها على مدى عقود.
إشارة "SOS" عبر التاريخ!
على عكس الشائع بأن أول إشارة استغاثة لاسلكية، أرسلت في كارثة سفينة الركاب الشهيرة تيتانيك في 15 أبريل 1912، إلا أن المرة الأولى جرت قبل ذلك في 17 مارس 1899.
أفظع و"أشرف" طريقة للانتحار تصدم قبطانا فرنسيا
يعد "هارا كيري" أو ما يسميه اليابانيون ايضا بـ "سيبوكو" أكثر وسائل الانتحار فظاعة. هذه الطريقة انتشرت بين طبقة الساموراي في العصور الوسطى وبقيت شائعة حتى الحرب العالمية الثانية.
من موسكو إلى برلين حتى باريس!
لم تنته المعركة مع نابليون بونابرت بطرده وجيوشه من روسيا القيصرية عام 1812. ما جرى لاحقا مهم للغاية لكن لا يعرفه الكثيرون. بونابرت في ذلك الوقت كان لا يزال قويا وخطره لم ينته.
من دفاتر اليمن.. مقتل إمام وانقلاب لمدة شهر!
اغتيل في مثل هذا الوقت من عام 1948 إمام اليمن الزيدي ومؤسس المملكة المتوكلية يحيى حميد الدين على مشارف العاصمة صنعاء، في سياق محاولة انقلابية سعت إلى الإطاحة بحكم عائلته.
ملابسات "أسوأ كارثة واستسلام في التاريخ البريطاني"!
باستسلام هو الأكبر في تاريخها، خسرت بريطانيا في منتصف فبراير 1942، سنغافورة في جنوب شرق آسيا، وكانت تسمى لمناعتها في ذلك الوقت "جبل طارق الآسيوي".
شجرة العائلة ولغز مقتل الطفل محمد في السويد!
جرت في السويد عام 2004 حادثة قتل غامضة راح ضحيتها طفل في الثامنة من عمره يدعى محمد عموري. المجهول قتل أيضا امرأة تبلغ من العمر 56 عاما شهدت عملية قتل الطفل.
ماذا جرى في الغرفة 117 بفندق كابل؟
تعرض أدولف دوبس، السفير الأمريكي في أفغانستان في 14 فبراير 1979 إلى عملية اختطاف تغيرت بنتيجتها حينها السياسة الأمريكية تجاه هذا البلد بشكل تام.
بغداد بين المغول ولعنة الدم الملكي!
تعرضت بغداد بعد سقوطها في يد المغول في 13 فبراير 1258 إلى دمار هائل إلى درجة أن آثاره ومضاعفاته كانت ملحوظة بعد مرور قرن تقريبا حين زارها الرحالة ابن بطوطة.
دولة فريدة وجيش مسلح بالرماح!
أنهت اتفاقيات لاتيرانو التي وقعت في 11 فبراير 1929 بين الكرسي الرسولي والمملكة الإيطالية تحت حكومة بينيتو موسوليني الفاشية صراعا كان تواصل بين الفاتيكان وإيطاليا منذ عام 1870.
لفظ الجلالة على قبر امرأة في السويد دليل لقاءات العرب والفايكنغ
اكتشف علماء الآثار العديد من الأدلة المادية عن الصلات التي ربطت بين الفايكنغ، والعرب في العصور القدمية من ذلك خاتم فريد نقش عليه لفظ الجلالة الله في قبر امرأة بالسويد.
جندوا الثعابين والعقارب وجعلوا الأرض تطلق النار على الغزاة!
حوّل الفيتناميون حياة الأمريكيين إلى جحيم في حرب طويلة. فشلوا بأحدث الأسلحة وأكثر الذخائر تدميرا، وانتصر الفيتناميون بقدرتهم على الحركة وتفننهم في تصيد أعدائهم.
خطوة إسرائيلية تجاوزت "خطا أحمر عريضا"!
أقر الكنيست الإسرائيلي في 6 فبراير 2017 قانونا لـ "تبييض المستوطنات" في الضفة الغربية عرف رسميا باسم "قانون الاستيطان"، عدته الأمم المتحدة انتهاكا للقانون الدولي.
جزار في خدمة الولايات المتحدة!
كان كلاوس باربي يحلم بأن يصبح قسيسا، إلا أن ظهور الزعيم النازي أدولف هتلر، قلب حياته رأسا على عقب، وحوله افتتانه بشخصيته وأفكاره حين كبر إلى جلاد، عُرف باسم "جزار ليون".
التعليقات