مباشر

نكبات العراق بين "ثعلب الصحراء" و"الذيل الذي يهز الكلب"!

تابعوا RT على
بطريقة منفردة ومن دون سند قانوني، أطلقت الولايات المتحدة في 16 ديسمبر 1998 حملة قصف واسعة على أهداف في العراق استمرت 4 أيام. عملية القصف أطلق عليها اسم "ثعلب الصحراء".

تذرعت إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقتها بعدم امتثال العراق الذي كان يخضع حينها لعقوبات دولية صارمة ولحظر جوي، لقرارات مجلس الأمن علاوة على اتهام بغداد بالتدخل في عمل مفتشي لجنة الأمم المتحدة الخاصة بنزع سلاح العراق.

رئيس اللجنة الخاصة بالتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل التي كان يزعم أنها بحوزة العراق ريتشارد بتلر، كان اتهم بغداد برفض السماح لمفتشيه بزيارة بعض المواقع، وعدم تقديمها وثائق عن إنتاج الأسلحة الكيميائية. مفتشو اللجنة الخاصة غادروا العراق في ذلك الوقت بحجة عدم القدرة على مواصلة عملهم.

أحد مفتشي اللجنة الخاصة ويدعى سكوت ريتر كان ذكر أن الرئيس العراقي صدام حسين لبى طلباتهم في الغالب باستثناء تلك المتعلقة بتفتيش منشآت سرية مرتبطة بأمنه الخاص.

تحت إشراف هذه اللجنة الخاصة، كان العراق قد دمر 40000 رأس حربي كيميائي، و700 طن من المواد المتفاعلة الأولية المستخدمة في التفاعلات الكيميائية، و3600 طن من المواد الكيميائية المحظورة وأكثر من 100 قطعة من المعدات المستخدمة في إنتاج الأسلحة الكيميائية.

علاوة على ذلك، صدام حسين كان سمح للمفتشين الدوليين في فبراير 1998 بالعمل في قصوره ومساكنه، وهناك لم يعثروا على ما يبحثون عنه. في ذلك الوقت نشرت صحف دولية رسما ساخرا يظهر مفتشين يبحثون تحت سرير صدام عن أسلحة الدمار الشامل. المفتشون اشتبهوا بوجود أقبية سرية في مقار إقامة صدام حسين.  

  

اللافت أن انتقادات وجهت وقتها إلى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بأنه استخدم العملية العسكرية ضد العراق تلك لصرف انتباه مواطنيه عن جلسات الاستماع الجارية في الكونغرس حول قضية فضيحته الجنسية الشهيرة مع مونيكا لوينسكي.   

قصة مشابهة كانت ظهرت قبل عام من إطلاق "ثعلب الصحراء" في فيلم بالولايات المتحدة بعنوان "الذيل الذي يهز الكلب". سيناريو الفيلم يدور حول رئيس أمريكي متهم بالتحرش الجنسي يحاول صرف الرأي العام بشن حرب خيالية مع مجموعة إرهابية في ألبانيا.

ثعلب الصحراء:

نفذت الولايات المتحدة عملية "ثعلب الصحراء" ضد العراق بمشاركة بريطانيا حليفتها التقليدية الأولى في مثل هذه المناسبات.

في البدية تم تدمير وسائل الدافع الجوي العراقية بضربات بواسطة صواريخ توماهوك المجنحة وبغارات جوية لقاذفات ثقيلة من طرازي "بي -1" و "بي -52 "، انطلقت من حاملة الطائرات "يو إس إس إنتربرايز".

بمشاركة سلاح الجو البريطاني، جرت في المجمل مهاجمة 97 هدفا في العراق بما في ذلك 32 موقعا للدفاع الجوي، و20 مركز قيادة وسيطرة، و18 منشأة أمنية، و11 منشأة يشتبه في استخدامها في إنتاج أسلحة دمار شامل، أضافة إلى 9 منشآت للحرس الجمهوري، و6 مطارات ومنشأة اقتصادية واحدة.

هذه الأهداف العراقية استخدم الأمريكيون والبريطانيون ضدها 600 قنبلة دقيقة موجهة و90 صاروخ مجنح جوي و325 صاروخ مجنح طراز توماهوك.

كانت الولايات المتحدة استعدت وقتها لعملية برية خصصت لها قوات قوامها 30 ألف جندي، إلا أن هذه القوة لم يتم نشرها. البنتاغون أعلن أن عملية "ثعلب الصحراء" انتهت من دون خسارة أي جندي أمريكي أو بريطاني، فيما قدرت خسائر العراق البشرية ما بين 600 إلى 1600 شخص.

خبراء يقولون إن عملية "ثعلب الصحراء" وجهت ضربة قوية للقدرات الدفاعية العراقية، إلا أن الهدف النهائي المتمثل بالإطاحة بالرئيس صدام حسين تأجل وقتها حتى عام 2003 بغزو العراق واحتلاله وما انجر عن ذلك من أهول ومضاعفات لا تزال ماثلة حتى الآن.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا