جاء ذلك وفقا لما نشره موقع "ذا هيل"، حيث يشير أعضاء مجلس الشيوخ إلى أن مزاعم سوء السلوك الجنسي، وتعاطي المخدرات، ونتائج تحقيق وزارة العدل في مزاعم الاتجار بالقصر، قد تصبح موضوعا رئيسيا للنقاش الإعلامي إذا ما استمر غيتز مرشحا للرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب المدعي العام.
وقد أفادت شبكة NBC News، نقلا عن محامي النساء اللاتي اتهمن غيتز بممارسة الجنس معهن مقابل المال، بأنهن لا ينوين الإدلاء بشهادة علنية. ووفقا للشبكة، فقد شهدت النساء بالفعل أمام لجنة الأخلاق، ولن تشهدن علنا "إلا إذا كان هناك أمر استدعاء قانوني يتطلب مثولهن".
ودعا بعض الجمهوريين غيتز، خلف الأبواب المغلقة، إلى التفكير في الانسحاب، لتجنب خوض جلسات استماع قد تكون محرجة، لا سيما إلا كانت فرصة الحصول على تأكيد تعيينه ضعيفة، فيما قال أحد أعضاء مجلس الشيوخ، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "لعل الطريقة الأكثر إنسانية، ليس فقط للسيد غيتز، ولكن أيضا للحفاظ على كرامة العملية، هي إقناع الرئيس بعدم توفر الأصوات اللازمة، ما يتيح لغيتز فرصة اتخاذ قرار الانسحاب من تلقاء نفسه".
لكن عضو مجلس الشيوخ أقر بأن ترامب قد يرغب في استخدام ترشيح غيتز لتسهيل تمرير بعض خياراته الأخرى المثيرة للجدل في عملية التصديق بمجلس الشيوخ، مثل روبرت ف. كينيدي الابن، المرشح لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، والنائبة السابقة تولسي غابارد المرشحة لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية.
وتابع السيناتور: "ربما يتم بهذه الطريقة التضحية بغيتز وإلقائه إلى الذئاب، ما يثير فوضى كبيرة، تؤدي إلى سقوطه، ويتيح في الوقت نفسه تمرير بعض المرشحين الآخرين الذين يواجهون عقبات عبر مجلس الشيوخ"، وأشار إلى أن عددا من زملائه الجمهوريين في مجلس الشيوخ قد أعربوا بالفعل عن مخاوفهم بشأن كينيدي وغابارد.
وحذر السيناتور جون كورنين (الجمهوري من تكساس)، العضو البارز في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، من أن تفاصيل تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بشأن غيتز، إضافة إلى المعلومات الواردة في تقرير لجنة الأخلاق بمجلس النواب، من المرجح أن تصبح علنية. وتابع للصحفيين: "ستصل إلينا بطريقة أو بأخرى، ولا أسرار هنا"، محذرا من أن جلسة تأكيد الترشيح في مجلس الشيوخ ستكون "قبيحة وفوضوية"، بل ربما أسوأ من المعركة العنيفة التي خاضها بريت كافانو، الذي اتهم بالاعتداء الجنسي عندما كان مراهقا.
وبسؤاله ما إذا كان غيتز على علم بأن جلسة تأكيد الترشيح ستصبح فوضوية للغاية، قال كورنين: "ستكون مثل جلسةكافانو بشأن المنشطات"، وتابع: "هو رجل ذكي، وأنا متأكد من أنه يدرك ذلك".
وقد التقى غيتز بكورنين وأعضاء آخرين من الحزب الجمهوري في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ بمبنى الكابيتول بالقرب من القبة يوم أمس الأربعاء، وحضر نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس، الذي يعمل كحلقة وصل رئيسية بين الفريق الانتقالي لترامب-فانس وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. وحث فانس زملاءه على منح غيتز فرصة لشرح رؤيته لإصلاح وزارة العدل، وعدم التسرع في الحكم على أهليته لشغل المنصب. وبالفعل التقى غيتز بكورنين وأعضاء آخرين مثل: ليندسي غراهام (جمهوري-ساوث كارولينا)، وجوش هاولي (جمهوري-ميزوري)، ومايك لي (جمهوري-يوتا)، ومارشا بلاكبيرن (جمهوري-تينيسي)، وتوم كوتون (جمهوري-أركنساس)، وجون كينيدي (جمهوري-لويزيانا).
وقال عضو جمهوري آخر في مجلس الشيوخ، طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة ترشيح غيتز، إن تصريحات كورنين تشير إلى كيفية فحص حياة غيتز الشخصية خلال أيام من جلسات الاستماع العامة، وقال: "أعتقد أنه ربما يحاول إرسال رسالة إلى غيتز والرئيس مفادها أن الأمور قد تكون قبيحة للغاية، فهل أنتم بالفعل تريدون القيام بذلك؟". وأضاف: "هناك شهرين على الأقل حتى جلسة التأكيد، وهو وقت طويل، وهناك الكثير من المعلومات التي ستُكشف. والإدارة ستحتاج إلى خطة للتعامل مع ذلك".
وقال مساعد جمهوري في مجلس الشيوخ إن ترامب قد يقرر أنه من غير المجدي إنفاق الكثير من رأس المال السياسي في معركة خاسرة بشأن غيتز، وتابع أنه "لا يبدو أن هناك الكثير من الأصوات المؤيدة، فكم من الوقت والطاقة تريدون أن تنفقوا على هذا؟".
واتفق السيناتور توم تيليس (الجمهوري-كارولينا الشمالية)، وهو عضو آخر في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ مع الرأي القائل إن ترشيح غيتز سيزيد من تأجيج التوترات الحزبية إذا أتى أمام لجنته في العام المقبل، وقال: "أعتقد تماما أن الأمر سيكون مضاعفا، بالنظر إلى البيئة التي نحن فيها".
وقال السيناتور ليندساي غراهام، الجمهوري الكبير في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، إنه سيحاول منع من أن تصبح جلسة تأكيد غيتز "سيركا". لكنه حذر من أن الديمقراطيين قد يستدعون النساء اللاتي قلن إن غيتز دفع لهن مقابل الجنس للإدلاء بشهادتهن أمام اللجنة، إضافة إلى امرأة قالت إنها مارست الجنس معه عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها.
وتابع غراهام: "لم يتم مقاضاته بسبب ممارسة الجنس مع قاصر، ولكن، مع ذلك، فتلك ليست محاكمة جنائية، وإنما هي محكمة للرأي العام، ما إذا كان هذا هو الشخص المناسب لهذا المنصب".
وقال إنه سيكون لدى غيتز فرصة لشرح وجهة نظره بشأن مناسبته لمنصب وزير العدل أمام أعضاء مجلس الشيوخ، والدفاع عن نفسه ضد الاتهامات بسوء السلوك. لكنه أضاف أن الديمقراطيين أيضا سيحصلون على فرصة لتقديم شهودهم الخاصين، كما فعلوا قبل ست سنوات عندما أدلت كريستين بليسي فورد بشهادتها بالتفصيل حول كيف تحرش بها القاضي كافانو وحاول خلع ملابسها في حفل عندما كانت في الخامسة عشرة، وكان هو في السابعة عشرة من عمرهما. وأضاف: "من المتوقع أن يحدث هذا إلى حد ما. وكنت أعتقد أن ما فعلوه ما كافانو كان سخيفا، وهكذا سيكون الأمر هنا، أتوقع أن يتعرض غيتز للتحدي، وأن يأتي شهود يشهدون أنه فعل أشياء سيئة".
(تم تأكيد تعيين كافانو في نهاية المطاف للمحكمة العليا بتصويت حزبي بنسبة 50 لـ 48).
لكن مساعدي الحزب الجمهوري يقولون إن أعضاء مجلس الشيوخ كانوا ينظرون إلى كافانو بشكل أكثر إيجابية بكثير مما ينظرون الآن إلى غيتز، الذي يلومونه لدفعه النائب السابق كيفن مكارثي (من كاليفورنيا) للخروج من منصب رئيس مجلس النواب وخلق الفوضى في المجلس العام الماضي. وعندما سئل غراهام ما إذا كان ترامب يرى أن غيتز يستحق التكلفة السياسية لدفعه عبر مجلس الشيوخ قال: "سأترك له أن يقرر ذلك".
وقد أصدر غراهام بيانا بعد لقائه غيتز، يحث فيه زملاءه الجمهوريين على عدم أخذ الاتهامات ضده كحقائق مؤكدة، وقال في بيانه: "أخشى أن العملية المحيطة بترشيح غيتز تتحول إلى حشد غاضب، وأن الاتهامات غير المؤكدة تعامل بوصفها حقائق. شاهدت هذا الفيلم من قبل". في إشارة إلى ما حدث مع كافانو قبل سنوات.
المصدر: The Hill