"أم المجازر" على أرض عربية.. قتل عمد عقوبته خفض راتب
بعد مرور حوالي 19 عاما على المذبحة التي نفذها جنود مشاة لبحرية الأمريكية في مدينة حديثة العراقية في 19 نوفمبر 2005، نُشرت صورها في الوقت الذي تلاشى فيه التأثير.
مجلة "نيويوركر" نشرت في 16 سبتمبر 2024 صورا فظيعة للمدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والرجال الذين قتلوا داخل بيوتهم، بعنوان يقول: "صور مذبحة حديثة التي لا يريد الجيش أن يراها العالم".
التقط الصور جندي يعمل في الاستخبارات العسكرية كان وصل إلى المكان مع جنود آخرين من مشاة البحرية. قائد سلاح مشاة البحرية الأمريكية وقت المجزرة الجنرال مايكل هاجي كان تباهى في عام 2014 بوجود صور سرية للضحايا، مشيرا إلى أن "الصحافة لم تحصل على هذه الصور، ولم يتم رؤية هذه الصور حتى اليوم لذا، أنا فخور جدا بذلك".
مذبحة حديثة بدأت صبيحة 19 نوفمبر 2005، حين انفجرت عبوة ناسفة بعربة أمريكية مدرعة كانت في دورية تتكون من أربع عربات "همفي" قرب مدينة حديثة الواقعة بمحافظة الأنبار. الانفجار تسبب في مقتل سائق العربة العريف لانس ميغيل تيرازاس، وإصابة اثنين آخرين من مشاة البحرية الأمريكية.
في أعقاب الانفجار أقام جنود مشاة البحرية الأمريكية نقطة تفتيش عند مدخل مدينة حديثة، وأوقفوا سيارات العراقيين المارين صدفة بالمكان وقاموا بقتلهم على الفور.
لم يكتف الجنود الأمريكيون بذلك وقاموا باقتحام ثلاثة منازل قريبة، وقتلوا في أحد المنازل 7 مدنيين، و8 آخرين في منزل آخر، و4 في المنزل الثالث. جميع القتلى كانوا عُزل ولم تبدر منهم أي مقاومة. أصغر القتلى كان عمره ثلاث سنوات والأكبر سنا 76 عاما. فعل الجنود ذلك وادعوا أنهم اشتبكوا مع مسلحين عراقيين وقتلوا عددا منهم.
تواصل الكذب، وقالت قيادة مشاة البحرية الأمريكية في ملخص موجز في اليوم التالي: "بالأمس قتل جندي من مشاة البحرية الأمريكية و15 مدنيا عراقيا في انفجار لغم أرضي على الطريق في حديثة. بعد الانفجار، هاجم المسلحون الرتل. في المقابل، قتل الجنود العراقيون ومشاة البحرية الأمريكية ثمانية مسلحين وجرحوا آخر".
صحفي عراقي قام في اليوم التالي بتصوير ضحايا المجزرة بالفيديو في منازلهم، وزود مجلة تايم بعد شهرين بأدلة تؤكد أن العراقيين المدنيين لم يقتلوا في تبادل لإطلاق النار بل أطلق عليهم مشاة البحرية الأمريكية النار في بيوتهم. المجلة تحدثت عن المجزرة في مارس 2006 كما زودت الجيش الأمريكي بنسخة من الفيديو.
بعد أن انتشرت الفضيحة ولم يعد يجد إنكار الجيش الأمريكي وتعتيمه على المذبحة، اتهم ثمانية جنود أمريكيين في 21 ديسمبر 2006 بالقتل غير المتعمد وجرائم أخرى خفيفة، وسرعان ما تم إسقاط التهم ضد ستة من هؤلاء، كما لم تتم معاقبة أعلاهم رتبة وهو المقدم في سلاح مشاة البحرية جيفري تشيساني.
الوحيد المتبقي كان الرقيب فرانك ووتريش، وكان من أصدر الأمر باقتحام منازل المدنيين العراقيين مطالبا "بإطلاق النار أولا ثم طرح الأسئلة"!
في عام 2012 بعد مرور ست سنوات، اعترف الرقيب بذنبه، وأدين ليس بالقتل العمد للمدنيين العزل، بل بالإهمال في واجبه العسكري، وكان الحكم، خفض رتبته وراتبه، ولم يسجن أحد.
لم تكن المجزرة في مدينة حديثة العراقية في 19 نوفمبر 2005 وحيدة. كان غزو العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة في عام 2003 برمته جريمة في سلسلة طويلة من المذابح والقتل والتعذيب في السجون والمعتقلات. جرائم توالت من دون رادع، والعدالة بقيت نائمة تماما.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
في ذكرى اعتقال الأمريكيين لصدام حسين.. "اعيدوا العراق كما كان وسأسامحكم"!
بعد مطاردة لعدة شهور، وإغراءات بـ 25 مليون دولار، تمكن الأمريكيون في 13 ديسمبر 2003 من القبض على صدام حسين بالقرب من مسقط رأسه تكريت. الحدث اكتمل بإعدامه في 30 ديسمبر 2006.
ضابط فرنسي : هذه هي أساليبنا في محاربة العرب يا صديقي!
نفذ الفرنسيون في 26 نوفمبر 1830 في مدينة البليدة الجزائرية الواقعة شمال البلاد مذبحة رهيبة ضد المدنيين طالت الجميع نساء وأطفالا كبارا وصغارا وجعلوا منها مدينة "للجثث".
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطعة سكر؟
على الرغم من أن الشبهات تحوم حول جميع القضايا الكبرى، إلا أن ملابسات اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والثلاثين جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963 غامضة بالفعل ومليئة بالأحداث المريبة.
ستالين بشأن ليبيا: "من قرر هذا الأمر؟"!
قد لا يعلم الكثيرون أن الزعيم السوفيتي يوسف ستالين خاض نقاشات حادة مع رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حول ليبيا في فترة مبكرة، بنهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة.
الجريمة في أفغانستان والانتحار في أستراليا!
بعد تحقيق استمر 4 سنوات، أقرت السلطات العسكرية الأسترالية في 19 نوفمبر 2020 بأن جنودا من القوات الخاصة قتلوا خلال مشاركتهم في الحرب بأفغانستان 39 شخصا من المدنيين والمعتقلين.
أكبر عملية انتحار جماعية في التاريخ
جرت في 18 نوفمبر 1978 عملية انتحار جماعية في أدغال غيانا بأمريكا الجنوبية تعد الأكبر في التاريخ. قتل في تلك المأساة 918 أمريكا بينهم 270 طفلا.
قصة عالم الرياضيات الإرهابي!
ظهر بالولايات المتحدة عام 1979 إرهابي من نوع خاص، نفذ عمليات تفجير بطرود مفخخة، وتمكن من زرع قنبلة داخل عنبر الشحن بطائرة للخطوط الجوية الامريكية في 15 نوفمبر من نفس العام.
قنبلة هيدروجينية تسقط على بقرةَ!
فيما كانت قاذفة القنابل الاستراتيجية الأمريكية "بي – 36" تستعد للهبوط في قاعدة كورتلاند في نيومكسيكو، تزحزحت القنبلة الهيدروجينية التي تحملها وقطعت أربطتها وسقطت من الطائرة.
خطأ تقني كاد يطلق إشارة فناء البشرية
كان التحذير من هجوم سوفيتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر 1979 مرعبا إلى درجة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي كتب قائلا: "أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا"!
التعليقات