قنبلة هيدروجينية تسقط على بقرةَ!
فيما كانت قاذفة القنابل الاستراتيجية الأمريكية "بي – 36" تستعد للهبوط في قاعدة كورتلاند في نيومكسيكو، تزحزحت القنبلة الهيدروجينية التي تحملها وقطعت أربطتها وسقطت من الطائرة.
تلك القنبلة الهيدروجينية الأمريكية كانت حينها أكبر وأثقل قنبلة في الترسانة الأمريكية. كانت أيضا واحدة من أقوى القنابل وأكثرها تدميرا في التاريخ.
إنها القنبلة النووية الحرارية "إم كي – 17"، وكانت تزن 21 طنا وكانت طاقة انفجارها تبلغ 15 ميغا طن، أي أكثر 600 مرة من القنبلة الأمريكية النووية التي أسقطت فوق مدينة هيروشيما.
في تلك الحادثة الخطيرة والتي لم يكشف عنها إلا في عام 1986، أي بعد مرور حوالي 30 عاما من تاريخ حدوثها، لم تكن فقط القنبلة الهيدروجينية فريدة بقوتها وضخامتها، كانت الطائرة القاذفة "بي – 36"، التي تحملها أيضا هائلة الحجم. هذه الطائرة لا تزال حتى الآن تعد الأضخم من نوعها وكانت الطائرة الوحيدة في تاريخ الطيران المزودة بعشرة محركات.
هذه القاذفة الاستراتيجية الأمريكية كانت أول طائرة قاذفة عابرة للقارات في العالم، وكان أقصى مدى طيران لها يبلغ 16000 كيلو متر، ومدى قتالي يبلغ 6500 كيلو متر ما يجعلها قادرة إلى الوصول إلى أراضي الخصم المحتمل انطلاقا من قواعدها في الولايات المتحدة.
ملابسات سقوط القنبلة الهيدروجينية من الطائرة:
كانت القاذفة الاستراتيجية الأمريكي "بي – 36" في الساعة 11:50 من صبيحة 22 مايو 1957 تحت قيادة الطيار ريتشارد ماير، تستعد للهبوط في قاعدة كورتلاند الجوية في نيو مكسيكو بعد رحلة قصيرة من تكساس. القنبلة الهيدروجينية "إم كي – 17"، نقلت وقتها إلى نيومكسيكو بهدف إجراء صيانة روتينية هناك.
بدأت القاذفة الاستراتيجية تقترب من هدفها، وتوجه الملازم بوب كارب إلى حجرة القنابل. عند نقل القنابل النووية يتم وفقا لقواعد السلامة إدخال صمام أمان في قفل حامل القنبلة ما يمنع من سقوطها بشكل عرضي أثناء الرحلة الجوية، ولكن قبل الهبوط مباشرة يتوجب نزع الصمام من مكانه، حتى تتاج الفرصة للطائرة بإسقاط القنبلة في حالة حدوث حالة طوارئ.
حين وصلت القاذفة الأمريكية إلى ارتفاع 500 متر، وقف الملازم بوب كارب على رؤوس أصابع قدميه على منصة صغيرة واتكأ بيد واحدة على القنبلة، ووصلت يده الأخرى إلى قفل القنبلة، وما أن سحب صمام الأمان حتى تمزق حاملها فجأة، واخترقت القنبلة الضخمة أبواب حجرة القنابل وسقطت نحو الأرض.
ربان القاذفة الأمريكية الاستراتيجية ريتشارد ماير وصف ما جرى في تلك اللحظة خلال مقابلة صحفية أحريت معه عام 1986، قائلا: "فجأة ألقي بالطائرة التي انخفض وزنها إلى الأعلى 300 متر، وبعد توقف قصير، صاح مهندس الطيران من القسم الخلفي للطائرة عبر نظام الاتصال الداخلي، لقد اختفت القنبلة! ثم شتم أحدهم على الهواء".
مهندس الطيران جاك ريسن بدوره روى أن الملازم بوب كارب ظهر أمامه بوجه شديد الشحوب وصمام الأمان في يده وهو يكرر من دون توقف، لم أضغط على أي شيء!". في ذلك الوقت أصبحت الأحداث تروى بطريقة فكاهية.
على الرغم من أن الأنظمة الأمنية في القنبلة الجوية الهيدروجينية "إم كي-17 "، كانت بدائية حدا بالنسبة لمعايير الوقت الحالي، إلا أن احتمال حدوث انفجار نووي كانت مستبعدة. كانت القنبلة الهيدروجينية الرهيبة خالية من المواد الضرورية لتفعيلها وتفجيرها.
مع ذلك، أثناء سقوط القنبلة الهيدروجينية على الأرض انفجرت الشحنة التقليدية الموجودة بداخلها. أحدث الانفجار حفرة ضخمة قطرها 7.5 متر وعمقها 4 أمتار. لحسن الحظ، لم تقع إصابات. سقطت القنبلة الهيدروجينية في أرض زراعية مفتوحة ما تسبب في مقتل بقرة كانت ترعى في المكان. كما تم تسجيل كمية صغيرة من التلوث الإشعاعي في منطقة الحفرة.
التحقيق في أسباب الحادثة لم يتوصل إلى نتائج نهائية ولم يعرف السبب الحقيقي لسقوط القنبلة الهيدروجينية من الطائرة، كما لم تتم معاقبة أيا من أفراد الطاقم. فقط طلب من أفراد الطاقم التكتم عن الحادثة بصورة تامة.
أما بشأن البقرة، فقد دفعت القوات الجوية الأمريكية لصاحبها تعويضا ماليا عنها، وتكفلت أيضا بجميع نفقات إزالة التلوث الإشعاعي من موقع الانفجار الذي تعود ملكيته إلى جامعة نيومكسيكو.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
القبطان "لا أحد" و" نوتيلوس" وحقيقة التخاطر عن بعد!
ما الذي يمكن أن يجمع بين الفن والأدب والسلاح؟. قد يعتقد البعض أن الاثنين الأولين يختلفان عن الثالث، إلا أن الغواصة "نوتيلوس" جسدت مثل هذا الاجتماع لمجالات مختلفة ومتباعدة.
"وميض خاطف ثم ينتهي كل شيء".. سيناريوهات حرب نووية مرعبة
تنبأ مؤلف روايات الخيال العلمي البريطاني الشهير هربرت جورج ويلز "1866 – 1946" باندلاع حرب نووية عالمية قبل اختراع هذا السلاح الفتاك.
جنرال أمريكي: "الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت"!
شنت القوات الصينية في 25 نوفمبر 1950 أول هجوم ضخم على القوات الأمريكية التي توغلت بكوريا الشمالية وبلغت الحدود مع الصين حتى أن جنرالا أمريكيا ظن أن الحرب العالمية الثالثة بدأت.
"أم المجازر" على أرض عربية.. قتل عمد عقوبته خفض راتب
بعد مرور حوالي 19 عاما على المذبحة التي نفذها جنود مشاة لبحرية الأمريكية في مدينة حديثة العراقية في 19 نوفمبر 2005، نُشرت صورها في الوقت الذي تلاشى فيه التأثير.
أكبر عملية انتحار جماعية في التاريخ
جرت في 18 نوفمبر 1978 عملية انتحار جماعية في أدغال غيانا بأمريكا الجنوبية تعد الأكبر في التاريخ. قتل في تلك المأساة 918 أمريكا بينهم 270 طفلا.
قصة عالم الرياضيات الإرهابي!
ظهر بالولايات المتحدة عام 1979 إرهابي من نوع خاص، نفذ عمليات تفجير بطرود مفخخة، وتمكن من زرع قنبلة داخل عنبر الشحن بطائرة للخطوط الجوية الامريكية في 15 نوفمبر من نفس العام.
امرأة تضبط وقتها على ساعة رجل ميت لمدة 8 أيام!
لم تتوقع بتاتا الهولندية أنيت هيرفكنز أن تعيش كابوسا رهيبا وحيدة لأيام في أدغال فيتنام بجسد مليء بالجروح والكسور ومحاطة بالجثث. لكن كُتب لها أن تمر بهذه المحنة العصيبة.
خطأ تقني كاد يطلق إشارة فناء البشرية
كان التحذير من هجوم سوفيتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر 1979 مرعبا إلى درجة أن مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي كتب قائلا: "أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا"!
من هذا القمقم خرج مارد "الجحيم النووي"!
بدأت الولايات المتحدة في 6 نوفمبر 1944، عمليات إنتاج البلوتونيوم المستخدم في صنع القنابل النووية في موقع مجمع هانفورد الواقع على نهر كولومبيا بوسط جنوب ولاية واشنطن.
رواد فضاء مجهولون.. واحد هرب قبل الانطلاق وآخرون لقوا مصرعهم!
شارك العديد من الرواد في رحلات الفضاء الأولى المبكرة، من المفارقات أن أحد هؤلاء الأوائل ويدعي فيليكس هرب واختفى قبل وقت قصير من انطلاق مركبته إلى الفضاء.
حينما محت قنبلة بحجم منزل من طابقين جزيرة من الوجود!
دخل العالم عصر القنبلة الهيدروجينية في 1 نوفمبر عام 1952 بتفجير الولايات المتحدة أول نموذج لهذا السلاح الرهيب. تفجير تلك العبوة الهائلة الحجم تسبب في محو جزيرة من الوجود.
التعليقات