وقال بوتين اليوم الخميس خلال كلمة في الجلسة العامة لمنتدى فالداي" الدولي للحوار: "على مدى عدة قرون، طور العالم المتمركز حول الغرب بعض القوالب والصور النمطية ونوعا من التسلسل الهرمي.. هناك عالم متقدم وإنسانية تقدمية ونوع من الحضارة العالمية التي يجب على الجميع أن يسعى وراءها، وهناك شعوب متخلفة وغير متحضرة، وبربرية، ومهمتها هي الاستماع إلى ما يقال لها من الخارج والتصرف بناء على تعليمات أولئك الذين يفترض أنهم يقفون فوق هذه الشعوب في التسلسل الهرمي الحضاري".
ووصف بوتين هذه الصورة بأنها نوع من "الغلاف لنهج استعماري فظ، لاستغلال الأغلبية في العالم"، مضيفا: "المشكلة تكمن في أن هذه الأيديولوجية التي تعد عنصرية في جوهرها قد ترسخت في أذهان الكثيرين، وهذا يشكل أيضا عقبة ذهنية خطيرة أمام التنمية المتناغمة الشاملة".
وأشار بوتين، إلى أن أكثر الأشياء ضررا في العالم المعاصر هو "النظر إلى الآخرين باستعلاء"، قائلا: "إن أكثر الأشياء ضررا ودمارا والذي يتجلى في عالم اليوم هو الغطرسة والنظر إلى الآخرين باستعلاء، والرغبة في توجيه التعليمات إلى ما لا نهاية له وبهوس منقطع النظير.. لم تفعل روسيا هذا أبدا، فهو ليس متأصلا فيها، ونحن نرى أن نهجنا مثمر.. تُظهر التجربة التاريخية بشكل لا يمكن إنكاره أن عدم المساواة، سواء في المجتمع أو في الدولة أو على الساحة الدولية، لا بد أن يؤدي إلى عواقب وخيمة".
وتابع الزعيم الروسي: "تكمن خصوصية العالم الحديث، المترابط والمتكامل بشكل وثيق، في حقيقة أن الدول التي لا تعد الأقوى والأكبر، غالبا ما تلعب دورا أكبر من الدول الضخمة، وذلك لأنها قادرة على استخدام مواردها البشرية وإمكاناتها الفكرية والطبيعية والبيئية استخداماً هادفاً وأكثر عقلانية، فهي تتبع مقاربة مرنة ومعقولة لدى حل المشاكل المعقدة، وتضع معايير عالية لنوعية الحياة، وفي مجال الأخلاق، وفي كفاءة الإدارة، وفي خلق فرص تحقيق الذات للجميع، وفي تهيئة الظروف الملائمة لخلق جو نفسي ملائم في المجتمع من أجل انطلاق العلوم وريادة الأعمال والفن والإبداع واكتشاف مواهب الشباب".
المصدر: RT