مباشر

"ملائكة السماء تحرس زعيما ملحدا" من مئات المحاولات الأمريكية لاغتياله

تابعوا RT على
لم يُغظ أحد الولايات المتحدة كما فعل فيدل كاسترو الذي حول كوبا إلى أول دولة شيوعية في نصف الكرة الغربي، ولا يزال نظامه قائما منذ عام 1959، وزاد على ذلك بأن مات حتف أنفه عام 2016.

صحيفة واشنطن بوست كانت نشرت في 28 أكتوبر عام 2017 عدة وثائق من الأرشيف الأمريكي رفعت عنها السرية، تبين منها أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية استعملت وسائل عديدة في محاولات فاشلة لاغتيال كاسترو بما في ذلك السموم والسلاح الناري وحتى الاستعانة بالمافيا.

فابيان إسكالانتي، وهو رئيس سابق لجهاز مكافحة التجسس الكوبي، كان أعلن رسميا في عام 2016 أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية نظمت 634 محاولة لاغتيال زعيم الثورة الكوبية لتاريخي فيدل كاسترو، جميعها باءت بالفشل.

هذه المحاولات الأمريكية الفاشلة أفيد بأنها نفذت في عهود 8 رؤساء أمريكيين بدءا من دوايت أيزنهاور وانتهاء بجورج بوش الابن وبيل كلينتون.

الوثائق التي كشفت العدد الهائل من محاولات اغتيال كاسترو كانت السرية رفعت عنها لغرض آخر يتمثل في كشف الغموض والشكوك التي اكتنفت اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي في 22 نوفمبر 1963.

من بين المؤامرات التي دبرت لاغتيال فيدل كاسترو وكشف عن تفاصيلها، واحدة جرت بتبطين بدلة للزعيم الكوبي بمواد كيمائية سامة، وخطط أخرى جرى فيها دفع المافيا لتتولى مهمة قتل كاسترو.

 تقرير للجنة في مجلس الشيوخ معنية بالتحقيق في أنشطة الاستخبارات الأمريكية في الخارج كان صدر في عام 1970 قال بهذا الشأن: " لقد وجدنا دليلا ملموسا على ما لا يقل عن ثماني مؤامرات تورطت فيها وكالة المخابرات المركزية لاغتيال فيدل كاسترو من 1960 إلى 1965. على الرغم من أن بعض مؤامرات الاغتيال لم تتقدم إلى ما بعد مرحلة التخطيط والإعداد، إلا أن إحدى المؤامرات، التي تنطوي على استخدام شخصيات من العالم السفلي، تقدمت مرتين إلى حد إرسال حبوب سامة إلى كوبا وإرسال فرق لارتكاب الفعل".

من بين عمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية التي استهدفت الشيوعيين الكوبيين واحدة أعدت في عام 1962 وأطلق عليها اسم "باونتي". وفقا لهذه الخطة أعد نظام للمكافآت بما يتناسب مع مكانة ومنصب المعرضين للاغتيال وتراوحت هذه المكافآت بين 5000 دولار للمخبرين، و10000 دولار للمسؤولين الحكوميين. اللافت أن المبلغ الذي وضع مقابل قتل أو أسر عدو الولايات المتحدة اللدود فيديل كاسترو، كان 2 سنت فقط!

 نجاحات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المبكرة للإطاحة بالأنظمة الوطنية اليسارية في كل من إيران في غلم 1953، وغواتيمالا في عام 1954، شجعت أصحاب القرار في وواشنطن على المضي قدما في محاولات قتل كاسترو وقلب النظام هناك. محاولة الغزو الشهيرة التي نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية انطلاقا من خليج الخنازير بجنوب كوبا في منتصف أبريل عام 1961، تحولت إلى فشل مدو ونصر مؤزر لكاسترو ساعد في توطيد أركان نظامه في جزيرة الحرية.

من بين محاولات الاغتيال الكثيرة والمتنوعة التي استهدفت فيديل كاسترو، اثنتان لافتتان أعدتا في فترة مبكرة. في المحاولة الأولى تمكنت الاستخبارات المركزية الأمريكية في عام 1960 من تجنيد ماريتا لورينز، عشيقة كاسترو. طلب من العشيقة قتل الزعيم الكوبي بحبوب سممت بمادة استخرجت من المحار. العشيقة أخفت الحبوب السامة في علبة كريم، إلا أنها ذابت فيه.  

يُروى أن كاسترو بعد أن تم الكشف عن المؤامرة، عرض على عشيقته ماريتا، ربما ساخرا، أن تكمل تنفيذ مهمتها بواسطة مسدس.

محاولة الاغتيال الثانية لاغتيال كاسترو جرت في مطلع عام 1963. احتفظ العملاء الذين كلفوا بتنفيذ المهمة بكبسولات للسم في ثلاجة بأحد مطاعم هافانا التي كان يرتادها الزعيم الكوبي. حين دخل كاسترو إلى المطعم، طلب كوكتيل شوكولاتة مع مكعبات ثلج.

أعد نادل جندته الاستخبارات الأمريكية ويدعى سانتوس دي لا كوريداد الكوكتيل إلا أن الكبسولات السامة التي خبأت في الثلاجة تجمدت والتصقت بجدار الثلاجة ولم يتمكن النادل من انتزاعها. هذا النادل علق لاحقا قائلا إن الحظ وحده هو الذي أنقذ حياة فيديل كاسترو. كاتب علق على نجاة كاسترو من محاولات الاغتيال الأمريكية العديدة بلهجة ساخرة قائلا إن الأمور بدت كما لو أن ملائكة السماء كانت تحرس كاسترو، على الرغم من أنه ملحد!

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا