الخبير أوضح أن فوز الحزب الحاكم "الحلم الجورجي"، الذي يتمتع بالأغلبية، لن يناسب الدول الغربية. وفي وقت سابق صرح رئيس البرلمان الجورجي شالفا بابواشفيلي، أن أمورا كثيرة تشير إلى تحضيرات جارية لـ"انقلاب" في جورجيا.
وأضاف الخبير الجورجي، أنه يعتقد أن هناك محاولات استفزازية لقيام ثورة ملونة للانقلاب على الحكومة، حيث من غير المرجح أن تحصل المعارضة الليبرالية على نتيجة قوية في الانتخابات، كما أوضح الخبير أن الغرب مهتم باستخدام جورجيا في مواجهة روسيا.
ورأى غوغافا أن "كل شيء في الغرب يدور حول الحرب"، كما أنه من الواضح أن خطته في إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا باءت بالفشل، لأن الوضع في ساحة المعركة ليس كما يرغبون، وعلى ما يبدو. فإن خطتهم المبدئية كانت تتمثل بإشراك جورجيا في ساحة المعركة عسكريا، بغرض تشتيت انتباه الوحدة العسكرية الروسية.
وأوضح الخبير السياسي، أن أوروبا تريد في ذات الوقت، مواصلة استلام الغاز والنفط الأذربيجاني والمواد الخام القادمة من آسيا الوسطى، مشيرا إلى أن منع هذه الإمدادات، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الصناعية في أوروبا، وبالتالي هروب رؤوس الأموال الصناعية، وبذلك فإن أي عمليات فوضوية في جورجيا ستعيق تدفق البضائع في جميع الاتجاهات، ما يعني أنه "إذا كانت تقديراتنا صحيحة فإن أوروبا في جورجيا وفي جنوب القوقاز تقطع الغصن الذي تجلس عليه"، حسب قول الخبير.
ولفت الخبير الجورجي، إلى أن بناء ميناء "أناكليا" في جورجيا، سيجعلها جزءا من مشروع ضخم لإنشاء طرق تجارية جديدة في أوراسيا، مشيرا إلى أن 80% من حركة الشحن في العالم تمر اليوم عبر المحيط، كما أن المبادرة الصينية "حزام واحد- طريق واحد" ليست سوى عودة "طريق الحرير" العظيم.
وبحسب غوغافا، فإن الصين بدأت في تغييرات لم تحدث منذ 500 عام، حيث تنقل طرق التجارة الرئيسية إلى اليابسة.. وسيكون هناك ثلاثة فروع للمحور التجاري الجديد، عبر روسيا وإيران وجنوب القوقاز، والتي بدورها سترتبط بوصلات عبور مع بعضها البعض، وأضاف أن مشروع ميناء "أناكليا" هو جزء من هذا المفهوم، كما أن الهند أيضا تقوم حاليا ببناء ميناء "تشابهار" في إيران وتخطط لسحب طريقين رئيسيين إلى الشمال، عبر أذربيجان إلى روسيا وعبر أرمينيا وجورجيا إلى روسيا.
وأوضح الخبير أن المستفيد من هذه المشاريع العملاقة هي أوروبا وجميع الدول الآسيوية، وشدد على أن القوى التي تسيطر الآن على التجارة البحرية لن تقف مكتوفة الأيدي، حيث أن الجزء الأكثر ضعفا في هذا المشروع، هو جنوب القوقاز، لدلك ستكون هناك محاولات لعزل تلك المنطقة، عبر جلب "الدمى" إلى السلطة.