وأكدت جبهة البوليساريو في بيان رفضها التام والقاطع لمناقشة أي مقترح أو مبادرة لا تضمن بالكامل حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف ولا للمساومة ولا للتقادم في تقرير المصير والاستقلال ولا تحترم السلامة الإقليمية للصحراء الغربية.
وأوضحت الجبهة في البيان أن "الطرف الصحراوي أبلغ المبعوث الشخصي للأمين العام خلال لقاء في 3 أكتوبر 2024 بأنه لا يقبل بشكل قاطع وحاسم الخوض في مناقشة أي مقترح أو فكرة من تقسيم وغيره تقع خارج الإطار القانوني لنزاع الصحراء الغربية وتتعارض مع مأمورية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) والتي تحدد سياق مهمة المبعوث الشخصي نفسه".
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا قد اقترح تقسيم الإقليم بين المغرب وجبهة البوليساريو كوسيلة لتسوية الصراع القائم منذ عقود، ويقرر السكان تحت أي سلطة يعيشون.
واقترح ستيفان دي ميستورا خلال إحاطة قدمها في اجتماع مغلق لمجلس الأمن يوم الأربعاء ونشرت وكالة "أسوشيتد برس" تفاصيلها، بأن التقسيم وسيلة محتملة لإرضاء الجانبين وإتاحة فرصة للسكان ليقرروا السلطة التي يرغبون في العيش تحت إدارتها.
وقال دي ميستورا إن "مثل هذا الخيار يمكن أن يسمح بإنشاء دولة مستقلة في الجزء الجنوبي من جهة ودمج بقية الإقليم كجزء من المغرب من جهة أخرى، مع اعتراف دولي بسيادة المغرب عليه".
ووصف دي ميستورا الفكرة بأنها تستحق الدراسة، وصرح بأن بعض الدول المعنية "أعربت عن بعض الاهتمام" رغم أن المغرب وجبهة البوليساريو لم يظهرا "أي علامة على الاستعداد لبحث الأمر على نحو أكثر استفاضة".
وسوف يضع التقسيم على أسس تاريخية مدينة العيون أكبر مدينة في الإقليم المتنازع عليه في الشمال والداخلة ثاني أكبر مدينة في الإقليم في الجنوب.
ويعتبر النزاع حول الصحراء من أقدم النزاعات في إفريقيا وضم المغرب الصحراء له عقب انسحاب إسبانيا منها في عام 1975 وشجع آلاف المغاربة على الاستقرار هناك لتتأسس جبهة البوليساريو بعد ذلك بعام وترفع السلاح في وجه الرباط مطالبة بالانفصال عن الدولة المغربية إلى أن تدخلت الأمم المتحدة في 1991 لوقف إطلاق النار.
وتعادل الصحراء الغربية مساحة بريطانيا لكنها قليلة الكثافة السكانية وتنعم باحتياطيات الفوسفات ومناطق الصيد الغنية.
ودائما ما كانت الصحراء محور السياسة الخارجية المغربية إذ عملت الرباط على إقناع دول أخرى بالاعتراف بالمنطقة أرضا مغربية في مواجهة مطالب جبهة البوليساريو.
المصدر: وكالات