وتتضمن "خطة النصر" التي ظهرت في وسائل الإعلام للمرة الأولى في أغسطس الماضي دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف "الناتو"، وتعزيز دفاعها، ونشر "حزمة درع صاروخي استراتيجي غير نووي شامل"، والمساعدة في تطوير الاقتصاد الأوكراني.
كما تنص الوثيقة على أن الجيش الأوكراني، بعد انتهاء الأعمال العدائية، سيكون قادرا على "استخدام خبرته لتعزيز دفاعات (الناتو) واستبدال الوحدة الأمريكية".
وقال زيلينسكي أيضا إن الخطة تحتوي على "ثلاث إضافات أخرى سرية"، يتوقع الرئيس المنتهية ولايته أن تنتهي الأعمال العدائية، إذا ما تم دعمها، في موعد لا يتجاوز العام المقبل.
ووصف متحدث الكرملين دميتري بيسكوف الخطة بأنها "سريعة التبخر"، وتابع: "على الأرجح هي نفس خطة الأمريكيين للقتال معنا حتى آخر أوكراني، التي قام زيلينسكي بتمويهها ووصفها بأنها خطة سلام".
وقد أعلن زيلينسكي للمرة الأولى عن "خطة النصر" في مؤتمر صحفي نهاية أغسطس الماضي، وفي تعليقه على هجوم القوات الأوكرانية على مقاطعة كورسك، قال إنه الاتجاه الأولى، والجزء "تكتيكي" من الخطة الأوكرانية، أما الاتجاه الثاني فهو "مكانة أوكرانيا الاستراتيجية في البنية التحتية الأمنية للعالم"، والثالث هو "حزمة قوية لإجبار روسيا على إنهاء الحرب دبلوماسيا"، والرابع اقتصادي. ثم أعلن زيلينسكي أنه سيقدم خطته أولا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك إلى المرشحين لهذا المنصب، نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وقد قام بذلك خلال رحلته إلى الولايات المتحدة نهاية سبتمبر.
في المجمل، تتكون الاستراتيجية من خمس نقاط، كما أشار زيلينسكي حينها، "أربع هي ما نحتاجه الآن، وواحدة بعد الحرب"، على حد تعبيره. ولم يكشف زيلينسكي عن التفاصيل، بينما نشرتها وسائل الإعلام الغربية خلال الشهر والنصف التاليين. بالتالي، ووفقا لصحيفة "تايمز"، فإن جوهر "الخطة" يتلخص في أربع نقاط: الضمانات الغربية لأمن أوكرانيا، على غرار ميثاق الدفاع المشترك عند الانضمام إلى حلف "الناتو"، استمرار عملية القوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة كورسك، طلب أسلحة عسكرية "محددة"، ومساعدات مالية دولية إلى كييف.
مع ذلك، وبالحكم على كلمات زيلينسكي، فإن خطته أوسع من الاتجاهات التي ذكرتها الصحيفة البريطانية، حيث قال، أكتوبر الجاري، في قمة أوكرانيا وجنوب شرق أوروبا في كرواتيا، إن النقطة الأولى في "الخطة" هي دعوة كييف إلى "الناتو"، حيث قال: "تركز النقطة الأولى في الخطة على ما إذا كان سيتم حل مشكلة الافتقار إلى اليقين الجيوسياسي في أوروبا، وما إذا كان لأوكرانيا مكان في (الناتو)، مشيرا إلى أن موسكو (ستخسر جيوسياسيا) إذا ما انضمت أوكرانيا إلى التحالف".
وكما ذكرت قناة "سوسبيلني" التلفزيونية، تخطط كييف لتنفيذ النقاط الأربع الأولى في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024، والخامسة بعد انتهاء الصراع.
ووفقا لزيلينسكي، تتضمن الخطة مطالب بتوسيع إمكانيات استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية للسماح لأوكرانيا بالوصول إلى البيانات الاستخباراتية للشركاء، وكذلك "بالاشتراك مع الشركاء لهزيمة الطيران الروسي".
وقد رفض الكرملين، على لسان متحدثه بيسكوف، التعليق على "الخطة" ما لم يتم عرضها عليه بعد، وأضاف: "نعتقد أنه من المستحيل إجراء أي تحليل بناء على تقارير وسائل الإعلام. وإذا ظهرت بعض المعلومات من مصادر رسمية فسندرسها بالطبع. في هذه الأثناء، هناك الكثير من الاختلافات، بما في ذلك المعلومات المتناقضة والمعلومات غير الموثوقة، ونحن نتعامل مع هذا الأمر بضبط النفس الشديد".
وقد أعلنت موسكو بدورها في يونيو 2024 شروطها التي بموجبها تكون مستعدة لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات مع كييف، وهي ما عرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نقاط أربع أثناء حديثه أمام قيادات وزارة الخارجية الروسية:
يجب سحب القوات المسلحة الأوكرانية بالكامل من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وكذلك من منطقتي زابوروجيه وخيرسون (المنضمة إلى الأراضي الروسية في سبتمبر 2022)، والحديث يدور، من بين أمور أخرى، عن المناطق التي تسيطر عليها كييف الآن في جمهورية دونيتسك الشعبية ومنطقتي خيرسون وزابوروجيه.
كما يجب على السلطات الأوكرانية أيضا أن تعلن رسميا تخليها عن أية خطط للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ويجب أن تحدد المعاهدات الدولية وضع مناطق شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومنطقتي زابوروجيه وخيرسون كمناطق روسية.
ويجب على الغرب أن يرفع عقوباته عن روسيا.
ويعمل زيلينسكي على الترويج لـ "خطة النصر" إلى جانب "صيغة السلام" التي قدمها في نوفمبر 2022، في قمة مجموعة الدول العشرين بإندونيسيا، وهو ما تفرضه القيادة الروسية، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سبتمبر 2024، إن موسكو لم تأخذ على محمل الجد هذه الصيغة أبدا، وقال إن "مبادرة زيلينسكي معروفة منذ فترة طويلة، وقد أثارت غضب الجميع بالفعل، فهي ليست سوى إنذار نهائي قطعي".
المصدر: RT