استفادت "رايثيون" التي تعد أكبر شركة مصنعة للصواريخ الموجهة في العالم بشكل كبير بعد شهر فبراير 2022 وشكلت إمدادات منتجاتها إلى أوكرانيا محركا رئيسيا لنمو أعمال الشركة على مدار العامين ونصف العام الماضيين.
طلبات من دول غربية
وتشمل منتجات الشركة الصواريخ الموجهة من طرازات مختلفة كصواريخ "ناسماس" و"جافلين" و"ستينغر" كما تعمل بصورة نشطة على توريد منظومات الدفاع الجوي "باتريوت" وتتلقى طلبات جديدة لإنتاجها بناء على طلبات من دول غربية قامت بدورها بنقلها منظوماتها الخاصة أو أنها بصدد نقلها.
وأكد تحليل أعمال الشركة أن النزاع في أوكرانيا أضحى عاملا ربحيا مهما للشركة بعد عدة ربعيات سنوية من التراجع حتى العام 2022 وحينها بدأت في إظهار تحسن مطرد في أدائها المالي.
وبالأرقام، في الربع الثاني من عام 2022، كانت نسبة 18.6% من الطلبات الجديدة (بقيمة 662 مليون دولار) من عقود تجديد مخزونات صواريخ "ستينغر" للجيش الأمريكي، بعد إرسال أكثر من 1000 صاروخ من هذا النوع إلى نظام كييف.
توريدات "ناسماس" إلى أوكرانيا
وبحلول الربع الرابع من عام 2022، أتاحت الطلبيات الجديدة لمنظومات الصواريخ للشركة زيادة مبيعاتها بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. كما يمثل العقد الرئيسي البالغة قيمته 698 مليون دولار لتوريد NASAMS لأوكرانيا حوالي 17٪ من حجم الطلبات الجديدة.
بعدها في عام 2023، استمر الطلب على الأسلحة في النمو. وفي يونيو، وقعت "رايثيون" عقدا بقيمة 1.15 مليار دولار لتوريد صواريخ AIM-120 D-3و صواريخ C-8 AMRAAM ليشمل هذا العقد إمدادات لـ18 دولة، بما في ذلك أوكرانيا. وشكل الطلب حوالي 28.8% من المبيعات الجديدة في الربع الثاني من عام 2023.
ألمانيا تجدد "باتريوت"
وفي الربع الرابع من عام 2023، حقق إنتاج صواريخ GEM-T لمنظومات "باتريوت" 2.8 مليار دولار لشركة "رايثيون"، وهو ما يمثل 40% من الإيرادات من جميع الطلبات الجديدة التي يبلغ مجموعها 6.9 مليار دولار خلال تلك الفترة.
وبعد أن نقلت ألمانيا "باتريوت" الخاصة بها إلى أوكرانيا، اضطرت برلين لطلب منظومة جديدة من "رايثيون".
وفي مارس 2023، وقعت ألمانيا عقدا بقيمة 1.2 مليار دولار لتحل محل "باتريوت"، وهو ما يمثل 18٪ من إيرادات الطلبيات الجديدة البالغة 6.7 مليار دولار للربع الأول. وفي يوليو وقعت البلاد عقدا مماثلا بنفس القيمة.
أوكرانيا أفرغت ترسانة "البنتاغون"
بالإضافة إلى ذلك، في أغسطس 2023، حصل مشروع مشترك بين "رايثيون"و"لوكهيد مارتن" على عقد بقيمة 1.3 مليار دولار لإنتاج صواريخ "جافين" للجيش الأمريكي بهدف تجديد ترسانة "البنتاغون" بعد إرسال آلاف الصواريخ إلى أوكرانيا. ومن المخطط أنه بحلول عام 2026، سوف تنتج الشركة ما يصل إلى 3960 صاروخا بصورة سنوية.
الإمدادات إلى إسرائيل
ناهيك عن الاستفادة من النزاع في أوكرانيا، يمكن لمقاولي الأسلحة الأمريكيين مثل "رايثيون" توقع الاستفادة بشكل أكبر من الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل مع تدهور الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وأفادت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها أكملت بحلول أغسطس 500 خط إمداد عسكري من الولايات المتحدة، لنقل ما مجموعه 50 ألف طن من المعدات العسكرية.
وتضمنت الشحنات مركبات مدرعة وذخيرة ومعدات حماية شخصية ومعدات طبية، والتي وصفتها وزارة الدفاع بأنها "حيوية للحفاظ على الاستعداد العملياتي للجيش الإسرائيلي في سياق الحرب المستمرة".
وبالتالي، فإن الطلب المتزايد على منتجات "رايثيون" الناجم عن الصراعات العالمية يعزّز مكانة الشركة كأحد اللاعبين الرئيسيين في سوق الأسلحة العالمية.
روسيا: تورط لدول "الناتو"
الجدير بالذكر أيضا أن روسيا أكدت مرارا أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا تتسبب بالمزيد من تصعيد النزاع وتورّط دول "الناتو".
وقد أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أي شحنات أسلحة إلى أوكرانيا ستصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وحلف "الناتو" توفر الأسلحة والتدريب للعسكريين الأوكرانيين.
المصدر: نوفوستي