مباشر

خبراء يكشفون لـ RT أهداف القاهرة من التقارب مع الصومال وإريتريا وسر التعاون العسكري

تابعوا RT على
احتضنت العاصمة الإريترية أسمرة، اليوم الخميس، قمة ثلاثية لرؤساء مصر والصومال وإريتريا، ما اعتبر تطورا جديدا لمسار العلاقات بين الدول الثلاث لتعزيز التعاون في منطقة القرن الإفريقي.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية فإن زيارة السيسي لأسمرة تتناول الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، على النحو الذي يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة، ما أكدت عليه الصومال من أن القمة تركز على المصالح المتبادلة والمشتركة للدول الثلاث، واستقرار القرن الأفريقي، والبحر الأحمر.

وجاءت القمة الثلاثية بعد مرحلة مديدة من تصاعد التوتر بين الصومال وإثيوبيا، على خلفية توقيع مذكرة تفاهم بين أديس أبابا وإقليم أرض الصومال الانفصالي، الذي منح إثيوبيا منفذا على البحر لمدة 50 عاما، وهو ما اعتبرته مقديشو انتهاكا لسيادتها، كذلك في ظل ما تشهده العلاقات الإثيوبية-الإريترية من تدهور ملحوظ، رغم أن إريتريا كانت حليفا لإثيوبيا في حربها ضد "متمردي" تيغراي بين عامي 2020 و2022، لكن أريتريا منعت الطيران المدني الأثيوبي من التحليق في أجوائها وعلّقت الخطوط الجوية الإثيوبية رحلاتها إلى أسمرة الشهر الماضي.

وتحدث خبراء عسكريون لـ RT  حول هدف القمة الثلاثية بين مصر والصومال وإريتريا، وأهداف القاهرة من زيادة التعاون مع دول منطقة القرن الإفريقي، وسر التعاون العسكري، وهل هي رسالة للحكومة الإثيوبية في ظل توتر العلاقات بين الدول الثلاث وحكومة أديس أبابا خلال الأشهر الأخيرة؟

قال المفكر الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، إن تعزيز التعاون المصري مع إريتريا والصومال هو بمثابة تعزيز للأمن القومي المصري، خاصة وأن إريتريا والصومال يطلان على منطقة باب المندب من الناحية الغربية، ومصر في حاجة ماسة إلى تأمين حركة الملاحة في باب المندب ضد اي تهديدات خاصة في ظل الخسائر الكبرى التي تعرضت لها قناة السويس وضعف مرور السفن بالقناة، نتيجة هجمات الحوثيين في منطقة باب المندب والبحر الاحمر على السفن التجارية.

وكشف المفكر الاستراتيجي في حديثه لـ RT، عن أن التعاون بين مصر وإريتريا ليس وليد اليوم، حيث زار الرئيس الإريتري أسياس أفورقي القاهرة قبل سنوات والتقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي واتفقا منذ ذلك اليوم على تعزيز التعاون بين القاهرة وأسمرة، وأن القمة الثلاثية التي عقدت اليوم في العاصمة الإريترية أسمرة تثبت اهتمام مصر بالصومال وإريتريا، وتأكيدا على الموقف المصري من أن الأمن القومي المصري يبدأ من الصومال وإريتريا، مستبعدا انضمام دولة جيبوتي إلى الدول الثلاث في هذه الاتفاقيات لأن جيبوتي بها 7 قواعد عسكرية لدول أجنبية.

"مصر لا تكايد أحدا" هكذا رد المفكر المصري، عما أثير حول أن نية مصر هو تهديد ومحاصرة إثيوبيا في ظل تأزم الأوضاع بين القاهرة وأديس أبابا بسبب عدم التوصل لاتفاق حول سد النهضة الإثيوبي الذي تنفذه إثيوبيا، معتبرا أن التحركات المصرية مع الدول الإفريقية الثلاث ليس لها أي علاقة بإثيوبيا، وإنما تسعى القاهرة إلى تعزيز أمنها القومي، وتأمين مدخل قناة السويس في ظل التعاون التاريخي بين الدول الثلاث.

ولا يقتصر تعاون الدول الثلاث على الملف العسكري، بحسب رأي اللواء "فرج"، فهو يرى أن القمة الثلاثية التي جمعت الرؤساء الثلاثة اليوم تشمل التعاون في مجالات الأمن القومي من صحة وتعليم واستثمارات وثقافة وتعاون عسكري، لإيمان القاهرة أن أمن واستقرار تلك الدول يعزز أمنها واستقرارها.

في حين ذهب اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، في حديثه لـ RT، إلى أن علاقات التعاون بين مصر والصومال قديمة وتاريخية، ولكن مرت عليها فترات من التغيرات لكنها استعادت موضعها الطبيعي في ظل سعي مقديشو إلى العودة لمكانتها الطبيعية في قلب القارة الإفريقية ووضعها الإقليمي خاصة في منطقة القرن الإفريقي التي تشهد العديد من التحديات، وكذلك إريتريا تسعى للاستفادة من قدرات مصر وإمكانياتها، والقاهرة تحتاج للدولتين لتعزيز أمنها الإقليمي في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها منطقة باب المندب والبحر الأحمر والتي لها تأثير مباشر على حركة الملاحة في قناة السويس.

ويرى هذا الخبير العسكري، أن الاتفاقيات العسكرية بين مصر والصومال وإريتريا ليست ضد أحد، حيث أن مصر لم تكن يوما دولة معتدية ولم تتدخل في الشئون الداخلية لدولة أخرى، وإنما تسعى لتعزيز أمنها القومي وحماية مصالحها بالاتفاق، مشيرا إلى أن المصالح المصرية في منطقة باب المندب تتعرض لتهديد مباشر ومصر تعمل بالاتفاق مع تلك الدول على حماية تلك المصالح وهو حق مشروع للقاهرة لحماية مصالحها، مرجحا انضمام دول أخرى لهذا الاتفاق الثلاثي خلال الفترة المقبلة في ظل حرص القاهرة على تعزيز علاقاتها مع دول القارة، وأنها ساعدت تنزانيا من قبل على انشاء سد تنزانيا لتوليد الكهرباء، وكذلك ساعدت رواندا على تنفيذ شبكة من الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية وشبكة الري.

وجزم الخبير العسكري أن الموقف المصري مع الدول الإفريقية مغاير تماما لأي موقف دولي أخر، لأن مصر تعزز مصالحها بالاتفاق وبما يخدم عملية التنمية والتعاون المتبادل، في حين أن إثيوبيا لها أطماع في الصومال وكانت قد هاجمت من قبل إقليم أوغادين في الصومال واحتلت الإقليم، وكذلك عندما سعى إقليم ارض الصومال للانفصال دعمته إثيوبيا على حساب وحدة وسيادة الصومال لتحقيق هدفها ومصالحها وهو الحصول على منفذ بحري في منطقة أرض الصومال، مشيرا إلى أن التواجد المصري في دولة الصومال مشروع وبناء على طلب من دولة الصومال بعد موافقة مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي على طرد القوات الإثيوبية المشاركة في عملية حفظ السلام في الصومال نتيجة أغراضها الغير السوية.

 

المصدر: RT

القاهرة – محمد الصاحي

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا