وجاء في مقال للمحلل ألون بن دافيد نشرته صحيفة "معاريف": "الدرس المستفاد من الضربات التي وجهها الجيش الإسرائيلي لـ"حزب الله" خلال الأسابيع القليلة الماضية هو أن من الصحيح أن ندخل المعركة جاهزين، بعد أن تكون قد خلقت الظروف المناسبة.. هذا الدرس يجب أن يكون أمام أعيننا قبل أن نهاجم إيران".
وتابع بن دافيد: "نعم، قواتنا الجوية قادرة على الوصول إلى أي هدف في إيران وتدميره. وطهران تدرك ذلك أيضا، ولكن قبل أن نقفز بتهور إلى المعركة ضد دولة يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، ومساحة جغرافية أكبر بستين مرة من مساحة إسرائيل، يتعين علينا أن نفكر إلى أين يقودنا ذلك وما يمكن تحقيقه في هذا المسار".
واستطرد: "يتعين علينا أن نقول مرة أخرى ما يجد كثيرون، بما في ذلك الأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادية، صعوبة في فهمه: ألا وهو أن برنامج إيران النووي لا يمكن تدميره بالقوة العسكرية وحدها..لقد راكمت إيران المعرفة اللازمة لإنتاج المواد الانشطارية، وهناك لن يستطيع صاروخ أو طائرة أن يأخذ هذه المعرفة منها. إن الهجوم على المنشآت النووية دون أن يصاحبه نظام تفتيش دولي جديد وصارم لن يؤدي إلا إلى تسريع البرنامج النووي وإعطاء الإيرانيين الذريعة لبناء قنبلة نووية".
وأضاف المحلل العسكري الإسرائيلي: "سترد إيران بوابل كبير على أي هجوم عليها، سواء كان لغرض عسكري أو مدني. وقد أنهينا القصف الذي سقط علينا بداية الشهر بارتياح، لأنه لم يوقع أي خسائر بشرية، ولم تتضرر قدرات القوة الجوية. ورفضت القوات الجوية الكشف عن النتائج الدقيقة للمعركة الباليستية. لكن عندما تلتقط إيران صور الأقمار الصناعية التي تكشف عن نقاط الضعف في قواعد القوات الجوية، وصور السوط (الصواريخ) في الجليل، وهود هشارون، وجدارا، فيمكنها تلخيص الهجوم بأنه ناجح. وسقط عدد لا بأس به من الصواريخ على أراضي إسرائيل".
وأكمل: "في المرة القادمة سوف يطلقون المزيد، وسوف يؤلمون أكثر أيضًا. ومن المشكوك فيه أن أي هجوم جوي سوف يردع إيران عن الاستمرار في قتالنا. لو كانت لدينا البنية التحتية لعملية سافرة إيرانية، أو إذا تمكنت القوات الجوية من الحفاظ على استمرارية الطيران فوق إيران، فسيكون ذلك رادعا، لكن هجوما واحدا، سواء على آبار النفط أو على البنية التحتية العسكرية، لن يمنع إيران من مواصلة القتال. . وكما هو الحال في لبنان، من المهم أن نأتي إلى هذه الحملة مستعدين".
ويشهد الشرق الأوسط مؤخرا توترا متزايد، على وقع الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في لبنان بعد عام من الحرب في غزة، كما أن إيران شنت في الأسبوع الماضي هجوما صاروخيا على إسرائيل، قالت إنه جاء انتقاما من اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد في فيلق القدس بالحرس الثوري عباس نیلفروشان.
وتوعدت إسرائيل بالرد، مشيرة إلى أن "إيران ارتكبت خطأ وستدفع الثمن"، فيما قال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة تدرس خيارات الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
ويوم الأربعاء، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، تحدثا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وناقشا خطط إسرائيل للرد على إيران.
وفي أثناء الحديث عن إعصار "ميلتون" أمام الصحفيين في البيت الأبيض، وجهت إلى بايدن أسئلة بشأن الاتصال مع نتنياهو، لكنه تهرب من الإجابة، مكتفيا بالقول: "نحن لم نبحث العاصفة".
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن بايدن أكد لنتنياهو "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل" ودان الهجوم الإيراني بالصواريخ على إسرائيل الذي نفذ يوم 1 أكتوبر.
ودعا بايدن إلى تقليص الأضرار اللاحقة بالمدنيين في أثناء العمليات الإسرائيلية في لبنان.
ورجحت التقارير الإعلامية أن بايدن ونتنياهو بحثا الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، وذلك على خلفية إلغاء زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت لواشنطن من أجل مواصلة التخطيط للعمل العسكري ضد إيران، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
من جهته قال الحرس الثوري، إنه سيرد بشكل أقوى على إسرائيل إذا أقدمت على "أي تهور جديد".
وتتخوف دول المنطقة من تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، من جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
المصدر: "معاريف" + RT