وشهدت شعبية كيشيدا تراجعا كبيرا طوال فترة ولايته، التي استمرت 3 سنوات، بسبب فضائح فساد دفعته في النهاية إلى التنحي.
ويعتبر اليابانيون كيشيدا "زعيما بلا رؤية"، هدفه فقط التخفيف من حدة السياسات المحلية للمحافظين القوميين أصحاب النفوذ داخل حزبه من أجل البقاء في السلطة.
وعلى النقيض، فقد نال الاحترام خارج اليابان خاصة لدى الولايات المتحدة بسبب قراراته التي تضمنت تغييرات جريئة في سياسات البلاد الخاصة بالدفاع والأمن، بالإضافة لاتخاذ موقف صارم من روسيا والصين.
وكانت استضافة القمة الـ49 لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في مايو 2023، الحدث الأبرز في عهد كيشيدا، الذي قال إنه يبذل جهودا مضنية من أجل "عالم خال" من الأسلحة النووية.
وأصدر قادة مجموعة السبع بيانا خلال القمة تناولوا فيه نزع السلاح النووي، لكنهم دافعوا عن امتلاك أسلحة نووية كـ"رادع"، ما أثار غضب وخيبة أمل الناجين اليابانيين من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية.
وتخلت اليابان عن تطوير وامتلاك واستخدام أي أسلحة نووية، لكنها تتمتع بحماية "المظلة النووية الأمريكية"، وهي ضمان تقدم بموجبه دولة نووية الدفاع عن دولة حليفة غير نووية.
ويقول كيشيدا إنه يجب التصدي لخطر انتشار الأسلحة النووية الوشيك، والذي يحتاج لاتباع نهج واقعي.
وموقف كيشيدا الصارم بشأن نزع السلاح النووي مختلف تماما عن موقف إيشيبا، الذي دعا لمناقشة تقاسم الأسلحة النووية الأمريكية بين حلفاء واشنطن في المنطقة.
وعلى الرغم من تراجع شعبيته داخليا، يترك كيشيدا إرثا جيدا في مجالي الأمن القومي والسياسة الخارجية، حيث وطد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين مثل أستراليا والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية والفلبين، كما ساهم في رفع مكانة طوكيو على الساحة الدولية.
المصدر: أ ب