جاء ذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة والثمانين على انتصار القوات السوفيتية المنغولية على نهر خالخين غول صباح يوم 26 أغسطس، حيث افتتح تمثال نصفي لبطل الاتحاد السوفيتي وجمهورية منغوليا الشعبية مارشال الاتحاد السوفيتي (مارشال النصر كما كان يلقّب) غيورغي جوكوف. وقد حضر حفل الافتتاح السفير الروسي لدى منغوليا أليكسي إيفسيكوف والملحق العسكري والجوي الروسي لدى منغوليا بافل بيترونين.
ونيابة عن الجانب المنغولي، قام وزير الدفاع سانداغين بيامباتسوغت بوضع الزهور على التمثال النصفي للبطل السوفيتي، بينما كانت ضيفة الشرف في فعاليات الذكرى السنوية حفيدة وابنة حفيدة غيورغي جوكوف، وكذلك المشاركة الوحيدة المتبقية على قيد الحياة في المعارك على نهر خالخين غول، تسيرنغين تشاميدتسيرين، التي ستبلغ من العمر 100 عام في أكتوبر المقبل.
وقد تطوعت تشاميدتسيرين للجبهة عندما كانت تبلغ من العمر 14 عاما، وقالت في مقابلة سابقة مع وكالة "تاس": "عندما بدأ القتال، دعا زعيم خلية الشبيبة الشيوعيين الفتيات للذهاب لمساعدة المقاتلين السوفيت والمنغوليين، ووقع الاختيار على 16 من الفتيات المتطوعات، كان أصغرنا يبلغ من العمر 13 عاما، وقائدتنا كانت في عمر 16 عاما. كنا نخرج الجرحى من ساحة المعركة، ونعتني بهم تحت إشراف طبيبة روسية، وكان اسمها تاتيانا بتروفنا".
ودارت المعارك بالقرب من نهر خالخين غول على أراضي جمهورية منغوليا الشعبية في الفترة من مايو إلى أغسطس 1939، حيث أنشأت اليابان دولة "مانشوكو" العميلة في الجزء المحتل من الصين على الحدود مع منغوليا، حيث كان الجنود اليابانيون يهاجمون حرس الحدود المنغوليين مرارا وتكرارا.
اضطر ذلك القوات السوفيتية، التي كانت موجودة آنذاك على أراضي جمهورية منغوليا الشعبية وفقا لبروتوكول المساعدة المتبادلة المبرم عام 1936، إلى التدخل في النزاع المسلح 17 مايو 1939. وفي 11 يونيو تم تعيين غيورغي جوكوف، نائب قائد المنطقة العسكرية الخاصة البيلاروسية في ذلك الوقت، لقيادة القوات السوفيتية المنغولية.
وكانت تلك التجربة الأولى لجوكوف في قيادة معركة كبرى. وبعد النصر، حصل على الميداليات المنغولية ولقب بطل منغوليا. ويوجد في المنزل الذي عاش فيه جوكوف بمدينة أولانباتار متحف جوكوف الوحيد خارج حدود روسيا، بجوار الساحة التي تحمل اسمه.
وغيورغي جوكوف، أو مارشال النصر هو مارشال الاتحاد السوفيتي (1943) وبطل الاتحاد السوفيتي أربع مرات (1939، 1944، 1945، 1956)، وحائز لوسام النصر مرتين (1944، 1945)، وكان عضوا بهيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، ووزير دفاع الاتحاد السوفيتي، وشغل خلال الحرب العالمية الثانية على التوالي مناصب رئيس هيئة الأركان العامة السوفيتية، وقائد الجبهة، وعضو مقر القيادة العليا، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للاتحاد السوفيتي.
المصدر: RT