ونصت الدعوى التي رفعها ورثة بول هنري نارجوليت: "بينما قد لا يتم تحديد السبب الدقيق للكارثة، يجمع الخبراء على أن طاقم "تيتان" كان مدركا تماما لما يجري، ويشير المنطق إلى أن الطاقم كان يعي أنهم على وشك الموت قبل لحظات من وفاتهم". وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وكان نارجوليت، المستكشف المخضرم البالغ من العمر 77 عاما، من بين الضحايا عندما انفجرت "تيتان" في يونيو 2023 أثناء السفر إلى موقع حطام سفينة تيتانيك، على عمق حوالي 12500 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي، وقد استحوذت عمليات البحث الجوي والبحري التي أعقبت اختفاء السفينة وطاقمها من الأثرياء والمغامرين على اهتمام العالم لعدة أيام.
وتقول الدعوى المقدمة في مقاطعة كينغ بواشنطن، إن "شركة "أوشن غيت" ورئيسها التنفيذي ستوكتون راش (61 عاما) الذي لقي حتفه أيضا في الانفجار، قد خالفا معايير صناعية باستخدام ألياف الكربون في هيكل السفينة والالتفاف على عملية التفتيش المستخدمة عادة لإصدار شهادات للسفن التي تغوص إلى مناطق ذات ضغط شديد".
وكشفت الصحيفة أن "الدعوى القضائية تقول إن راش، بدلا من الكشف عن عيوب السفينة، حجب التفاصيل حول بنائها المشكوك فيه".
وتقول الدعوى إن جزءا كبيرا من "تيتان" تم تصميمه وبنائه بواسطة فريق "يتكون إلى حد كبير من الطلاب الحاليين أو الخريجين الجدد من جامعة ولاية واشنطن".
وتضمنت الدعوى أيضا "كان هؤلاء مهندسين ليس لديهم أي خبرة عملية في العالم الحقيقي ولا خبرة سابقة في صناعة الغوص في أعماق البحار"، مضيفة أن شركة "أوشن غيت لم تكن على استعداد لإنفاق الأموال المطلوبة لتصميم وبناء السفينة بطريقة يمكنها تحمل أعماق المحيط".
وامتنع متحدث باسم "أوشن غايت" عن التعليق أمس الأربعاء، كما لم يصدر رد فوري من أي من أفراد عائلة راش على طلب التعليق.
من جهتها، قالت عائلة نارجوليت إن الانفجار "كان بسبب الإهمال المستمر والتهور من جانب شركة "أوشن غيت" وراش، اللذين حذرهما خبراء ومهندسو الغوص في أعماق البحار مرارا وتكرارا من العواقب الوخيمة المحتملة لاختياراتهم وأفعالهم، ولم يستمع المدعى عليهم إلى تلك التحذيرات، بل يبدو أنهم كانوا متحفزين بشكل متزايد بمرور الوقت لتجاهلها".
وقال الخبراء لصحيفة "واشنطن بوست" العام الماضي إن غوصات الغواصة السابقة إلى حطام تيتانيك ربما أضعفت هيكل "تيتان".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تيتان" لم تخضع للفحوصات الدورية من وكالة التصنيف الشائعة في مجتمع الغوص العميق".
وأعلن خفر السواحل استمرار التحقيق في الحادث، مع توقع استغراقه وقتا أطول من المتوقع، وتم تحديد موعد لجلسة استماع علنية في سبتمبر لدراسة جميع جوانب الكارثة، بما في ذلك الامتثال للوائح، ومؤهلات الطاقم، والجوانب التقنية للغواصة، وإجراءات الطوارئ، فضلا عن مراجعة شاملة لصناعة الغواصات.
واختفت الغواصة فجأة عندما كانت متجهة إلى حطام تيتانيك على عمق 12500 قدم تحت السطح، في 18 يوليو 2023، وتبين بعد جهود عالمية للبحث عنها، أنها انفجرت بعد ساعات قليلة من رحلتها، ما أدى إلى هلاك جميع الركاب، وهم الملياردير البريطاني هاميش هاردينغ (58 عاما)، وشاه زادا داود (48 عاما)، وابنه سليمان داود (19 عاما)، وهما من أصل باكستاني، وطيار البحرية الفرنسية بول هنري نارجوليه (77 عاما)، والرئيس التنفيذي لشركة OceanGate المنظمة للرحلة، ستوكتون راش.
المصدر: "واشنطن بوست"