وفيما تستعد إسرائيل لرد انتقامي من جانب إيران وحلفائها قد يأتي "في أي لحظة"، دعا رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، مساء اليوم (الاثنين)، إلى مناقشة لمجلس الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، لمراقبة الأحداث في الشرق الأوسط استعدادا لهجوم محتمل.
وفي أعقاب التقارير عن هجوم فوري، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري هذا المساء أنه لا يوجد حاليا أي تغيير في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية.
وكتب هاغاري على منصة "X": "أصبعنا على النبض طوال الوقت، وإذا حدث تغيير سنبلغكم به على الفور".
وذكرت "يديعوت أحرونوت" نقلا عن أحد كبار المسؤولين الأمريكيين قوله: "إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة، والرئيس بايدن يفعل كل شيء لحمايتها..هناك جهد مثير للإعجاب هنا لبناء ائتلاف."
ووفقا له، "أمر الرئيس بتسخير كل ما هو ممكن للدفاع عن إسرائيل. ونأمل أن يكون هذا الهجوم محدودا وألا يؤدي إلى حرب إقليمية وشاملة".
ومن ناحية أخرى، يفيد مسؤولون كبار في إسرائيل بأن إسرائيل ليست معنية بحرب إقليمية، ولكنها مستعدة للدفاع والهجوم، وأنها ستجبر كل من يمسها على دفع ثمن باهظ.
ووفقا لهم، فإن "قادة الإرهابيين سيستمرون في دفع حياتهم ثمنا للإضرار بمواطني إسرائيل. وهناك مساعدات غربية، أمريكية بشكل رئيسي، منخرطة في الدفاع".
وأشار المسؤولون إلى أن "خيار الضربة الوقائية مطروح على الطاولة إذا كان هناك يقين بنسبة 100% بأن هجوما على وشك شنه ضد إسرائيل من موقع معين".
وأضاف المسؤولون: "إذا كانت لهذا الأمر جدوى عملية لإحباطه وتعطيله، فهو بالتأكيد أمر ندرسه.. بالنسبة لنا، هذه هي الخطوة الأولى. والخطوة الثانية ستكون اعتراض مثل هذا الهجوم وهو في طريقه إلى هنا".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" مساء اليوم أن إدارة بايدن أبلغت المشرعين الأمريكيين بأن الهجوم قد يقع اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء، بحسب مصادر مطلعة على الأمر.
وذلك بعد أن أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الليلة الماضية وزراء مجموعة السبع أن الهجوم سيصل على الأرجح خلال 24 إلى 48 ساعة.
لكن المتحدث باسم البنتاغون قال في تصريحات إعلامية إنه لم يتم رصد أي تحركات إيرانية تشير إلى وقوع هجوم خلال الساعات المقبلة.
وتحدث بلينكن، مساء اليوم، هاتفيا مع نظيريه وزيري خارجية قطر ومصر، بشأن التصعيد في الشرق الأوسط، "لإرسال رسالة واضحة مفادها أننا في وضع حرج في المنطقة، ومن المهم أن تتجنب جميع الأطراف التصعيد في الأيام المقبلة"، وفق ما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر.
وأعلنت وزارة الخارجية أنها نقلت رسائل إلى إيران مفادها أن "التصعيد ليس في مصلحتها".
وبحسب ميلر، فقد أبلغ بلينكن نظيريه أن الحرب "ليست في مصلحة أحد، لا الدول ولا المنطقة بأكملها"، وأن "وقف إطلاق النار في غزة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على السلام في المنطقة".
وبحسب قوله: "يقترح أن تحاول جميع الأطراف إيجاد أسباب للقول نعم للاتفاق، وليس محاولة إيجاد أسباب للقول لا".
وقال ميلر أيضا: "لا يمكنني التحدث عما سيحدث أم لا، إنه قرار إيران، ونحن نرسل رسائل متسقة من خلال الجهود الدبلوماسية ونشجع الناس على أن يشرحوا للحكومة الإيرانية أن التصعيد ليس في مصلحتها، وسوف نحمي إسرائيل من أي هجوم".
ووفق ما نقلت الصحيفة، أوضح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قائلا: "ليس لدينا في الحقيقة أي مؤشر على الموعد الذي سيهاجمون فيه. تقديرنا هو أنهم سيهاجمون".
وتسود في الشرق الأوسط بالوقت الراهن، حالة من التوتر ومخاوف من اندلاع حرب شاملة، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، واغتيال القيادي الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوب، فيما تعهد "حزب الله" وإيران بالرد على هاتين العمليتين.
إسرائيل لم تتبن اغتيال هنية، في حين وجهت إيران و"حماس" أصابع الاتهام إليها، وأكد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، أن الانتقام لدم هنية هو "من واجباتنا لأن الاغتيال وقع على أراضينا".
كما شدد أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله يوم الخميس، على أنه يجب على إسرائيل ومن خلفها "انتظار ردنا الآتي" على اغتيال القيادي فؤاد شكر، مؤكدا أن "لا نقاش في هذا ولا جدال".
المصدر: "يديعوت أحرونوت" + RT