وأشارت مجلة "فورين بوليسي" إلى أن الفساد أحد المشاكل الرئيسية في أوكرانيا، موضحة أنه "على الرغم من الخطوات التي اتخذتها كييف لمكافحة هذه المشكلة، فإن البلاد لا تزال بعيدة جدا عن الاستعداد للانضمام إلى "المجتمع الغربي"".
وقال مسؤول كبير في البنتاغون لمجلة "فورين بوليسي" إن "الفساد والافتقار إلى السيطرة المدنية على الجيش ومحدودية الشفافية في الوكالات الحكومية الأوكرانية تشكل عقبات رئيسية أمام انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي".
وأكد المسؤول الذي لم تذكر المجلة اسمه أن "المشتريات الدفاعية تثير قلقا خاصا، وكانت هناك حالات شهدنا فيها توزيعا مربحا للعقود بين الأشخاص المقربين من قادة معينين".
وأضاف أنه على الرغم من أن أوكرانيا تسير على "مسار تصاعدي" من الإصلاحات، فإنها لن تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي ما لم تأخذ هذه الإصلاحات على محمل الجد.
وتشير "فورين بوليسي" إلى أن خبراء "الناتو" ساعدوا كييف في تطبيق أدوات إدارية لمكافحة الفساد في المشتريات الدفاعية، ومع ذلك وفقا للمجلة، فإن الحكومة الأوكرانية تتصرف بشكل أبطأ مما يتوقع الاتحاد الأوروبي، حتى عندما يتعلق الأمر بـ "إصلاح وكالات إنفاذ القانون المحلية".
وبحسب المقال، فإن مجلس وزراء أوكرانيا لم يوافق بعد على خطة العمل لإصلاح وكالات إنفاذ القانون، التي وضعها المسؤولون الأوكرانيون وممثلو البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي.
وقال ياروسلاف يورشيشين، رئيس لجنة البرلمان الأوكراني لحرية التعبير للمجلة: "لا يزال يتعين على مجلس وزراء أوكرانيا الموافقة على خطة العمل. ويجب على وزارة الداخلية تقديم الوثيقة للموافقة عليها إلى مجلس وزراء أوكرانيا. وسيبدأ التنفيذ بعد الموافقة عليها، لذلك لم يتم اتخاذ أي خطوات في الوقت الحالي حتى الآن".
وتقتبس "فورين بوليسي" كلمات الشخصية العامة الأوكرانية ومؤسسة مركز كييف لمكافحة الفساد يلينا غالوشكا التي ذكرت أن "البلاد لم تنشئ بعد محكمة جديدة للنظر في القضايا المرفوعة ضد السلطات المركزية"، ويستشهد المنشور أيضا برأي ناشط لم يذكر اسمه مفاده أن الكثيرين في النظام القضائي الأوكراني "يقاومون الإجراءات الأكثر صرامة" للتحقق.
وفي وقت سابق، نُشر نص الإعلان المشترك للمشاركين في قمة "الناتو" في واشنطن، والذي يتضمن بندا حول "مستقبل أوكرانيا في الحلف" ويعلن وضعها السياسي الأكثر تكاملا.
وبالإضافة إلى ذلك، ينص الإعلان على أن دول الحلف تعتزم مواصلة دعم كييف "في طريقها الذي لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي الكامل"، وهو ما يعني ضمنا عضوية الناتو.
وتؤكد هذه الوثيقة على وجه التحديد أن وزراء خارجية "الناتو" سيواصلون تقييم التقدم المحرز في الإصلاحات التي تنفذها أوكرانيا على أساس سنوي.
وفي يونيو 2022، منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا ومولدوفا وضع الدولة المرشحة، وقد اعترف الاتحاد الأوروبي مرارا بأن مثل هذا القرار كان رمزيا إلى حد كبير من أجل دعم كييف وكيشيناو في مواجهتهما مع موسكو.
وسبق أن أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن عضوية أوكرانيا المحتملة في حلف شمال الأطلسي تشكل تهديدا لأمن روسيا، وأكد أن خطر انضمام كييف إلى الحلف كان أحد أسباب بدء العملية العسكرية الخاصة.
المصدر: RT