وذكرت أنه في الأسبوعين الماضيين، قام نتنياهو بتأخير محادثات وقف إطلاق النار في غزة في الدوحة بشكل صارخ، مما خلق مطالب جديدة، مشيرة إلى أنه قام بذلك حتى في الوقت الذي كان فيه بايدن إيجابيا بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك من شأنه تحرير الرهائن الإسرائيليين وإيقاف الأعمال العدائية في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من 10 أشهر.
ووفقا لدبلوماسي رفيع المستوى في الشرق الأوسط وخبراء مطلعين على المفاوضات، فإن هناك عدة أسباب تجعل نتنياهو يبطئ المفاوضات. الأول هو أنه يحتاج إلى استرضاء اثنين من أعضاء مجلس الوزراء اليمينيين المتطرفين، وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، اللذين هددا بحل حكومته إذا قدم تنازلات لحماس.
والسبب الآخر هو أنه يعتقد أن "حماس" قد تم إضعافها بشكل كبير وأنها في حالة فرار، وذلك بفضل الغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة في غزة والتي أسفرت عن مقتل كبار مسؤولي "حماس". لكن يبدو أن السبب الرئيسي لتكتيك التأخير الأخير الذي اتبعه نتنياهو والذي حظي باهتمام أقل هو حساباته بأن الانتخابات الأمريكية تتحول بسرعة لصالح ترامب.
وقالت "بوليتيكو" إنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد يعتقد نتنياهو أنه قادر على الهروب من الضغوط التي يتعرض لها من بايدن لوقف الحرب وأن ترامب سوف يتعامل بشكل أسهل مع إسرائيل وسيكون أيضا أكثر صرامة مع إيران ووكلائها، خاصة "حزب الله".
وقال دبلوماسي أجنبي كبير من دولة شرق أوسطية على اتصال وثيق بالمفاوضين: "تقييمنا هو أن نتنياهو يريد كسب الوقت حتى انتخابات نوفمبر".
واعتبر النقاد أن التلاعب الدبلوماسي الأخير لنتنياهو، الذي تم تنفيذه في لحظة الضعف السياسي الأكبر لبايدن، كان أكثر وقاحة وإزعاجا من أي شيء فعله من قبل. وجاء ذلك بعد أن قدمت "حماس" تنازلا كبيرا من خلال إسقاط مطلبها بالتوصل إلى حل كامل للحرب في "المرحلة الأولى" ووافقت بدلا من ذلك على ترك القضية الأساسية المتمثلة في متى سينتهي الصراع في النهاية لمزيد من المفاوضات، مما أعطى نتنياهو الكثير مما يريده.
المصدر: "بوليتيكو"